المحتوى الرئيسى

«التحرير» تكشف| مصر الأولى عالميا في مخزون الذهب.. وسرقته

11/10 13:30

خبراء: جماعات تهريب تتولى التنقيب العشوائي بالصحراء الشرقية وتبيع المسروقات للخليج

بدأت الدولة مؤخرًا الاهتمام بحماية الثروات التعدينية بالصحراء الشرقية من خلال تكثيف عمليات التفتيش والدوريات الأمنية بالتنسيق مع حرس الحدود، ذلك بعد زيادة عمليات تهريب الذهب والكوارتز إلى الخارج من خلال مافيا وجماعات تقوم بالتنقيب والتهريب، مستغلة الظروف السياسية والأمنية التى تمر بها البلاد.

تعددت طرق تهريب الذهب وأساليب ضبطه، حيث يلجأ المهربين لاستخدام المؤانئ البحرية والبرية والجوية، بل تطورت أساليب التهريب خاصة في الأماكن الحدودية بجانب التهريب عبر التلاعب بالمستندات الرسمية.

يعتبر مطار القاهرة شاهد عيان على عمليات التهريب التى يتم ضبطها قبل تهريبها للخارج، حيث شهد عدة محاولات لتهريب كميات كبيرة من الذهب والفضة إلى دول عدة أبرزها دول الخليج، فهناك 16 واقعة تم ضبطها داخل مطار القاهرة -بحسب مصدر أمني-.

يأتى مينائى سفاجا والقصير الكائنين بمحافظة البحر الأحمر في المرتبة الثانية، حيث تم مؤخرا ضبط سيارة تحمل 21 طنًا من أحجار الكوارتز الممزوجة بخام الذهب على متن سيارة نصف نقل بمنطقة البيضة بمدينة القصير، وكانت في طريقها لأسوان لطحنها تمهيدا لاستخراج مادة الذهب الخام منها.

وتأتى مصر فى مقدمة الدول الغنية بالثروات التعدينية التى توجد بمنطقة الصحراء الشرقية والتى تمتد من الخط 22 وحتى منطقة مرسى علم الغنية بخامات الذهب والفوسفات وغيرها، إلا أنها على مدار الفترات السابقة تعرضت لعمليات سرقة منظمة من خلال مافيا تهريب الخامات التى يأتى فى مقدمتها "الذهب" و"الكوارتز" وتشتهر منطقة سويقات العرشة وسط الصحراء الشرقية بها.

تعتبر الصحراء الشرقية المنطقة الرئيسية لاستخراج الذهب فى مصر التى يأتى فى مقدمتها جبل السكرى ومنطقة حمش ووادى العلاقى التى يوجد بها أكثر من  120 منجما لاستخراج الذهب.

يقدر عدد العاملين فى الإنتاج والتنقيب عن الذهب بشركاته المختلفة بحوالى 6 آلاف عامل يمثلون 5 شركات، منهم واحدة للإنتاج وهى شركة السكرى التى يعمل بها أكثر من 4 آلاف عامل، بالإضافة إلى 4 شركات آخرى متخصصة فى عمليات البحث والتنقيب وهى حمش، إلكسندر نوبيا، سان دبى، شلاتين " ويعمل بكل منها 250 عامل ليصل الإجمالى إلى ألف عامل.

وهناك أيضًا عدد من الأماكن الأخرى مثل منطقة حلايب وشلاتين التي تحتوى على صخور مليئة بالذهب تعادل منجم السكرى، وأيضًا منطقة المثلث الذهبى التى تقع بمحافظة البحر الأحمر ما بين سفاجا والقصير على مساحة 250 ألف متر.

ويخطئ من يقول أو يظن أنه لا يوجد بمصر سوى منجم السكرى، لأن هناك مناجم حالية نجحت هيئة الثروة المعدنية فى اكتشافها، ومن المرتقب الإعلان عنها فى القريب العاجل.

وتمتلك مصر كميات كبيرة من خام "الكوارتز" حيث يتم تصدير مئات الآلاف من أطنان الخام للخارج، ويوجد الخام بالصخور التى يتم تحليلها لاستخراج الذهب منها، ويتركز فى منطقة الصحراء الشرقية بنسب كبيرة، وتمتلك مصر احتياطات كبيرة من الكوارتز.

ومن أهم الشركات المستثمرة فى "الذهب" بالصحراء الشرقية، شركة السكرى لمناجم الذهب التى تأسست في 4 ديسمبر عام 1994 بعد صدور القانون رقم 222 لسنة 1994 بالترخيص لوزير الصناعة والثروة المعدنية في التعاقد مع هيئة المساحة الجيولوجية والشركة الفرعونية لمناجم الذهب الأسترالية للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة له واستغلالها، وذلك بعد نقل تبعية الثروة المعدنية لوزارة البترول فى أكتوبر 2004، حيث تقدمت الشركة الفرعونية بطلب لتسوية النزاع والتحكيم الدولى بالطرق الودية بين الطرفين حتى تم حل النزاع والتحكيم الدولى فى فبراير 2005.

وفى مايو 2005، تم إنشاء "شركة السكرى لمناجم الذهب" بمنطقة امتياز قدرها 160 كم2 جنوب غرب مدينة مرسى علم بحوالى 25 كم.

وتأتى بعد ذلك شركة حمش مصر لمناجم الذهب المتخصصة فى عمليات البحث والتنقيب عن الذهب، وهي شركة مساهمة مصرية بين هيئة الثروة المعدنية وشركة ماتز هولديجنز القبرصية،حيث أسست طبقا للقانون رقم 2 لسنة 1999، وتمتلك هيئة الثروة المعدنية نسبة 50% من أسهم الشركة، وتحصل الحكومة المصرية على نسبة 3% كأتاوة من إجمالى الانتاج،و يوزع صافى الربح بواقع 51% للهيئة  49% لشركة ماتز هولدينجز.

وتهدف الشركة إلى انتاج الذهب والمعادن المصاحبة له بمنطقة امتياز الشركة بموقع حمش بالصحراء الشرقية جنوب غرب مدينة مرسى علم بحوالى 180 كم، وكان الهدف الأساسي للشركة هو الإنتاج التجارى للذهب من موقع امتيازها بالصحراء الشرقية (78 كم²) لتكون  بذلك أول منتج للذهب والمعادن المصاحبة له فى مصر فى العصر الحديث منذ توقف انتاج الذهب عام 1958.

ومؤخرا تم إنشاء وتأسيس شركة شلاتين للذهب التى أنتجت فعليا أول سبائك لها من خام الذهب الخالص التى تقدر بحوالي 2,50 كيلو جرام، والتى تعتبر من إنتاج ثلاث مناجم داخل مناطق أسوان وشلاتين، وهذه المناجم من إجمالي 16 منجم من مناطق إمتياز شركة شلاتين والتى تقدر بحوالى 1,4 من المساحة الإجمالية لمناطق الشركة وهي 14 ألف كيلو متر.

الجيولوجى فكرى يوسف وكيل أول وزارة البترول لشئون الثروة المعدنية، قال إن الصحراء الشرقية غنية جدا بالكوارتز، علما بأن الخام قبل استخراجه لابد أن يخضع لتحاليل لمعرفة نسب الذهب الموجودة به التى تختلف من صخرة لآخرى بالإضاف لجودتها أيضا، حيث يحتوى طن الكوارتز الواحد على أكثر من جرامى ذهب وأحيانا يزيد إلى 6 جرامات وفقا لجودة الخامة التى تظهرها نتيجة تحليل العينات التى تقوم هيئة الثروة المعدنية بتحليلها.

واعترف يوسف فى تصريحات لـ"التحرير"، أن هناك عمليات تنجيم عشوائى منظمة تقوم بها جماعات بعدة مناطق مختلفة بالصحراء الشرقية، بهدف البحث عن الذهب لطحنه فى مناطق ومن ثم تهريبه عبر الحدود من خلال البحر أو نهر النيل إلى بعض الدول.

وقال إن النيابة العامة مؤخرا عندما ضبطت كميات كبيرة من خام الكوارتز قامت بإرسالها إلى هيئة الثروة المعدنية للتعرف على احتوائها على ذهب من عدمه بعد شكها فى الحمولة التى كانت فى طريقها لميناء سفاجا، وذلك من خلال نتائج التحاليل والأبحاث التى ستقوم الهيئة بإعدادها، حتى يتثنى لها معرفة احتوائها على ذهب من عدمه ،مؤكدا أن الكوارتز يوجد بكميات كبيرة واحتياطى لا بئس به.

وقال الجيولوجى عمر طعيمة رئيس هيئة الثروة المعدنية، إن  الكوارتز هو الخام الحامل والمصاحب لتواجد الذهب، منوها أن الكوارتز يتميز بأنه مادة شفافه يتستخدم فى الخلايا الضوئية ، مؤكدا أنه من الصعب تحديد أسعاره لأانه يخضع لدرجة النقاء والجودة وذلك وفقا لنسب تواجده بالموقع.

واضاف طعيمة فى تصريحاته لـ"التحرير"، أن الذى يتم تهريبه هو الصخور الحاملة للذهب وهى أحد أنواع الكوارتز، مؤكدا أن مفتشى المناجم التابعين لهيئة الثروة المعدنية تمكنوا من ضبط عدة حالات أثناء قيامها بتهريب الخامات ، منوها أنه تم زيادة التفتيش والمراقبة منذ زيارة المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق العام الماضى ، التى كانت بسبب زيادة عمليات التهريب بهدف إحكام السيطرة عليها ، قائلا:-"ضبطنا حالات كتير فى الصحراء الشرقية خاصة فى القصير وحتى شلاتين ومرسى علم التى تتم فيها عمليات التهريب من خلال الحدود أو من البحر أو النيل".

وكشف رئيس الهيئة، أن مافيا تهريب الذهب والثروات المعدنية من أحجار كريمة متمركزة فى مناطق "القصير ، شلاتين ، مرسى علم "، وهى المناطق التى يتواجد فيها الدهابة المصريين والسودانيين، مع العلم أن الدولة تتعامل خلال الفترة الحالية بشكل جدى مع هذا الملف متمثلة فى حرس الحدود والجهات الأمنية ، مؤكدا أننا فى حالة حرب فى الجنوب عندنا غير معلنة.

واستطرد قائلا: "عمليات التهريب تتم من خلال عدة مراحل تبدأ بسرقة الصخور من الجبل ثم نقلها ، بعد ذلك يقوم المهربين بطحنها لاستخراج الذهب منها، ثم تبدأ عمليات تهريبه إلى قريتي " العدوة" و"البحيرة" التابعتين لمركز ادفو بأسوان المشهورتين بوجود مطاحن الصخور، مؤكدا أن هذه القرى خاضعة تحت سيطرة  القبائل والمشايخ التى تتمتع بنفوذ كبير أبرزهم الشيخ ابو كرامات الذى يقدسه الناس فى القريتين ولا أحد يستطيع أن يرفض له طلب، منوها أن الدولة تتعامل بمنتهى درجات الحذر ،لأن الاصطدام ليس فى مصلحة الحكومة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل