المحتوى الرئيسى

الإعلام الأمريكي في مراجعة ذاتية بعد صدمة الانتخابات

11/10 10:19

واشنطن - ( أ ف ب):

بدا الإعلام الإخباري الأمريكي الذي تهجم عليه دونالد ترامب طوال اشهر يحاسب نفسه على طريقة تعامله مع انتخابات العام 2016 الرئاسية، وكيف اخفق في عدم توقعه اتجاه المرشح الجمهوري نحو الفوز.

فهل ساهمت "الدعاية المجانية" التي قدمها إعلام منبهر لترامب في بدايات الحملة في إعطائه الزخم لاحقا؟ وهل أدت مشادات ترامب مع مؤسسات اعلامية الى ارتفاع شعبيته لدى جمهور لا يثق بالاعلام؟

اعتبرت الكاتبة حول قضايا الإعلام في صحيفة واشنطن بوست مارغريت ساليفان حملة العام 2016 "فشلا ذريعا" للإعلام الاخباري.

وكتبت ساليفان "اقولها بصراحة، وسائل الإعلام اخطأت في الخبر".

واوضحت "ففي النهاية اتضح ان عددا ضخما من الناخبين الاميركيين يريد امرا مغايرا. ورغم ان هؤلاء الناخبين عبروا عن ذلك بالصراخ والهتاف، لم يكن الصحافيون يصغون بغالبيتهم".

من جهته، قال الكاتب حول قضايا الإعلام في "نيويورك تايمز" جيم روتنبرغ إن غالبية المؤسسات الاخبارية اساءت تفسير "النبض المعقد" للبلاد.

وتابع أن "إخفاق مساء الثلاثاء يتجاوز بكثير الخلل في الاستطلاعات" موضحا أنه "كان فشلا في رصد فورة غضب لدى قسم كبير من الناخبين الأمريكيين الذين شعروا بانهم تعرضوا للإهمال في تعاف انتقائي وللخيانة في اتفاقيات تجارية يعتبرونها تهديدا لوظائفهم وقلة احترام من طبقة سياسية تقليدية في واشنطن وعالم الأعمال والإعلام عامة".

ولطالما بدت العلاقة معقدة بين ترامب والإعلام منذ اطلاق حملته الطموحة للرئاسة.

وأضافت ساليفان أن ترامب تلقى دعما عبر "حجم هائل من التغطيات المبكرة في الأشهر السابقة للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري" مع بث القنوات الاخبارية كافة تحركاته بشكل متواصل.

اشارت دراسة قادها استاذ وسائل التواصل في جامعة ويسكونسن كريس ويلز الى براعة ترامب في البقاء مركزا للاهتمام عبر دفق ثابت من التعليقات الاستفزازية والخارجة عن المالوف، الامر الذي ثابرت عليه وسائل الاعلام في سباقها على عدد المشاهدين.

وكتب ويلز وزملاؤه "اثبت ترامب قدرة فريدة على تلبية الحاجة الى الهيمنة على الاجندة الاعلامية، بالدخول الى دورة الاخبار ...واعادة دخولها تكرارا عبر اخبار ومبادرات بحيث كانت التغطية الناجمة عن ذلك وقا لشروطه".

وقال ويلز "باكرا في الحملة وفرت الصحافة له تغطية واسعة ولم تاخذه بشكل جدي في الوقت ذاته".

كما اشارت تقارير الى شبكات اخبارية على غرار "سي ان ان" و"فوكس نيوز" و"ام اس ان بي سي" كانت في ازمة في السنوات الاخيرة، جددت ثرواتها اثناء الحملة، الى حد كبير بفضل ترامب.

فالمؤسسات الإعلامية أدركت رغم نفورها من المرشح الفظ انها "تستطيع حصاد مردود القراءة الكثيفة لأخبار ترامب" على الانترنت.

ورأى استاذ الصحافة في جامعة نورثيسترن دان كينيدي، أن ترامب "فهم مناخ الإعلام المعاصر أكثر من أي شخصية عامة أخرى وتمكن من استغلاله بحيث جعل نفسه النجم".

وأضاف أن "الأخبار كانت دائما حول شخصه".

اشار كينيدي الى ان انتقاد الاعلام على اساءة تحليل الكتلة الناخبة ليس منصفا.

وقال ان "الاعلام اجاد ايصال حجم عيوب شخص ترامب".

فمع ازدياد التغطية الاعلامية شراسة استجوب ترامب بشأن معاملاته المالية ومعلومات حول تجاوزات جنسية، لكنه رد بقسوة على ما اعتبره "اكاذيب" اعلام "فاسد".

في المرحلة الأخيرة من الحملة بدا الجزء الأكبر من تغطية كبرى المؤسسات الإعلامية ناقدا للمرشح الجمهوري الى حد أن بعض الوسائل الإعلامية الاميركية اتهمه بالـ "كذب" على صفحات الاخبار.

ونجح ترامب في نشر "رواية مضادة" على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلام البديل لتهدئة انصاره واثارة حماستهم.

وتزامن موقفه مع تراجع ثقة الأمريكيين بالإعلام الى أدنى مستوياته. فقد كشف استطلاع لمؤسسة جالوب في العام الجاري، عن ثقة 32% فحسب في قدرة الإعلام "على نقل الأخبار بشكل كامل ودقيق ومنصف".

ورأى ويلز أن انتقادات الإعلام لم تؤثر على ترامب إطلاقا لأن هذه "الوسيلة افتقرت إلى أدنى درجات المصداقية في أوساط قاعدته الأساسية".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل