المحتوى الرئيسى

الأوروبيون يودعون أوباما..بين الإعجاب والندم

11/09 09:20

مع رحيل أوباما.. آراء الأوروبيين متفاوتة بين الإعجاب والندم

عندما وقف مرشح رئاسي ديمقراطي يسمى باراك أوباما أمام حشد عند عمود النصر ببرلين في عام 2008 متبنيًا رؤيته حول الأمل والتغيير، كان حينها محاطًا بـ 200 ألف من الأوروبيين، المحتمسين لمنحه فرصه.

كانوا مفتونين بشبابه، وارثه المتعدد الأعراق وتفاؤله (نعم نستطيع). رأه الأوربيون كشخص يشبههم، وكتغيير عن جورج بوش والغطرسة الأمريكية التي شكلتها حرب العراق، الحرب التي عارضتها دائمًا ألمانيا وفرنسا.

اليوم، مع بداية الانتخابات الأمريكية ، الكثير من العالم ذاهل الآن حول من سيحل محل أوباما وما يمكن التنبؤ به.  في أوروبا، رحيل أوباما هو أيضًا لحظة تحوّل فيما كان علاقة معقدة.

ورغم مغادرته بشعبية مرتفعة  في الولايات المتحدة. إلا أن ارث أوباما في أوروبا أقل حسمًا بكثير، وهذه مقابلات مع مجموعة من الأوربيين ومحللي السياسة الخارجية.

هناك واقع صعب أن المشاكل التي تواجه أوروبا، أبرزها تزايد روسيا في عدوانيتها وأزمة المهاجرين القاسية، هي أكثر تعقيدًا عما كانت عليه عندما جذب أوباما الحشد إليه  في برلين من ثمانٍ سنوات. ويرى البعض احجام أوباما واستسلامه كسبب مساهم على حد سواء.

تقول موني سشنيد، التي تزور عمود النصر من موطنها في شتوتغارت:” كان أمرًا عظيمًا أن يصل رجل أسود إلى منصب الرئاسة في أمريكا، وأكن له الكثير من الاحترام، لكن لا يمكن لأي رئيس أن يحقق ما يريدونه، لأن هناك الكثير من العقبات في طريقه، وفي كل ركن هناك شخص يقول لا، نحن لا نستطيع”.

وقال ديتر بوسشي، البالغ من العمر 71 عامًا، أنه كان مدهوشًا من فيض الأمل الذي قوبل به أوباما، الذي مُنح وقبِل جائزة نوبل للسلام بناءًا على توقعات وليس انجازات.

” أشعر بالأسف عليه، وأشعر بخيبة الأمل، منعه عدد من الأحداث السياسية من تحقيق آماله وآمالنا، ربما أصبح الأمر واضحًا أكثر بالنسبة لنا الآن في حملة الانتخابات الرئاسية، أوباما كان ضوء ذهبي لنا، لهذا نشعر بالحزن الشديد”.

ولد ديتر في هامبورج عندا هزم الحلفاء النازيين في 1954، يقول:” جعل الأمريكيين ألمانيا على ماهي عليه الآن، بمساعدتكم. لهذا نحن خائبين الأمل الآن”.

بالتأكيد ارتكب أوباما العديد من الأخطاء، كما تشير هذه المقابلات، خاصة في الشرق الأوسط، وفي التعامل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والكثير غير سعداء أيضًا بعدم إغلاق سجن معتقل جوانتانامو، كما وعد أوباما من قبل.

لكنهم يثنون أيضًا على اتفاقية الأسلحة النووية مع إيران، والانفتاح على كوبا وامتناع أوباما عن الحرب.

انعكست آرائهم في استطلاعات الرأي في 10 دول من الاتحاد الأوروبي أُجريت في الربيع من مركز بيو للأبحاث. تشير الاستطلاعات أن أوباما استعاد المزيد من المشاعر الإيجابية بين الأوروبيين بعد الرئيس بوش غير المحبوب منهم.

قال نوربرت بوتجين، رئيس لجنة الشئون الخارجية في البوندستاج الألماني، أن بالنسبة للأوربيين، ارث أوباما سيظل إيجابيًا إلى حد كبير. وأخذ بعين الاعتبار على وجه التحديد انجازات أوباما مع إيران وكوبا والتأمين الصحي الوطني.

وأضاف:” في عيون الأوروبيين والألمان، أوباما هو تذكير أنه لازال هناك أمريكا يمكن الاعجاب بها ولازال يمكن لنا تمني أن تلعب دورًا رائدًا في العالم. سيظل أورباما تجسيد لـ ” أمريكا الجيدة”، والذي ربما أمر ساذج، لكنه هام على المستوى النفسي لتعزيز العلاقات بين ضفتي الأطلسي”.

وقال يان تيشو، مدير منتدى ريتشارد هولبروك بالأكاديمية الأمريكية في برلين، أن الأوروبيين:” كانوا يأملون في مُخَلِّص لهم، ولذي سيذهب عنهم ألم جورج بوش وأزمة دور الولايات المتحدة المكروه في العالم”.

” لكن آمالهم خابت، لأنه انتخب كرئيس للولايات المتحدة للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة”. .

وبدا كريستوفر ماير، سفير بريطانيا السابق في الولايات المتحدة، متسامحًا وموضحًا أن ” التوقعات لما يمكنه القيام به كانت مرتفعة للغاية على نحو غريب:” متمثلة في فوزه بجائزة نوبل للسلام.

” كنا جميعًا مُغيبين عن الوعي، لكنك تعرف أن الأمر لا يدوم. الآن يتم اعتباره عاديًا جدًا، وهذا ما أنتج رؤية سلبية غير عادلة حول ما حققه”.

وحول السياسة الخارجية، قال ماير، أن :” حكمة أوباما العظيمة هي في أنه ليس عليك التدخل في كل موقف دموي حول العالم للحفاظ على مكانتك كدولة قوية، مما سمح لنا جميعًا بتعلم درسًا من العراق وأفغانستان”.

وتشارك عدد من محللي السياسية الخارجية الأوروبيين آراء أكثر سلبية. حيث رأوا تراجع في المصداقية الأمريكية في العالم، مع زيادة نفوذ روسيا والصين.

وقال جون كورنبلوم، سفير الولايات المتحدة السابق في ألمانيا: ” يجد الأمريكيون دائمًا صعوبة في التعامل مع السلطة، أما تكون دائمًا الكثير جدًا أو القليل جدًا. في العشر سنوات الماضية، أبعدنا أنفسنا، نسي أوباما والولايات المتحدة أننا الأساس في ابقاء أوروبا على المسار الصحيح”.

وجمع جورج روبرتسون، وزير الدفاع البريطاني السابق وأمين عام حلف الناتو، بين مدحه لأوباما وبعض الانتقادات الحادة.

” جلب أوباما حس من الهدوء والاستقرار في العلاقات مع أوروبا بعد الاضطرابات في عهد بوش، لكن كان يمكن لأوباما العمل على روسيا، والابقاء على بوتين بعيدًا كان هامًا، بدلًا من ذلك، سمح أوباما لبوتين بالعودة إلى الساحة العالمية، واختبار ثبات الغرب، في كل من أوكرانيا وسوريا، والذي هو كارثة وجميع ذلك سيستمر”.

ومثل الكثيرين، قال روبرتسون أن فشل أوباما في الابقاء على وعده بشأن استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية واتخاذ اجراء عسكري أضر بشدة في مصداقيته.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل