المحتوى الرئيسى

في مظاهرات 11/11.. الخوف يغلب الغضب

11/11 18:50

شوارع بدت خاوية إلا من بعض المارة الذين عكروا هدوئها غير المعتاد، صمت ممزوج بالملل والترقب، ساعات النهار اقتربت من النهاية دون أي حراك شعبي، لم تشهد الميادين العامة محاولات تمرد من قبل "الغلابة" الذين حددوا ثورتهم اليوم الجمعة 11/11، من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي.

الثورة المزعومة التى غلبت على أحاديث العامة والخاصة لم تخرج للشوارع حتى يتثنى للمحليين السياسيين الحديث عن مستقبلها، الجيمع جلس يترقب ويراقب ويسجل في مدونته الإلكترونية أو صفحته على فيس بوك أن الثورة لم تمر من حيهم حتى مساء الجمعة، وآخرون سخروا من فضاء شوارعهم المريب لاسيما طرقات وسط المدينة المشهورة بالزحام.

قوات الأمن طوقت الميادين العامة، وأعلنت إدارة مترو الأنفاق بالقاهرة غلق محطة مترو أنور السادات المطلة على ميدان التحرير أكبر الميادين، وأبو الثورات المصرية فكل الأحداث مرت من هنا،  إلا ما يسموها بثورة "الغلابة" لم تمر من التحرير أو غيره من الميادين إلا من بعض الأزقة في حارات محافظة الجيزة وبعض المناطق بمحافظة الفيوم.

وفي المحافظات غابت التظاهرات عن الميادين الرئيسية، ونظمت جماعة الإخوان المسلمين عددًا محدودًا من السلاسل البشرية، في عدد من الشوارع الجانبية ببلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وقرية العدوة مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي بمحافظة الشرقية، ومنطقة كرداسة بالجيزة، وعدد من قرى حوش عيسى بالبحيرة، ولم يستطيعوا الوصول للطرق الرئيسية بسب إحكام الأمن لسيطرته.

التفسيرات السياسية والاجتماعية لعدم استجابة الناس للتظاهرات كلها يمكن دمجها في عبارة واحدة " الخوف يغلب الغضب" فغالبية المصريون غاضبون من القرارات الاقتصادية التى أقدمت عليها الحكومة الأسبوع قبل الماضي بتحرير سعر الصرف وزيادة أسعار الوقود إلا أنهم لم يستجيبوا لدعوات التظاهر.

الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، يرى أن سبب مقاطعة الناس لدعوات التظاهر أنها لم تقدم أى بديل سياسي، فالمصريون متأكدون أن إسقاط النظام أو تنحي الرئيس السيسي لن يعد الأسعار لنصابها الأول، لذلك لم يثورا.

ويقول صادق، إن الدعوات كلها مجهولة وخرجت من إسطنبول، ولم يظهر المدعو ياسر العمدة مدشن الحملة إلا في وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

ويضيف أستاذ الاجتماع، أن تجربة المصريين مع الثورات سيئة فشاركوا في ثورتين قبل ذلك وساءت أحوالهم وبالتالي الثورة الثالثة من المتوقع أن تزيد الأوضاع سوء لذلك خوفهم على مستقبلهم سيفوق غضبهم بسبب تردي الأوضاع.

الأمر لم يتوقف عن الخوف من المستقبل المجهول لو نزل الشعب للشوراع، ووصل الخوف من الوقوع في قبضة أجهزة الأمن التي طوقت القاهرة والمحافظات، وانتشرت الأكمنة الأمنية بطول الطرق ومداخل المدن.

اجتمع الرئيس السيسي بوزراء الدفاع، صدقي صبحي، والداخلية مجدى عبد الغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، توحيد توفيق عبد السميع، ومدير المخابرات الحربية، محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة، خالد فوزي، الاثنين الماضي، مشددا على ضرورة توخي الحظر لجانب عمليات القمع وتشديد العقوبات على المقبوض عليهم بتهم التظاهر.

السياسي المعارض مدحت الزاهد، عضو المجلس الرئاسي لتحالف التيار الديمقراطي يقول إن دعوات 11/11 مجهولة ومريبة كما أن الداعين لها يتصرفون بلا مسؤولية وهذا أهم أسباب عدم استجابة الناس لها مقارنة بسرعة استجابتهم للنزول في مظاهرات الأرض الرافضة لتوقيع تفاقية ترسيم الحدود مع السعودية.

ويضيف الزاهد لـ مصر العربية، أن تظاهرات الأرض كان معلومة وكان هناك جهات داعية لها جاهزة لتحمل المسؤولية لكن دعوات اليوم تنادي بالثورة، وهذا يعني القفز على أوضاع سياسية موجودة بالفعل وتلغي حملات توعية كثيرة قامت بها القوي السياسية.

ويوضح القيادي اليساري أن القبضة الأمنية المتغولة أيضا تسببت في تراجع المشاركين وإغلاق المجال السياسي ساهم أيضا في عدم طرح أفكار بديلة وساهم ذلك في تصدير دعوة كالأخيرة تدعوة للثورة دون طرح أى برامج.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل