المحتوى الرئيسى

أسماء عز الدين تكتب: اضرب كمان عايز أموت

11/10 10:47

أؤمن بأننا -البشر- لا نموت دفعة واحدة، لكن الأمر يتم عبر عدة مراحل؛ فاللحظة التي تنكمش فيها روحك وأنت على قيد الحياة هي موت، ولحظات التخبط والتوهان وجه آخر له، ورحيل من تحب هو موت لك، فالموت يعني حلما ضائعا وحزنا فائضا.

وما أكثر الأحلام التائهة في طرقات هذا الوطن، الذي أصبحت كل معالمه تخبرنا بأنه لا أمل في الحاضر، ولن يكون هناك مستقبل، كل شيء فيه يدعوك إلى اليأس، حتى أصبحنا نحن الشباب لا نعرف سوى معانى الضياع والخوف والاستسلام.

الوضع في مصر أصبح بائسًا للغاية تسوده حالة من الإحباط العام، بفضل قياداتنا الحكيمة التي تسير في وادٍ لا نعلم عنه شيئا، وتحقق فيه إنجازات رهيبة في شتى نواحي الحياة لم ولن ندركها، سنظل نسمع عنها فقط من أبواقهم الإعلامية اللزجة والمملة.

والمُدهش أن سلكهم لهذه الأودية من المفترض أنه لأجلنا نحن، لكن لا يهمهم جميعًا أن نفهم عنها شيئا، يكفي أن قيادتنا الموقرة وإدارتنا الرشيدة تعرفها “ويارب يبقوا مبسوطين عندنا”.

ما رأيته الأسبوع الماضي كان بمثابة دراما سياسية من الطراز الأول، بدأت بجلسة حماسية للبرلمان وسط إصرار النواب على الإطاحة بالحكومة.

هنا شعر البعض بأن مجلس النواب بدأ يستفيق من غفلته وقرر التخلى عن يده المُكتفة، لكن -كعادته- خذل الجميع وأعلن عن تأييده لوزارة شريف إسماعيل، بعد أن تحدث إليهم عن صعوبات المرحلة وأن وصولنا إلى هذه الحالة المذرية بسبب فشل سياسات الحكومات السابقة.

وتحدث إليهم أيضًا عن ضرورة الإصلاح الاقتصادي، ويبدو أن البرلمان تفأجا بكلامه الذي لم يحمل جديدا أو حتى آلية لتخطى المرحلة العصيبة التى نعيشها بفضله هو وغيره ممن تقلدوا هذه المناصب، فقرر دعمه والبقاء عليه.

وما هي إلا أيام حتى بدأت مزاعمهم الإصلاحيه بتعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود والبقية تأتي، “والبس يا شعب”، والسؤال المهم هنا: لماذا يدفع المواطن دائمًا فاتورة أخطائهم وسياساتهم العقيمة؟

والأهم، هل هذا النظام السياسي يعمل بالفعل من أجل مصر وشعبها؟ ربما تكون نواياهم صادقة، ولكن بكل تأكيد أفعالهم لا تشير إلى ذلك أبدًا، وأثبتت التجارب كلها أن الجميع يعمل من أجل مصلحته فقط، لا أحد يعمل من أجل الوطن ولا لصالح الفقراء ولا متوسطى التدخل الذين أصبحوا في القاع.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل