المحتوى الرئيسى

قصة شاب سعودي تنبأ بفوز ترمب بالأرقام قبل 10 أشهر

11/11 23:15

الشاب فيصل الخميسي مهندس تقني هو أول السعوديين والعرب تغريداً في تويتر، استطاع أن يسرق الأضواء من دهاقنة التحليل السياسي بتنبؤه بنتيجة التصويت النهائي بين دونالد ترمب وهيلاري كلينتون قبل السباق الرئاسي بـ(10) أشهر.

الخميسي وعبر حديثه لـ"العربية نت" نصح دول الخليج بالمسارعة في فتح خطوط اتصال مع القاطن الجديد للبيت الأبيض، موضحاً في سياق حديثه بأن ترمب رجل طيب القلب، ويحب الأصدقاء، وقال:" هذا النوع من الشخصيات إن لم تكن على علاقة شخصية معه لن تنجح وتصل لمبتغاك.

وأضاف "ترمب لابد أن تبقى صديقه، فهو سهل يحسبها بالربح والخسارة، وهو جاهل في السياسة الخارجية وطبق فارغ إلى الآن، وعيبه الوحيد أنه يشخصن الأمور ولا ينسى بسرعة".

وأوضح الخميسي الذي شارك ضمن فريق عمل أجرى اختبارات تقنية لـ"تويتر" أن قصته مع الانتخابات الأميركية بدأت في العام (2008) وتحديداً مع الحملة الانتخابية للرئيس أوباما، وقال:" تنبأت بفوزه وحصل ذلك بنسب قريبة"، مضيفاً:" أعمل هذه التحليلات لنفسي، ولا أطمح من ورائها لشيء ولكن الغريب أن الناس مؤخراً التقطوها وتداولوها ثم انتشرت".

وعن المعايير التي بنى عليها تنبؤاته ذكر الخميسي بأنه لا يعتمد على الاعلام، لأنه غير محايد على حد وصفه، وأضاف:" أفضل مصدر لمعرفة توجه الشعب الأميركي قراءة التعليقات على المقالات في الوسائل الاعلامية، هذا المكان الوحيد الغير مزيف، فهي عفوية وتعطيك انطباع عن الناس بما تفكر وبماذا، حتى تويتر فيه أشياء مزيفة، ورواد الفيسبوك حاولوا أن يساعدوا كلينتون على الفوز".

وبين الخميسي الذي يؤكد معرفته بطريقة تفكير الأميركيين من زيارات سابقة لبلدهم أنه تابع بشغف جميع المناظرات التي أداها المرشحون ولا يخفي جانب التوفيق الذي حصل عليه حليفه ترمب وقال:" أنا لست منجما".

وعن قراءته لما دار في وسائل الإعلام ومراكز استطلاعات الرأي ذكر الخميسي أن " الذي حصل من الاعلام الأمريكي في الانتخابات الأخيرة لم يسبق أن حصل في التاريخ".

معتبراً أن علاقة كلينتون وزوجها بوسائل الاعلام ساهمت في تزييف الحقائق كون كلينتون تنتمي للمؤسسة الرسمية بحسب ما ذهب إليه، وقال:" علاقة أسرة كلينتون بوسائل الإعلام قديمة".

وفي قراءة خاصة لطريقة تعامل وسائل الاعلام مع الحدث الكبير أوضح الخميسي أنه قبل صعود نجم ترمب كانت وسائل الاعلام تتظاهر بالحياد وتتعامل مع الكل بدون انحياز، ولكن بعد ارتفاع أسهم ترمب وتحديداً بعد الانتخابات التمهيدية عندما فاز ترمب تغيرت المعادلة لأنهم كانوا ينظرون إليه على أنه مهرج فقط على حد وصفه.

وقال:" في البداية كانت وسائل الاعلام تعطيه فرصة للحديث لأنه رجل تصريحاته أحياناً جريئة ويجلب لهم مشاهدات وعلى ضوئها يحصلون على الاعلانات"، وتابع:" على هذا الأساس تركوه يتحدث وقيمة المساحات التي أعطيت لترمب لو كان سيدفع مقابلها مادياً لتجاوزت قيمتها مليار دولار".

مشدداً على أن الاعلام كان ينظر له بشكل كوميدي وليس بشكل جدي، وعلى هذا الأساس تم منحه التغطيات التي كان الهدف منها الحصول على مشاهدات لكن بعد أن وصلت رسالته تغيرت المسألة تجاهه حيث قللوا التغطيات وقلبوا الحقائق وأساؤوا له على حد قوله.

وأوضح سارداً تعليلاته:" هيلاري جزء من مؤسسة الحكم، وجاء شخص من خارج المؤسسة كان الجميع يفضلون خسارته واجتمعوا عليه حزبه والاعلام ووزارة العدل و"إف بي آي" حاولوا اسقاطه لكن الناخب الأميركي كان أكثر وعياً بمراحل، ومل من السياسيين ولم يعد يثق فيهم ولا بوعودهم، وترمب رسالته من الأول أنا خارج المؤسسة السياسية الفاسدة، أنا ليس لي علاقة بواشنطن، لذلك أنا لست مثل هؤلاء الكذابين وأنا واحد منكم وفيكم، وكان الناس تواقون للتغير، وكانت هذه الكلمات تلامس شيئاً في نفوس الأمريكيين".

كاشفاً عن نقطة مهمة كان ترمب يوظفها لصالحه وهي أنه لا أحد يموله ولم يكن خاضعاً للعبة اللوبيات القذرة بل جمع 400 مليون دولار من الناس العاديين، وليس مثل هيلاري التي كانت لديها 500 مليون دولار منها 400 مليون تمويل من اللوبيات، وتابع: هنا الناس شعرت بأنه لن يكون خاضعاً لجهة أخرى دعمته، حتى أوباما في 2008 حصل على دعم لوبيات، وهو ليس بحاجة أن يرتشي".

وعن قضية إيميل هيلاري كلينتون التي عزف على وترها ترمب أكد الخميسي أن ذلك بالفعل أضر هيلاري والتسريبات كانت كارثية عليها وحتى لها جملة مشهورة جنت عليها في إحدى هذه التسريبات كانت تقول بأن السياسي لابد أن يكون له وجهين وجه للخاصة وآخر للعامة، وهذه ركز عليها ترمب في كل مناظراته الأخيرة، وأحرجها وفضحها، :"بتقديري أيضاً أن ويكليكس تأثيره لم يتجاوز 10%، نظراً لأن أغلبية المصوتين قرروا منذ حوالي شهرين باختيار مرشحهم".

وعن قصة ترشيحه لساندرز قبل ترمب قال:" دعني أخبركم أن ساندرز لو لم يتم إقصاؤه من قبل الحزب الديموقراطي لالتهم ترمب وويكليكس فضحت لؤم الحزب الديموقراطي في التواطؤ ضد ساندرز، وبتقديري أنه كان سيفوز على ترمب بسهولة لأن رسالة ساندرز هي نفس رسالة ترمب هو اجتماعي ويتكلم عن المؤسسة السياسية الفاسدة"، مضيفاً أن ساندرز رفض أن يستلم دعم من اللوبيات وكان يتكلم عن الوظائف وهذه قضية مهمة، وهي المحور المهم في الانتخابات الأميركية، وساندرز هو أنظف من ترمب بحسب ما ذهب إليه.

وعن عبارات الدفاع عن ترمب الذي يوصف في وسائل الإعلام بأنه عنصري متطرف قال الخميسي:" فوز ترمب ليس فوز للتطرف مثلما يصور البعض بل انتصار للنزعة الوطنية للأميركيين، فالأمريكان استيقظ لديهم حس الوطنية مثلما حصل في بريطانيا وقصة التصويت بالخروج من الاتحاد الاوروبي، الأمريكان لا يعنيهم الناتو ولا الشرق الأوسط والسياسة الخارجية ليست من اهتمامهم، ترمب يجهل في السياسة الخارجية ولكنه داخلياً ملم بكل شيء لذا انتصر".

وحول نظرته لعلاقات ترمب مع دول الخليج والسعودية أوضح الخميسي أن السياسة الخارجية في أميركا دائماً تتغير وفق التقارير ومستجداتها، وسيكتشف ترمب بعد استلام مقاليد السلطة إن السعودية حليف موثوق وصادق، ولا يوجد حليف موثوق في المنطقة مثل السعودية، ومع الوقت سيصبح حليف جيد لنا، ومن الضروري فتح خط مبكر معه، وكسبه بأسرع وقت ممكن وتجنب الصدام مع آراؤه بأي شكل من الأشكال، فهو في السياسة الخارجية لا يفقه شيئاً ويجب أن يعي أننا لسنا حلفاء لهيلاري أو غيرها.

رافضاً في الوقت نفسه قراءة فترة ترمب الرئاسية بصورة قطعية مبيناً أنه من الصعوبة بمكان قراءة كامل الفترة، مستدركاً:" لكن قراءتي على المدى القصير أنه في السنة الأولى سيكون هناك دولة تدفع ثمن الصدام مع ترمب الذي سيكون في حالة إثبات للناس أنه قوي بالشكل الذي تخيلوه، لذلك أي صدام مع ترمب في الفترة الحالية مهما كان تافه لا ينصح به، وفي السنة الثانية والثالثة سنشاهد رجل عقلاني ومتزن، ولن يبتعد عن الرؤساء الذين سبقوه".

ناصحاً صناع السياسة بالاستعانة بمحللين نفسيين لقراءة أفكار هذا الرجل الذي يعاني في شخصيته من جنون العظمة والغرور، وأضاف:" في السياسة الخارجية لكي تفهم ماذا سيفعل ترمب؟ لابد أن تفهم ماذا سيفعل بوتين؟، بمعنى السياسة الخارجية متوافقة مع سياسة روسيا، وفيه جهات مهمة داخل أميركا لن تقبل بذلك"، وزاد:"، في قضية مثل قضية سوريا سيكون ترمب في صف روسيا ولكن في إطار مختلف بمعنى إنه سيتحد مع الروس لضرب داعش ولن يقيم منطقة حظر جوي أو نحوها، و إيران سيكون قاسي معها، ولن يكون من صالحها حتى لو كان متحالف مع روسيا، لأن هذه قضية تختلف عن تلك، وله رأي مناهض لاتفاقية الملف النووي وسيعمل ضدها بقوة"، مكرراً في ثنايا حديثه بأن ترمب طيب القلب "يزعل بسرعة ويرضى بسرعة وهو طفل كبير، وداخليا نظيف ومن صالحنا فوزه".

وعن توقعاته التي خالفت آراء المحللين السياسيين العرب قال الخميسي:" محللينا السياسيين كنت أراسلهم عبر تويتر، وأقول لهم تراكم "مدرعمين"، وبعضهم يكابرون وهم عقليات قديمة تستقي معلوماتها من مصادر غير محايدة مثل الصحف الأميركية، وصعب اقناعهم ولازالوا في حالة انكار"، مضيفاً:" الوحيد الذي اعترف بخطأ توقعاته من خلال متابعتي هو أستاذ العلوم السياسية الاماراتي عبد الخالق عبدالله، قبلها يوم بيوم كتب أراهن بكل ما أملك إن هيلاري ستفوز ورديت عليه:" يا دكتور والله لن تفوز"، ومحللينا يعاندون حتى وقعوا في الفخ".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل