المحتوى الرئيسى

مواقع التواصل تقول لكم: ترامب «شيطان» وأوباما «ملاك»!

11/10 14:33

كالعادة يمكن التأكد من سطحية الرأي العام السائد على مواقع التواصل الاجتماعي عقب وقوع أي حدث جلل، وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتتحدة -بالأمس- بالتأكيد حدث جلل وكاشف لطريقة التفكير على تلك المواقع.

بمجرد فوز المرشح الجمهوري على حساب منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بدأت وصلات العويل من الشباب العربي تجتاح الـ"سوشيال ميديا"، ونتج عن ذلك تداول صورة تعبيرية بكثافة، تجمع بين ترامب والرؤساء المصري والسوري والكوري الشمالي في سيارة واحدة مع كلمات توحي بأنهم سيدمرون العالم، بل الكوكب ككل.

وتبع ذلك تداول "gif" لأوباما وهو يقول: "أبشركم بأيام سوداء على رأسنا ورأسكم ورأس الكوكب ككل، وافتكروا إني قلت لكم بلاش"، ثم يخرج راكلًا الباب بعصبية"!

ويبدو أن تلك الحالة انتقلت من العالم الافتراضي إلى الشارع العربي، فنقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن شابًا تونسيًّا حاول الانتحار ملقيًا نفسه من أعلى قبة ميدان المنقالة بشارع الحبيب بورقيبة أحد أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة تونس، مطالبًا بعودة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما إلى الحكم!

إذن المشهد يوحي بأن أوباما كان يقود العالم إلى الأمان والسلام والرفاهية، وأتى ترامب ليفعل العكس، وأن أوباما هو الذي يحذرنا من أيام سوداء قادمة! وكأن أيامنا معه كانت بيضاء، وكأن المنطقة العربية كانت أشد مناطق العالم استقرارا وأمانا ورفاهية منذ دخل الرجل الأسود إلى البيت الأبيض في يناير 2009.

وتبدو الحقيقة على العكس تماما من ذلك، فرغم جموح وجنون ترامب، إلا أنه لطالما عارض سياسات أوباما الخارجية التي أدت إلى حدوث صراعات تتم على إثرها الآن محاولات تقسيم الدول العربية، وذلك ما قاله ترامب في بيان أصدره في إبريل الماضي شرح فيه أوجه اعتراضه على السياسة الخارجية لبلاده في عهد أوباما، فوجه الرجل لومًا شديدًا إلى سلفه في الحكم لأنه أشعل منطقة الشرق الأوسط ودفعها إلى الفوضى الشاملة، ولم يحارب التنظيمات المتشددة بجدية، ولم يقدم للشعوب أي عون أو مساعدة، وحاول فرض نموذج واحد للديموقراطية، ثم قال دونالد نصًّا: "وكانت النتيجة ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا".

هل يعني ذلك أن من مصلحة العرب قدوم ترامب للرئاسة؟

قد تكون الإجابة: "نعم.. جزئيًّا ومرحليًّا"، جزئيًّا ومرحليًّا لأن مصلحة العرب ككل وبشكل عام لم ولن تكون مع أي رئيس أمريكي، بل ليست مع وجود تلك الدولة بنفوذها الحالي من الأساس.

ولنتأكد من أن رؤية ترامب أبعد ما تكون عن استهداف مصلحة العرب، وأنها ليست نابعة من منظور إنساني تجاه الدول التي فتتها وأرهقها أوباما.. سنتابع باقي تصريحاته في نفس البيان الإبريلي المشار إليه: "أوباما ساعد على إسقاط نظام مبارك في مصر، وكان نظامًا حليفًا لنا ولإسرائيل، وأشعل الشرق الأوسط بالفوضى، إلى حد أن أمريكا فقدت مصداقيتها وصداقتها مع الشعوب والحكومات".. الرجل كما ترى ينظر إلى الأمر نظرة من يبحث عن مصلحة أمريكا وإسرائيل ليس أكثر ولا أقل.

لكن لو سألنا: أي رؤية ستؤدي إلى استقرار أكبر لدول المنطقة؟ ستكون الإجابة بالقطع: رؤية ترامب.. رؤية ترامب.. رؤية ترامب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل