المحتوى الرئيسى

38 عامًا وما زال الرقم 1: بوفون أفضل حارس مرمى في التاريخ - Goal.com

11/11 16:34

خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع مجموعة من مُشجعي يوفنتوس الشباب العام الماضي، وقف صبي وعرّف عن نفسه "لورنزو من بارما" وبدأ حديثه "هذا سؤالي، لماذا قررت اللعب في السيري بي عام 2006 وأنت بطل العالم والكثير من الأندية تُريد التعاقد معك؟"."أهلا لورنزو" استهل جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس إجابته وأضاف "ألقِ التحية على بارما عندما تعود، إنها مدينة لها مكانة كبيرة في قلبي، نعود إلى السؤال، اخترت البقاء مع يوفنتوس في السيري بي لأني فكرت بأمثالك، في كرة القدم يُمكنك أن تتحدث كثيرًا، لكن في بعض الأحيان عليك أن تستبدل الكلمات بأفعال"ترك بوفون كرة القدم تتحدث عنه خلال مسيرته الاحترافية الممتدة لأكثر من 20 عامًا، عندما أخبره نيفيو سكالا مُدرب بارما في 18 نوفمبر 1995 أنه سيلعب أول مباراة له مع الفريق الأول بعد أقل من 24 ساعة ضد ميلان، لم يكن صاحب الـ 17 عامًا في ذلك الوقت بحاجة لكثير من الكلمات للرد "لا مشكلة، مستر".وفي مساء اليوم التالي قدّم ذلك الشاب أحد أفضل المستويات التي يُمكن أن تراها في السيري آ وساعد فريقه على الخروج بتعادلٍ سلبي أمام العملاق الروسونيري المتسلح بأسماء مثل روبرتو باجيو وجورج وياه، وعلى الرغم من ذلك، لم يجد بوفون ما يدعوه للاحتفال، وعندما سعت وسائل الإعلام للحصول على كلماتٍ منه اكتفى بشكر المدرب سكالا وأضاف "الأمر يبدو وكأنك تقوم بأبسط الأشياء في العالم" بينما كان لزميله أليساندرو ميلّي رأي آخر "غالبًا هو لا يعرف ما الذي قام به".وعلى الرغم من انتقاله إلى يوفنتوس في صيف 2001 مقابل صفقة قياسية ما زالت صامدة حتى اليوم على مستوى حرّاس المرمى ورغم فوزه بكأس العالم مع المنتخب الإيطالي في 2006، لم يفقد بوفون يومًا تواضعه، ومع هبوط البيانكونيري إلى السيري بي إثر فضيحة كالشيو بولي، رفض جيجي عروضًا من ميلان، الإنتر وأرسنال مؤكدًا أن الوقت قد حان لشكر يوفنتوس "بإمكاني التأقلم مع موسم في الدرجة الثانية، أتطلع إلى إنجازٍ جديد بالفوز بلقب السيري بي".وكان بوفون رجلًا عند كلمته ولعب دورًا مهمًا في عودة يوفنتوس السريعة إلى السيري آ بعد موسمٍ واحد فقط، لن ينسى أحد من مُشجعي يوفنتوس هذا الموقف للرجل الذي لم ينسَ من أين أتى، ولهذا السبب طلب من ذلك الصبي إلقاء التحية على بارما، ولهذا السبب قام بشراء ناديه بلدته كاراريسي ولهذا السبب كان ترحيبه بابن بلدته فيدريكو برنارديسكي مميزًا في معسكر المنتخب الإيطالي.موهبة فيورنتينا الشاب تحدث عن ذلك "لقد حضنني مرتين أو ثلاثة، كان إحساسًا رائعًا، أصابتني القشعريرة".أفعاله لم تكن يومًا مطرح تشكيك بالنسبة لبوفون على المستوى الإنساني، لكن وفقًا لحارس مرمى ميلان السابق جيوفاني جالي، فإن هذه الصفات هي التي جعلت من جيانلويجي عظيمًا، فأجاب في وقتٍ سابق هذا العام عن أبرز ما يُميز بوفون عن باقي حرّاس المرمى "شخصيته، إنها الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لحارس المرمى".وقد لاحظ سكالا وميلّي الشاهدان على حقبة بوفون مع بارما نضجًا كبيرًا في شخصية بوفون الذي لم يصل عامه الـ 20 في ذلك الوقت، وبعد 15 عامًا على رحيله عن المدينة الواقعة شمال إيطاليا، ما زال جيجي يتمتع بشخصية مميزة وفريدة من نوعها، وهو ما أكده المدرب ماسيمليانو أليجري الذي أشاد بمحافظة بوفون على حماس الشباب بداخله وهو ما يدفعه للحفاظ على مستواه طوال عقدين من الزمن.وإلى جانب ذلك، لعب بوفون دورًا مهمًا في قيادة زملائه سواءً مع يوفنتوس أو مع المنتخب الإيطالي، وهنا نتذكر ما قاله كلاوديو ماركيزيو لاعب خط وسط السيدة العجوز في مارس الماضي "جيجي لاعب مهم جدًا لنا في غرفة الملابس وفي الملعب، كقائد وكرجل، إنه يُظهر احترافيته ورغبته في التحسن كل يوم".لهذا السبب لم يكن غريبًا أن يكون بوفون مثلًا أعلى للعديد من اللاعبين الشباب ونستعرض ما قاله بول بوجبا في أول موسم له في تورينو، حيث أدرك ما الذي يجب عليه القيام به لينجح في مسيرته بعدما شاهد رغبة بوفون في العمل في كل حصة تدريبية، أما نيمار فقد اعترف أنه كان يُفضل اللعب بيوفنتوس في البلايستيشن من أجل بوفون.الأكثر من ذلك ليُقال عن بوفون، هو احترامه الدائم لمنافسيه، فقد ادعى وبكل تواضع أن خصمه إيكر كاسيّاس حارس مرمى ريال مدريد في وقتٍ سابق هو أفضل حارس مرمى في تلك الفترة، ليرد الأخير أن بوفون كان دائمًا مصدر إلهام "أي لاعب من جيلي حلم بأن يكون حارس مرمى، كان يُريد أن يُحاكي إنجازات بوفون".وعلى الرغم من ذلك فإن هناك إنجازات حققها بوفون قد لا يتمكن أحد من محاكاتها، ففي 20 مارس الماضي وفي مواجهة ديربي ديلا مولي ضد تورينو، كسر بوفون الرقم القياسي في الدوري الإيطالي والمُسجل باسم سيباستيانو روسي حارس مرمى ميلان في الحفاظ على نظافة شباكه لـ 929 دقيقة، ولم يتمكن أحد من هز شباكه سوى من علامة الجزاء بعد 973 دقيقة لم يستقبل خلالها أي هدف.قبل ذلك التاريخ بأسبوعٍ واحد، كان بوفون قد تخطى رقم أسطورة أخرى في حراسة مرمى الكرة الإيطالية، 903 دقيقة لم تهتز بها شباكه وهو دينو زوف، بطل كأس العالم 1982.وكأي لاعب كرة قدم آخر، عاش بوفون لحظات انخفاض مستوى، كان أبرزها في 2013 عندما وصفه فرانز بيكنباور أسطورة كرة القدم الألمانية بالمتقاعد، بعد أن كلّف فريقه خسارة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ، لكنّه ما زال الرقم 1 في العالم وأفضل حارس مرمى في قائمة جول 50 لأفضل 50 لاعبًا في 2016، بعد موسمٍ رائع قدّمه مع يوفنتوس في السيري آ ومع المنتخب الإيطالي في يورو 2016.دافيد تريزيجيه أفضل هدّاف أجنبي في تاريخ يوفنتوس، لعب لسنواتٍ طويلة إلى جانب بوفون وهو يعتقد دون شك أن جيجي الأفضل في العالم "أفضل حارس مرمى في كل الأوقات، لم أرَ أحدًا باستمراريته طوال 20 عامًا، أنت تلعب على أعلى المستويات وأنت في الـ 38 هذا إنجاز كبير حقًا، لا يُمكنني التعبير عن ذلك"، الأمر كان صعبًا حتى على أنتونيو كونتي، زميل بوفون السابق ومدربه لاحقًا في يوفنتوس والمنتخب الإيطالي.لكن وبعيدًا عن كل ما قيل، ما قدمه بوفون طوال الأشهر الـ 12 الماضية يتحدث عنه أكثر من الكلمات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل