المحتوى الرئيسى

نائب الرئيس الأميركي المنتخب والعراق: محطات تاريخية

11/10 18:51

لا أحد في واشنطن وبغداد يستطيع رسم ملامح صورة قد تحمل بعضا مما سيكون عليه ملف العراق في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. لكن لنائبه مايك بنس معرفة واسعة بأوضاع البلد الذي دعم حرب اسقاط نظامه السابق في 2003 وكان من الداعين إليها.

*مع اقتراب موعد تلك الحرب كان بنس (النائب عن ولاية إنديانا حينها) قد ألقى كلمة حاول فيها إضفاء “طابع إنساني” على تلك الحرب بقوله “هناك نحو 50 دولة (التحالف بزعامة الولايات المتحدة) التي تقف على استعداد لإنهاء الظلم الذي عاناه العراقيون، ولتجف دموعهم، وقيادة بلادهم نحو فجر جديد من الحضارة، فجر جديد من الحرية بعيدا عن الظلم والتعذيب وإساءة المعاملة وخنق الحقوق المدنية والإنسانية الأساسية “.

*بعد نحو أربع سنوات من تلك الحرب، التي كشفت عن الوصول إلى عراق هو بالنقيض من الصورة التي تخيلها النائب بنس، زار الأخير بغداد (1 نيسان/أبريل 2007) ضمن وفد من الكونغرس برئاسة السيناتور جون ماكين. جال لفترة قصيرة على السوق القديم الأكبر في العاصمة العراقية (الشورجة) لتقديم “دليل على أن الخطة الأمنية الجديدة بقيادة الولايات المتحدة لبغداد كانت فعالة، بينما التجار والمتبضعون العراقيون كان يظهرون ارتيابهم”، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” تضمن تصريحا لمايك بنس ضمن مؤتمر صحافي، قال فيه إن السوق العراقية التي زارها كانت “مثل أي سوق في الهواء الطلق في إنديانا (ولايته) خلال الصيف”.

وهو تصريح قوبل باستغراب أوساط  أميركية وعراقية في حينها، فقد قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى في بغداد إن الزيارة تمت في وقت حلقت خلاله طائرات هليكوبتر هجومية فوق الشورجة أثناء زيارة وفد الكونغرس لها، مع حماية وفّرها أكثر من 100 جندي في عربات همفي المدرعة، وإعادة توجيه حركة المرور في المنطقة بغية تقييد إمكانية الوصول إلى الوفد الأميركي، بينما قال شهود عيان عراقيون، إنه تم نشر قناصة على أسطح البنايات المجاورة للسوق، وارتدى أعضاء الكونغرس السترات الواقية من الرصاص طوال الزيارة التي استمرت ساعة.

*إثر عودته إلى بلاده، أبدى النائب مايك بنس تأييدا قويا لخطة الرئيس السابق جورج بوش في زيادة عديد القوات الأميركية والتي هدفت إلى التدخل العسكري الواسع لوضع حد للحرب الطائفية الواسعة حينها والتي شملت معظم مناطق العراق.

*عن تلك الزيارة والحرب الأميركية في العراق، رسم الكاتب والسياسي العراقي حسين كركوش  ملامح مشهد لبلاده كما يراها نائب الرئيس المنتخب مايك بنس، ضمن مقالة بعنوان “من سوق الشورجة في بغداد إلى البيت الأبيض” ويقول فيها إنه “على صعيد السياسية الخارجية، وهذا ما يهمنا نحن العراقيين، ينتمي بنس لأكثر السياسيين الأميركيين تحمسا للحرب التي شنها جورج بوش لاحتلال العراق. بل تحول وقتذاك عّرابا للحرب ولولبا يحرض ويقنع الجميع على تأييدها”.

وتوقفا عند “الطابع الإنساني” للحرب التي ساندها، يتساءل الكاتب العراقي “هل سيقوم مايك بنس بزيارة جديدة للعراق، وقد أصبح الآن نائبا للرئيس، ليرى كيف يعيش سكان العشوائيات، و يعرف كم عدد خريجي الجامعات العاطلين عن العمل، ويطلع على نوعية القوانين الذي يشغل مجلس النواب نفسه في تشريعها؟ هل سيزور مايك بنس العراق ليتأكد بنفسه كم تحقق من الوعود التي أطلقها للعراقيين، هو بنفسه، عشية الحرب؟”.

*الصورة: عضو مجلس النواب (حاليا نائب الرئيس الأميركي المنتخب) مايك بمؤتمر صحافي خلال زيارته بغداد 2 نيسان-أبريل 2007/ وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

علي عبد الأمير، محرر في موقع (إرفع صوتك) التابع لشبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN. كاتب وناقد وصحافي عراقي عمل سابقا مدير تحرير للأخبار العراقية في قناة "الحرة" واشنطن 2004-2010 ومعد ومقدم برنامج "سبعة ايام" عبر "الحرة" 2005-2010. عمل عبد الأمير أيضا مراسلا للشؤون العراقية في عدد من كبريات الصحف العربية 1998-2004. له عدد من الأفلام والبرامج الوثائقية. رئيس تحرير ومؤسس موقعي "اسواق العراق" و"ساحات التحرير". كاتب في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية العراقية والعربية. له عدد من المؤلفات في الشعر ونقد الموسيقى والمكان البغدادي.

متابعة حسن عبّاس: أعربت المعارضة السورية في رسالة تهنئة وجهتها إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد...المزيد

متابعة إلسي مِلكونيان: أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير الخميس، 10 تشرين الثاني/نوفمبر، بأن رجالاً...المزيد

متابعة علي قيس: نزح أكثر من 5000 شخص سوري خلال الأيام الخمسة الأخيرة بسبب المعارك...المزيد

متابعة خالد الغالي: حصلت الحكومة المصرية على قرض بقيمة ملياري دولار من مجموعة بنوك دولية، كما...المزيد

بقلم صالح الحمداني: المنابر تضجُّ به، مرضٌ اجتماعي ينتشر بيننا كالوباء، ويلقى آذاناً صاغية من...المزيد

بقلم حسن عبّاس: تشيع اليوم ثقافة الخلاف والاختلاف بين المسلمين السنّة وبين الشيعة، وصار شائعاً...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

بقلم حسن عباس: “الأحزاب والمؤسسات السياسية فقدت مصداقيتها بسقوطها في تكرار أخطاء الماضي التي انتفضنا...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل