المحتوى الرئيسى

زهراء غازي تكتب: تحرير نينوى على الأبواب.. هل سيبقى العراق موحدًا | ساسة بوست

11/12 13:32

منذ 1 دقيقة، 12 نوفمبر,2016

عزيزي القارىء: العنوان قد يكون غريبًا للبعض، ومتوقعًا للبعض الآخر، لكن قبل أن تحكم تمهل قليلًا، ولا تغضب، ولا تضجر، هل كان عراق موحدًا فعليًا، حتى نتكلم عن انقسام أو تقسيم أو فيدراليًا؟ هل هناك ضمانات لبقاء العراق كما هو عليه قبل العام 2003، هذه الأسئلة وغيرها كثير يجب وضعها نصب عينك، فالواقع الحالي يفرض واقعًا جديدًا، وخصوصًا بعد دخول تنظيم «داعش» لمعظم المناطق السنية، ومن ثم تحريرها بتوقيتات متقاربة، وعلى يد قوات «الحشد الشعبي» و«الحشد العشائري» المنزوع الصلاحية في معظم الأحيان، وقوات «البيشمركة»، وأكثر من خمس جهات أمنية والعشرات من المليشيات التي فاق تعدادها المائة بحسب رئيس الوزراء العراقي الدكتور «حيدر العبادي».

مصير العراق بات قرارًا خارجيًا، ولم يعد بإمكان قادته الحاليين فرض واقع جديد عليه، بالرغم من مؤسساته العاملة حاليًا، والتي يلاحظ عليها الكثير من الارتباك وبها فساد أدخل العراق على قائمة الدول الأكثر فسادًا في العالم.

توهم الكثير من العراقيين بأن تنظيم داعش سيقوم بتغيير المعادلة، وسيفتح لهم آفاقًا للتخلص من الحكومة الحالية بطريقة او بأخرى،  لكن سرعان ما حول المدنيين إلى كبش فداء، فتراه يهجر ويقتل بحسب هواه تارة، ويذبح المدنيين كخراف عيد الاضحى تارة أخرى، وما حدث في دير الزور قبل أيام ليس ببعيد.

الصحفي «غسان شربل» كتب في مقالته على صحيفة «الحياة»، قال فيها: منذ العام 2002 أتابع الوضع العراقي من بغداد وأربيل، محاولًا جمع الروايات وفهم ما يجري، سأشركك عزيزي القارئ في بعض ما يمكن أن يسمعه الصحافي من سياسيين منخرطين في اللعبة العراقية، حين يضمنون عدم ذكر أسمائهم.

قال «انتصر الشيعة، ولم يصدقوا أنهم انتصروا. وهزم السنة، ولم يصدقوا أنهم هزموا. تولى الشيعة عمليًا السلطة، واستمروا في التصرف كمعارضين،  تعاملوا مع الدولة كأنهم سيغادرون غدًا، انتقل السنة عمليًا إلى المعارضة، لكنهم استمروا في التصرف كأصحاب حق مقدس في الحكم وتوهموا أنهم سيعودون غدًا.

كل فريق يريد دولته لا الدولة التي تتسع للجميع، أضاع الشيعة فرصة تاريخية حين امتنعوا عن التنازل قليلًا لمصلحة منطق الدولة، وهو ما كان يمكن أن يحمي انتصارهم. أضاع السنة فرصة تاريخية حين امتنعوا عن التنازل لمنطق الدولة الجديدة، وهو ما كان يمكن أن يضبط خسائرهم».

كل ما سبق يوحي لك عزيزي القارىء الوضع الهش الذي تعيشه المحافظات العراقية والعراق بشكل عام ، من حرر المناطق بعد سيطرة داعش، يقول لن نعيد المناطق لأهلها وأصحابها، فنحن أولى بها، «ونحن نرسم حدودنا بالدم»، وهذا كلام معظم المحررين!

تلك التصريحات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وكلام أهل الموصل أنفسهم عن عدم إمكانية إعادة اللحمة والتعايش السلمي الذي كان موجودًا قبل الأحداث هو دليل آخر على ذلك.

الأستاذ «أحمد عبد الله»، مثقف وأكاديمي من نينوى، تحدثت لنا عن رؤيته بالمشهد الحالي، قائلًا «ستتحرر نينوى، إن عاجلًا أو آجلًا، لكن الأنفس لن تتحرر؟ بسبب التعامل الحكومي مع أهل المدينة قبل دخول داعش، وبعد دخولهم عن طريق العقاب الجماعي لأهل المدينة بإيقاف رواتبهم بشكل تام»، والعقاب الذي سيلحق بالمدنيين بعد تحريرها، كما حدث في الفلوجة، وصلاح الدين والرمادي من حرق وسرقة ونهب.

وعلى صعيد التحالفات العسكرية بين إقليم كردستان وبغداد أشاد رئيس الإقليم مسعود  البارزاني، بحسب بيان ، بـ«دور قوات التحالف والقوات العراقية والبيشمركة في الحرب ضد إرهابيي داعش»، معربًا عن أمله بأن «يكون العمل المشترك والتنسيق بين البيشمركة والقوات العراقية في عملية تحرير الموصل يسهم في تهيئة الأجواء لتعميق التآخي والصداقة والثقة بين الجانبين».

ودعا البارزاني إلى أن «تكون العملية نهاية للمشاكل ومأساة أهالي نينوى»، مشددًا على أهمية «أن تكون عملية تحرير الموصل عاملًا لمنع ظهور الإرهاب والتطرف الفكري».

الخلاف كان محتدمًا في المرحلة الماضية ما بين بغداد وأربيل حول آلية تحرير نينوى، وحول مشاركة الحشد الشعبي من عدمها، ومشاركة البيشمركة أم لا، ويبدو ان الرأي الفصل لأمريكا، والتي من جانبها وافقت على مشاركة بعض فصائل الحشد الشعبي، إضافة إلى البيشمركة، وإعلنت عن جاهزية القوات العراقية لبدء المعركة أول الشهر القادم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل