المحتوى الرئيسى

يحرم دخولها على غير المبدعين.. "لمسة عراقيَّة" ساحة للفن تحظر الرموز الدينية والسياسية

11/12 18:17

لم يعد فيسبوك منصةً لعرض الآراء وتبادلها بل صار منصةً عابرة للفضاءات تجمع بين الواقعي والافتراضي بلمسة فنية.. هكذا تقول صفحة "لمسة عراقية" التي دشنها مجموعة فنية يحرم دخولها على غير الفنانين وتحولت الصفحة من نشاط صغير يعرض الصور إلى ساحة لتعلم قواعد الفن والألوان.

من خلال منصة لمسة عراقية قرر 5 من الفنانين العراقيين غرس بذرة هذا التجمع الذي نما الآن ليجمع حولهم أكثر من 120 ألفاً من هواة الفن.. وأصبح بالنسبة لهم نادياً للنقاش والتطوير، ونافذة للتسويق فيما أصبح لجمهورهم بوابة إلى عالم سحري من الإبداع الذي يتولد عادة من أكثر الخامات غرابة.

عند تصفحك للمجموعة ستجد شيئاً يثير اهتمامك.. فهو تجمع لا يفرض قيوداً على مبدع، ويمكنك أن تجد فيه الفنان المحترف، جنباً إلى جنب مع المتدرب الذي يتحسس طريقه، يعرضان معاً إنتاجهما، كما يمكن أن تجد فيه من يقدم أنواع الفن التشكيلي التقليدية جنباً إلى جنب مع أولئك الذين يستخدمون طرائق ما بعد الحداثة مستخدمين "الخردة" وربما "القمامة" في إنتاج إبداعي جديد.

على الهامش، هناك من ينتقد الأعمال المعروضة ومن يبدي الإعجاب، وهناك من يتعاقد على بيع إنتاجه أو على المشاركة في معرض هنا أو هناك، وهناك كذلك -للغرابة- قصص حب وارتباط تنطلق من خطوط الفن.

يقول أشرف الحسو -أحد مديري مجموعة "لمسة عراقية" على فيسبوك- لـ"هافينغتون بوست عربي" إن خمسة من الفنانين العراقيين قرروا إنشاء مجموعة عرضوا عليه في البداية أعمالاً إبداعية في مجال التصوير الفوتوغرافي، ولكن الأمر تطور بعد ذلك إلى منصة لإطلاق مجموعات أخرى للرسامين، والمصممين وحتى للأطفال، ومن هذه المجموعات أصبحت تأتيهم تعاقدات لتنظيم مؤتمرات وفعاليات عديدة.

الفريق انتقل أيضاً من العالم الافتراضي، ليلتقي أعضاؤه في مناسبات عديدة في فعاليات على الأرض، وشيئاً فشيئاً أصبحت له اجتماعات دورية، يدعى إليها جميع الفنانين في أحد الأماكن العامة ببغداد.

محمود لعيبي هو صاحب فكرة لمسة عراقية، وعامر لعيبي هو المدير الرئيس للمجموعة، حيث قام بتحويل مشغله الفني إلى مكان للتجمع وتنظيم ورش ودورات تدريبية للموهوبين والفنانين الشباب "نحن مجموعة من العراقيين.. جمعنا الفن بكل أشكاله وعناوينه"، هكذا يُعرف القائمون على المجموعة أنفسهم، قائلين إن لوحات فنية تتدفق بين ثنايا زملائهم تمتع الأبصار والأسماع.

"لا يدخل علينا من لم يكن فناناً".. قد يكون هذا أبرز الشعارات التي تميز لمسة عراقية فهو كما يقول الحسو يرحب بكل فنان أو مهتم بالفن فهو ليس فقط مساحة لنشر الأعمال وإنما هو مساحة للتعليم والثقافة إذ من خلاله يتم تنظيم دورات في مختلف أنواع الفن بالإضافة إلى أن التشجيع أو الملاحظات التي يتلقاها الفنان في بداية المشوار تسهم في تطوير عمله.

أشرف الحسو يقول إن "لمسة عراقية" أحدث نقلة على مستواه الفني فالتشجيع، والملاحظات التي كان يتلقاها من مختلف الفنانين دفعته الى أن يطور مهاراته في رسم اللوحات ذات البعد الثلاثي "3D"، ويضيف أنه أصبح يقضي ساعات حتى يكمل رسمه معينة وهذا ما لم يكن يتوقع أن يفعله من قبل.

لا رموز دينية أو سياسية

يقول الحسو إن التنظيم والإدارة الناجحة هما سر نجاح المجموعة، حيث هناك قوانين واضحة يحتكم إليها الجميع، وليس مسموحاً بأي تجاوز أو النقاش في أي موضوع خارج دائرة الفن داخل المجموعة، وفي أوقات الأزمات كان المدير يصبح هو المسؤول عن النشر حتى لا يتم الخروج عن أهداف المجموعة.

ولا تتم عملية إضافة أعضاء جدد إلا من خلال موافقة مسؤولي المجموعة فقط ومن غير الممكن إضافة أي شخص إلى المجموعة إلا بموافقة المدراء. وينضم العضو الجديد بناء على 14 قانوناً، منها أن يكون العمل ملكاً لصاحبه وأن يحتوي على توقيع، ولا يسمح بنشر أكثر من عمل واحد في اليوم، وأيضاً يمنع رسم الرموز السياسية أو الدينية، وعدم نشر أي عمل ليس فنياً.

وبحسب أشرف فإن "لمسة عراقية" ليست فقط صفحة للرسم إذ أن هناك العديد من الأعمال الأخرى كفن الخردة وعمل الكعك، وقد ظهرت قصة حب داخل ثنايا هذه الأعمال إذ أن فنانين تعارفا تحت ظلال اللوحات وجمعهما الفن وانتهت قصة الحب بزواج العاشقين وأعلنا عن ذلك في صفحة المجموعة.

بعد الشهرة التي اكتسبها فريق لمسة عراقية بدأت المنظمات تطلب منهم تنظيم المؤتمرات والمهرجانات الفنية وهذا ما حدث مع سفير الأمم المتحدة في العراق، كما أنهم كانوا مسؤولين عن الجانب الفني في مؤتمر tedx baghdad، بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي تم التعاون فيها مع بلديات بغداد، وشملت فعاليتهم مختلف محافظات العراق.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل