المحتوى الرئيسى

"جمرات ساخنة في طريق ترامب".. 6 قضايا خطيرة تؤرق ليل رئيس أمريكا الجديد.. الاقتصاد ‏على حافة الانهيار.. الغموض يحيط بالملف النووي.. ‏وتقسيم العراق سياسة راسخة

11/09 19:10

يأمل العالم كله والشعب الأمريكي تحديدًا، في أن يكون وصول الجمهوري "دونالد ترامب" إلى عرش البيت الأبيض، بمثابة أكسجين يدب الحياة مجددًا في عروق أزمات وملفات عدة متجلطة، باتت تنتظره على أحر من الجمر، تركها له سابقه الأمريكي باراك أوباما، بعضها ‏تورطت فيه واشنطن حتى عنقها، والبعض الآخر دفعها لتكون على حافة الهاوية.

داخليًا، كان الاقتصاد الأمريكي، أول ما صدفنا في رصدنا للملفات الساخنة التي تنتظر "ترامب"، فأمريكا ‏التي كانت في يوم أكبر اقتصاد عالمي يعتمد على الاستثمار الحر، تعاني اليوم من الركود، ولديها ميزانية ‏تئن من العجز وأزمة مالية متأثرة بالاقتصاد العالمي، وتقلص غير مسبوق في الصناعة الأمريكية لم تشهده منذ ثلاثة عقود. ‏

وفقًا لموقع "روسيا اليوم"، وصل عجز الموازنة العامة الأمريكية يونيو الماضي أي قبل الانتخابات بنحو ‏ثلاثة أشهر إلى 7000 مليار دولار وهو رقم فلكي بالطبع، فضلًا عن وجود نمو هائل في الديون الفيدرالية، ‏ونمو تكاليف الرعاية الصحية، وزيادة عدم المساواة الاجتماعية، إضافة إلى زيادة أسعار الغذاء، وانخفاض ‏عدد المنازل، وتراجع الدخل، والاستغناء عن العاملين، وتقليص عدد القوى العاملة‎.‎

وارتفعت نسبة الديون في الولايات المتحدة من 35% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2006 إلى ‏‏75% الآن، ويرجع السبب بشكل كبير إلى إنفاق الحكومة المزيد من المال خلال فترة الكساد الكبير ‏لمحاولة إنعاش الاقتصاد‎.‎

وتأكيدًا على ذلك، فقد لجأ "أوباما" خلال الفترة الأخيرة إلى زيادة طباعة الأموال، إلا أن هذه الأموال ليست ‏أكثر من فقاعات صابون، نفختها واشنطن واحدة تلوى الأخرى، لإيجاد مخرج من أزمتها الاقتصادية، ولم ‏تفلح وفقًا لوصف الموقع الروسي.‏

كذلك، فإن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قدمت دليلًا آخر على ضعف الاقتصاد الأمريكي، من ‏خلال نشرها بيانات سوق العمل، الذي أظهر أن معدل عدد الوظائف في اقتصاد واشنطن نما بنحو 38 ‏ألف وظيفة فقط خلال شهر مايو، ليشكل معدل النمو الأدني منذ سبتمبر عام 2010.‏

واتساقًا مع ما سبق، فقد انخفضت نسبة اليد العاملة من سكان الولايات المتحدة من 62.8%، خلال أبريل ‏الماضي، إلى 62.6% خلال مايو الماضي‎، ونشرت مؤخرًا وزارة التجارة الأمريكية، تقريرًا حول نفقات استثمار القطاع الخاص التي سجلت أكبر ‏هبوط لها منذ سبع سنوات بنحو (-9،7%).

وواصل استثمار الشركات التراجع بنحو (-2،2%)، وهبطت ‏معدلات استثمار الأفراد في قطاع العقارات بنسبة 6،1%، الأمر الذي يجعل الطريق أمام الرئيس الجديد مسدودًا فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي لإنعاش ‏الاقتصاد والحفاظ على أماكن العمل.

ملف ساخن آخر، ينتظر الرئيس الأمريكي الجديد، تتصدر بطولته الجمهورية الإسلامية الإيرانية وطموحاتها النووية التي لا تنتهي، والتي ‏فشلت واشنطن كثيرًا في تقويضها، ولم تردعها عقوبات الأمم المتحدة والعقوبات الأمريكية عن مواصلة ‏العمل في برنامجها للطاقة النووية.‏

واستطاعت عقد إتفاقية نووية مع السداسية العالمية، أو إتفاق ما يعرف بالخمسة الكبار (5+1)، مع كلًا ‏من "أمريكا، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا، ألمانيا"، أقر برفع العقوبات المفروضة من قبل أوروبا ‏والولايات المتحدة عن إيران، وفرض قيود على البرنامج النووي، والتخلص من 98% من اليورانيوم ‏الإيراني المخصب‎.‎

ووقتها أعلن الديمقراطيون التابعون لـ"أوباما" تأييدهم للإتفاق، إلا أن نظيره الجمهوري رفضها بشكل ‏قاطع، وأعلن "ترامب" نيته للانسحاب منه حال وصوله إلى كرسي الرئاسة، وها هو تربع على عرش ‏أمريكا، ما جعل الملف يحيطه الغموض، ويثير قلق التزام الإدارة الجديدة.‏

إرث جم، يحني ظهر "ترامب" في سوريا، فالتورط الأمريكي بها وصل إلى عنقه، لاسيما أن جهود السلام ‏الأمريكية الروسية المتصارعتان على الأرض وصلت إلى حائط سد، ما جعل الرئيس الأمريكي الجديد ‏يحمل إرث من صراعات متفاقمة وأحداثًا إرهابية محلية متوقع حدوثها في أمريكا بسبب محاربتها لتنظيم ‏‏"داعش".‏

وهو ما يتضح في تصريح "فريدريك هوف" مستشار "أوباما" الذي قال: "بالنسبة للرئيس المقبل ستكون ‏هذه مشكلة من الجحيم، ستظل قائمة فقد كانوا يأملون أن يتمكنوا من تجنيبه فوضى ‏متأججة، لكن ما حدث هو أن الفوضى المتأججة انفجرت".‏

وتظهر التخوفات أيضًا، في تصريحات مسؤولين أمريكان، بإن روسيا تستغل رفض "أوباما" للتدخل العسكري في سوريا، وفترة الانتقال إلى الإدارة الجديدة، حتى يسيطر على ‏أكبر مساحة ممكنة من الأراضي قبل أن يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد المنصب‎.‎

وقد يتحول موقف واشنطن من بقاء الرئيس السوري "بشار الأسد"، لاسيما أن "ترامب"، وعد إنه لو أصبح رئيس أمريكا ‏المقبل، فإنه سيتعاون مع روسيا، وبالتالي تتحول أمريكا إلى صفوف دعم الأسد.‎

ولم تتورط أمريكا في سوريا فقط، ولكن كان لها موضع قدم داخل العراق من جديد، بعد خمس سنوات من ‏الغزو الذي قادته ضدها، فتشارك عبر التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم داعش، في معركة تحرير ‏الموصل من قبضته مع 7 جهات أخرى.‏

وتحدثت صحيفة "الاندبندنت البريطانية" في سبتمبر الماضي، عن الأزمة العراقية في ظل الإدارة الجديدة، ‏مؤكدة أن الرئيس الجديد سواء جمهوري أو ديمقراطي، فإنه سيدير الملف بشكل يحافظ على نفوذ أمريكا ‏في العراق بعد سحب قواتها منه. ‏

وأشارت الصحيفة إلى نقطة خطيرة، وهي أن تغيير الأشخاص لن يغير بالضرورة الفكر الأمريكي، الذي ‏يسعى إلى مخطط تقسيم العراق، لاسيما أن الرئيس الأمريكي الجديد، انتدب في حملته الانتخابية ‏عددًا من الخبراء الذين يتبنون خيار التقسيم مثل "وليد فارس" مسؤول شؤون الشرق الأوسط.‏

وبالنسبة لأفغانستان فإن الوضع الأمني يسوء هناك من يوم لآخر على ضوء اشتداد حدة هجمات حركة ‏طالبان ضد قوات التحالف الدولي، ما دفع الإدارة الأمريكية القديمة للوعد إعادة البناء وتحسين مستوى ‏حياة الناس دون جدوى، وهو ما تتحمله الإدارة الجديدة بالطبع.‏

وآثارت إدارة "أوباما" مؤخرًا، أزمات كثيرة مع دول عدة، وضرب الخريف علاقتها بدول العالم، على ‏رأسهم السعودية، وهو ما تطرق إليه موقع مركز "كارنيجي" الأمريكي، موضحًا أن بعض التوترات ‏كانت تحدث بين البلدين على فترات متعاقبة، لكن زعماء دول الخليج عانوا بشكل خاص من التأقلم مع ‏أوباما.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل