المحتوى الرئيسى

استنساخ جابر نصار

11/09 21:55

الإصلاح ليس معجزة والنجاح أيضاً، وعندما توجد إرادة لا بد أن توجد طريقة، وتجربة جامعة القاهرة توحدت فيها الإرادة مع العلم والكفاءة وإدارة لديها رؤية وفكر واستنارة وبالتالى فالأيدى ليست مرتعشة والفكر ليس ضبابياً والتخطيط ليس عشوائياً، تجربة لم تنتظر قرارات أو معونات مادية ولكنها فكر واضح وتنفيذ ودقة وصرامة وتصميم ومواجهة، شخصية دكتور جابر نصار وتجربته فى إدارة جامعة القاهرة نحتاج لتطبيقها على جميع المؤسسات فى مصر وإذا طُبقت فسيكون النجاح والتفوق والاستثمار أسلوب حياة فعلياً. د. جابر تولى جامعة القاهرة عام 2013 وكان التعليم فيها مهدداً بعدم الانتظام، وبداخل الجامعة أسلحة ومولوتوف وزوايا تنجب الإرهاب والتطرف ليل نهار، وكان تصنيف الجامعة فى المركز 1299 ولكن الحسم والكفاءة والإدارة الجيدة والإرادة والانضباط جعلت جامعة القاهرة فى خلال ثلاث سنوات فقط نموذجاً للنجاح والإبهار فى مستويات عدة، وأصبح تصنيف الجامعة فى المركز 401 فى التصنيف الصينى والأمريكى وفى التصنيف الإنجليزى فى المركز 551، دخل جابر نصار مجموعة من المعارك بقوة وحسم وصلابة منع دخول الشرطة الحرم الجامعى ومنع التظاهر وأغلق الزوايا التى كانت بؤرة رئيسية فى نشر الفكر المتطرف والأفعال الإرهابية، وبنى مسجدين وأصدر قراراً بحظر النقاب فى التدريس وفى المستشفيات، ومنع خانة الديانة فى أوراق الجامعة، التى كانت أحد أبواب العنصرية والفساد والظلم، لم يعتمد فى الإصلاح على كلمات وشعارات مثل الخطط الاستراتيجية ونقل تجارب الآخرين، ولكن كان الإصلاح الذى نفذه أقرب إلى فكرة إنقاذ الواقع، وهى روشتة تصلح للمؤسسات المصرية والإصلاح على كل المسارات وبالتالى تزامن الاستثمار فى البحث العلمى وتنمية موارد الجامعة مع الإصلاح المالى والإدارى، فالاهتمام بالبحث العلمى دون إصلاح مالى وإدارى كان كمن يحرث فى البحر ولكن الإصلاح جاء متكاملاً لإنقاذ الجامعة من الانهيار استعان نصار بعشرة باحثين من النانو تكنولوجى فى شهر أغسطس عام 2013 وكانت الجامعة بلا موارد وميزانيتها 23 مليون جنيه، وإيمانه بقيمة البحث العلمى ومردوده أدى إلى أنه خلال شهور قليلة دخل الباحثون مسابقات للحصول على مشروعات بحثية من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وكان نصيب الجامعة منها 4 ملايين ونصف المليون دولار، وخلال ثلاث سنوات من هذا القرار سجلت الجامعة 18 براءة اختراع دولية فى تحلية المياه وفى الطاقة الشمسية وفى تطوير إنتاج الأغذية عن طريق النانو تكنولوجى، ولأول مرة يتم تسجيل براءة خارج حدود مصر وبمعايير دولية وارتفع إنفاق الجامعة على البحث العلمى عام 2013 من 23 مليون جنيه إلى 438 مليون جنيه، وأثبتت التجربة أن الاستثمار فى البحث العلمى سريع الثمار، ويحقق عائداً كبيراً على مسار مواز، كان الإصلاح الإدارى لمحاربة الفساد واستحلال المال العام والعشوائية فى صرف المكافآت وتم تطبيق نظام مكافآت شفاف، ورُبطت المكافآت بالعمل، ووفرت الجامعة 2 مليون و760 ألف جنيه، وهذه الخطوات جاءت مع تعظيم الخدمة الاجتماعية وتحويل الجامعة إلى مؤسسة منتجة للخدمات والبحث العلمى، وأصبحت الموارد المالية فى شهر أغسطس عام 2016 تقدر بنحو 868 مليون جنيه و213 مليون دولار و13 مليون جنيه إسترلينى و900 ألف يورو، ما يفوق حوالى 2 مليار جنيه، وبالتالى أصبح لجامعة القاهرة تأثير فى الخدمة الاجتماعية فتبرعت بـ20 مليون جنيه لمتضررى السيول الأخيرة فى رأس غارب مع التبرع بـ1000 حجرة نوم و1000 غسالة و1000 بوتاجاز و1000 ثلاجة وتم تصنيع حجرات النوم فى ورش جامعة القاهرة، التى قامت أيضاً بتصنيع 2000 ديسك للمدارس الفقيرة فى محافظة الجيزة، وأصبحت الجامعة تملك أربع ورش على أعلى مستوى، كما شاركت الجامعة بـ100 مليون جنيه لتطوير العشوائيات ضمن البرنامج الرئاسى، كما أصبحت الجامعة منتجة من خلال كلية الزراعة التى أصبح لها منافذ داخل وخارج الجامعة وتقدم الإنتاج من دواجن وألبان ولحوم وفطير وعسل وزبدة وخضراوات ومخبوزات، كما أصبحت هى المورد الوحيد للمدن الجامعية، التنوير والوعى والثقافة والفن كان لها نفس الحضور القوى فى الإصلاح، فهناك مسابقات فنية وثقافية وعروض مسرحية أثمرت عن إبهار متعدد، منها فوز 18 طالباً فى مسابقة، وقدم هؤلاء فكراً وتحليلاً ورؤى تتباهى بها مصر، وكانت الكتابة الموجودة فى هذه المسابقة من أهم إنتاج عقول مصر فى المائة عام الأخيرة، وهى مستقبل الثقافة فى مصر الإسلام وأصول العلم ولماذا تأخر المسلمون، كما طبع 10000 نسخة مجانية من كتاب شخصية مصر، وأصبح لجامعة القاهرة 16 مسرحاً ومسابقات للعروض المسرحية القصيرة والطويلة، كما اتفق مع وزارة الثقافة على زيارة 4 آلاف طالب أسبوعياً للعروض المسرحية التى يقدمها البيت الفنى للمسرح، كما قام بترميم وتطوير المكتبة القديمة لجامعة القاهرة وإنشاء مكتبة رقمية جديدة، جامعة القاهرة تبرعت بـ30 مليوناً للمستشفيات التابعة لها، ولديها قوافل طبية تضم أساتذة كباراً فى جميع التخصصات، بما فيها الطب البيطرى والعلاج الطبيعى وطب الأسنان، وتذهب إلى البحر الأحمر والواحات والصعيد وحلايب وشلاتين، كما تشارك فى برامج محو الأمية فى محيط جامعة القاهرة، وجعلت الجامعة خالية من الأمية، فلا يوجد بها عامل لم تمح أميته وحصوله على مكافأة، جامعة القاهرة بالتعاون مع الإنتاج الحربى ستستخدم الطاقة الشمسية خلال عام وستتم المرحلة الأولى من الطاقة الشمسية قريباً، تجربة جامعة القاهرة وشخصية جابر نصار تستحق التقدير والاحترام ويجب أن تعمم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل