المحتوى الرئيسى

جمعة 11/11.. يوم ''ميت'' في مول السيدة زينب التجاري

11/11 21:48

كتبت- شروق غنيم وإشراق أحمد:

في مثل أيام الجمعة، لا تخلو الحركة داخل مجمع المواردي التجاري بمنطقة السيدة زينب. موقعه المجاور لمحطة مترو الأنفاق تجعله قبله المارة، إن لم يكن للشراء فلاستقلال المترو، غير أن "جمعة 11/11" غيرت هيئة المكان المعروف بالزحام طيلة أيام الأسبوع بما فيها العطلات.

بدا المكان خاليًا إلا من البعض يدخل إلى المحطة ويخرج منها، تقل الحركة كلما اقترب المغيب، إلا من محلات بلا زبائن فتحت أبوابها عسى يأتيها الرزق، وأشخاص لم يبرحوا مكانهم بمدخل المجمع وأبقوا على بضاعتهم البسيطة ظاهرة للمارة.

لعب بلاستيكية، وأدوات طعام خشبية هي ما تبقي من "فرش" البضاعة. "حاجاتنا ثابتة هنا لو كان لينا مخزن كنا قعدنا في بيوتنا زي بقية الناس" قال هاني طارق بائع على فرشة لعب الأطفال، مضيفًا أن سكنه قرب المكان سَهل أمر نزوله إلى العمل.

منذ الصباح لم يبع "طارق". في أيام الجمعة كان الربح يعتمد على الوافدين من خارج القاهرة لزيارة مسجد السيدة زينب، لكنه لم يشهد أحدًا اليوم.

سمير أحمد بائع آخر جلس مستندًا إلى "فرشة" مغطاة ببلاستيك، وأمامه على الأرض أدوات كهربائية بسيطة حال مكواة وفيش، وبينما يمسك الجريدة لحل الكلمات المتقاطعة قال "النهاردة يوم مش طبيعي زي أي جمعة" معتبرًا أن الخوف زائد لدى الناس فصرفها عن المكان "لو دخل المول النهاردة 200 جنيه يبقى كويس".

لمس الرجل الخمسيني التوجس في أهل بيته "لأول مرة يقولوا لي متنزلش"، لكن البائع الأكبر عمرًا بين المتواجدين رفض أن ينصاع لتلك الحالة "أنا شغال من 2011 وعمري ما سبت مكاني".

ينظر "أحمد" للأمور بشكل مختلف "الناس عايزة الاستقرار" كما قال. عمره المتجاوز الخمسين عامًا يجعله "ميخافش من شيء ولا على شيء"، لذلك لم يعبأ لدعوات التظاهر في 11 نوفمبر رغم عدم إنكاره لحالة الغلاء "القارص" لكنه لا يجد جدوى من التظاهر قائلًا "عايز تعترض خليك في مكان شغلك وأعترض وحافظ على اقتصاد البلد".

في وسط المجمع التجاري تراصت "فرش" خشبية مغطاة بالقماش والبلاستيك، تركها أصحابها بالأمس. "أغلب الناس منزلتش لما قالوا في مظاهرات" قالت أم ندى إحدى الباعة الجائلين في المجمع بينما تهم في تغطية فرشتها حتى تعود لمنزلها هي الأخرى.

وفدت السيدة الثلاثينية منذ الثامنة صباحًا إلى مكان "آكل العيش" كما اعتادت كل يوم، كانت تعلم أن حركة البيع والشراء ستكون ضعيفة لكنها اضطرت للنزول لحماية بضاعتها "لينا محل هنا خفت يتسرق زي ما حصل 2011".

طيلة الأعوام الماضية، كلما خرجت دعوة بالتظاهر قلت الحركة في المجمع التجاري كما أكد عدد من الباعة. "البياعين بيبقوا عارفين أن مفيش حد هيتشري فبيقعدوا في بيوتهم" كذلك أوضحت أم ندى سبب البضاعة المغطاة.

على جانبي المجمع التجاري من الداخل؛ اصطفت محال لبيع الملابس، الأيمن كان خاليًا من الباعة وأُغلقت واجهات المحال. فيما فتحت محال الصف الأيسر أبوابها.

القريب السكن من "المول" نزل إلى عمله، فيما غاب من يبعد، ومَن عانى من السرقة خلال ثورة 25 من يناير، فدفعهم هذا الهاجس لعدم التواجد من الأساس حسبما قالت فاطمة محمد إحدى البائعات المتواجدات بالمكان.

أقصى الصف الأيسر؛ انزوت فاطمة وسارة خالد أمام المحل الذي يبعن به. خلو المكان من الزبائن دفعهن إلى تمرير الوقت بمتابعة ما يحدث في أرجاء البلاد عبر هواتفهن، أو خلق نقاش عن اليوم فيما بينهن.

من الحادية عشر صباحًا؛ تواجدت الفتاتان. كان شعور "سارة" أن اليوم سيمر بسلام دون تظاهرات وأنها "مجرد إشاعة". فيما انتاب "فاطمة" انطباعًا أن شيئًا قد يحدث. لكن ذلك لم يمنعهما من التواجد بمكان عملهما.

حالة الفراغ التي شملت المجمع أزعجت الفتاتين "صاحب المحل قالنا لو مفيش رجل في المكان إقفلوا بدري". وبعد أن اعتدن على إغلاق المحل في تمام الحادية عشر مساءً، قررن اليوم أن يغلقن في الثامنة "هنقعد نعمل إيه". 

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل