المحتوى الرئيسى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. مصر تبحث عن سوق للفيلم الأجنبي

11/10 01:12

مُجدّداً يُفتَحُ شبّاكُ التذاكر في دورِ السينما وسطَ البلد أمامَ جمهور «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، ليقترب أكثرَ من الناس، مجسّدا شعاره «السينما للجمهور»، على اعتبار أن وسط القاهرة هي البقعة الغنية بالمصريين على مختلف أطيافهم. ففي دورته الـ38 يفردُ المهرجان مساحة واسعة للعروض المصرية، كثمرة طبيعية للإنتاج السينمائي الغزير لهذا العام والذي قارب الـ50 فيلما. حوالي 200 فيلم قادمة من 60 دولة ستُعرضُ ما بين 15 إلى 24 تشرين الثاني، ضمن سبعة برامج تتصدرها المسابقة الدولية التي تشمل 16 فيلما منها الفيلم المصري «يوم للستات» إخراج كاملة أبو ذكري، والذي يستهلّ العروض.

يتخلل المهرجان بعض الأفلام كعرض أول في منطقة الشرق الأوسط، لكن لا وجود لعرض عالمي أول، يؤكد ذلك المدير الفني للمهرجان يوسف شريف رزق الله، معللا عبر الموقع الرسمي للمهرجان بأنّ المشكلة التي تواجه مهرجان القاهرة هي أن مصر ليست سوقا لتوزيع الأفلام غير الأميركية «سوق الفيلم الأجنبي في مصر طارد للأفلام غير الأميركية». يوافقه الرأي الكاتب والناقد محمود عبد الشكور قائلا للسفير: «ثمة محاولاتٌ نُفذت سابقا لجعل مصر سوقا للأفلام الأجنبية إلا أنها لم تثمر، لأن شرط حضور الفيلم كعرض أول هو التسويق والجوائز المادية الضخمة وهو ما نفتقر له الآن، كما أنّ القيمة الأدبية التي تحملها بعض المهرجانات العالمية كمهرجان كان وبرلين تجعل المنتجين يقصدونها قبل أيّ مهرجان آخر، فمجرد استضافتها للعمل هو إشادة بقيمته سواء نال جائزة أم لم ينل».

يضيف عبد الشكور أن مهرجان القاهرة يتزامن ونهاية الموسم السينمائي العالمي، كما أنه افتقر خلال دوراته الأخيرة لوجود رعاة، فضلا عن منافسة مهرجانات أخرى حاليا تعطي جوائز ضخمة كالتي تحدث في الخليج، كلّ تلك الظروف تتضافر لتمنع مصر من الانفراد بعرض أول لأفلام أجنبية. «رغم ذلك، تبقى مصر قاعدة سينمائية راسخة في العالم العربي وتخطو قدما بدليل أن عدد العروض السينمائية التي أنتجت لهذا العام قاربت الـ50». كما أن حضور الأفلام المصرية جليٌّ في دورة هذا العام بمعدل فيلم كل يوم من بينها فيلم «نوارة» التي نالت فيه منة شلبي جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي السينمائي لهذا العام، أيضا فيلم «اشتباك» الذي تم اختياره لافتتاح قسم «نظرة ما» في مهرجان كان خلال مايو الماضي، وفيلم الراحل محمد خان «قبل زحمة الصيف» وغيرها.

السينما الآسيوية تحل ضيفة على مهرجان القاهرة الذي يحتفي بالسينما الصينية، مستضيفا وفدا من الفنانين والسينمائيين الصينيين من بينهم المخرج جيا زان كي الذي يحلّ مكرما ويعرض فيلمين من أفلامه إلى جانب 16 فيلما صينيا تختزل رحلة السينما الصينية بين عامي 2000-2016، إلى جانب فيلمين من كلاسيكيات السينما الصينية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

جدلٌ في أوساط المثقفين والسينمائين المصريين أُثيرَ بعد قرار إدارة المهرجان استبعاد فيلم «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد، كانت إدارة المهرجان طلبت من المخرج أن يخفّف عرضَ الفيلم في المهرجانات خلال الشهور السابقة والتالية لمهرجان القاهرة، ليُعرض الفيلم بعد ذلك في مهرجان لندن ومونتريال ثم شيكاغو وفيينا، ذلك ما صرّح به يوسف رزق الله المدير الفني للمهرجان على موقع المهرجان الرسمي مضيفا: «لا يصحّ عرض الفيلم في القاهرة بعد هذه القائمة الطويلة من العروض».

يَعتبر مخرج الفيلم أنَّ موقف المهرجان من استبعاد الفيلم غير مفهوم، مضيفاً للسفير أن المهرجان كان على علمٍ بمشاركة الفيلم بمهرجانات عدة وهذا أمر واضح ولا يحتاج شرحا أو تبريرا «عندما أرسل مهرجان القاهرة الدعوة كان الفيلم قد استُضيفَ من قبل 19 مهرجانا، لكن طلبهم كان الاحتفاظ بالعرض الأول في المنطقة العربية وهذا ماالتزمنا به من خلال الاعتذار عن 9 مهرجانات عربية، لأجل مهرجان القاهرة» يتابع: «بعد مرور أسابيع من إتمام الاتفاق أبدى المدير الفني للمهرجان يوسف رزق الله تحفُّظه على مشاركة الفيلم في مهرجانات عدة وهو أمرٌ غير مفهوم خاصة أنه لا يوجد نصٌّ في الاتفاق ينصّ على عدد المهرجانات التي يشارك فيها الفيلم».

الشهر الفائت وخلال عرض الفيلم في مهرجان لندن وصل تامر السعيد إيميل ينص على إلغاء عرض الفيلم في مهرجان القاهرة. ذلك ما يؤكده «لكل مهرجان الحق في تحديد نطاقه الجغرافي شرط أن يكون ذلك مُعلناً وليس وليد اللحظة، وبالاطلاع على برنامج المهرجان سنجد جميع أفلام المسابقة الدولية قد جالت مهرجانات دولية وعربية، كما أن أحدها «فيلم ميموزا الإسباني» قد عرض في 12 مهرجانا دوليا إلى جانب بيروت وقرطاج قبل عرضه في مهرجان القاهرة».

على موقع المهرجان الالكتروني وردت شروطُ قبول الفيلم التي تضمنت أن يكون إنتاج العام الفائت وأن يكون العرض الأول له في مصر، وألا يكون عرض الفيلم في المسابقة الرسمية لأيّ من المهرجانات المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، وهذا ما التزم به الفيلم حسب قول مخرجه.

بياناتٌ عدة أُصدرت مُناهِضةً قرارَ المهرجان من صنّاع الفيلم ومن المثقفين الذين شارك في بيانهم 300 اسم من عالم الفن منهم المخرجون داوود عبد السيد وخيري بشارة وعلي بدرخان، والمنتجة ماريان خوري والكاتب والمنتج مدحت العدل وغيرهم. بيان آخر صدر من قبل اللجنة الثقافية لنقابة الصحافيين تدعم فيه صنّاع الفيلم وتطالب المهرجان بالتراجع عن القرار. حتى اللحظة، لم تتراجع إدارة المهرجان عن القرار غير آبهين بالضرر المادي والمعنوي الذي لحق بالفيلم وحرمانه من العرض في المناطق التي خرج منها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل