المحتوى الرئيسى

جائزة «حرية الصحافة» برعاية «جبهة النصرة»

11/09 02:54

أعلنت، أمس الأول، منظمة «مراسلون بلا حدود» و «تي في 5 موند» فوز «المراسل» السوري هادي العبد الله بجائزة «حرية الصحافة» وهو معروف بعلاقاته الوطيدة بمعظم الفصائل «الجهادية» وعلى رأسها «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام».

تقول «مراسلون بلا حدود» في تعريفها عن هادي بأنه «لا يتوانى عن المجازفة في مناطق خطيرة لا يتوجه إليها أي صحافي أجنبي من أجل تصوير وسؤال أفرقاء في المجتمع المدني». بحثنا عن صور أفرقاء المجتمع المدني وجل ما عثرنا عليه صور تسجيلات لـ «جهاديين» وقياديين في الجماعات «الجهادية» المصنفة عالميًا على أنها إرهابية على جبهات القتال، بالإضافة إلى تسجيلات لعمليات تحقيق مع «أسرى». كذلك اعتبرت المنظمة أن «جبهة النصرة» قامت باعتقاله مطلع العام الحالي، علماً أن هادي نفسه أصدر بياناً نفى فيه الأمر.

بزغ نجم هادي العبد الله خلال الحرب السورية، عمل بداية كـ «شاهد عيان» من مدينة حمص، تنقل بين مختلف المحطات الفضائية بدون أن يكشف عن هويته، قبل أن يعلن مع نهاية العام 2011 عن نفسه كمراسل حربي يرافق «الجيش الحر» ويقوم بتغطية عملياته.

مصدر مقرّب من هادي أكد لـ «السفير» أن اسمه الحقيقي علاء عامر، وقد قام بتغيير اسمه بداية الأحداث واعتمد لقب «هادي العبد الله». كان من أبرز المؤسسين لتنظيم «جبهة النصرة» في مدينة القصير، كما كان يتمتع بعلاقات وطيدة مع قناة «وصال» والشيخ الحموي الذي اشتهر بداية الأحداث عدنان العرعور. استفاد هادي أو علاء من علاقته بالشيخ المقيم في السعودية وتمكّن من جمع مبالغ مالية كبيرة مقابل عمليات المسلحين. يذكر المصدر مثالاً على ذلك «التفجير الذي جرى في حاجز شركس عام 2013، وتحرير حاجز جوسيه»، حيث تقاسم مع زعيم «النصرة» المسؤول حينها في حمص مؤمن العتر مبلغ 20 ألف دولار، وفق تأكيد المصدر. كذلك عمل مع قناة «الجزيرة» وفضائيات أخرى مؤيدة للفصائل «الجهادية».

خلال نشاطه في حمص، عمل هادي أيضاً مع تنظيم «داعش»، وجمعته علاقة قوية مع القيادي في التنظيم «موفق أبو السوس» قبل أن ينقلب عليه ويعلن صراحة عداءه للتنظيم. مع سقوط معاقل المسلحين في حمص هرب ابن مدينة القصير إلى ريف دمشق، ومنها فرّ إلى مدينة إدلب ليعود نجمه مرة أخرى للبزوغ مع توسّع مناطق سيطرة «جبهة النصرة».

يظهر العبد الله في تسجيلات مصورة عدة وخلفه راية «جبهة النصرة» رغم أنه يُصرّ في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه «صحافي مستقل». يقدّم هادي نفسه على أنه متخرّج من مدرسة التمريض «قبل اندلاع الثورة»، وهو ما نفاه المصدر الذي أكد أن تحصيله العلمي توقف عند البكالوريا.

يوم سقوط مدينة جسر الشغور بيد «النصرة» و «الحزب الإسلامي التركستاني» العام الماضي، تناقل ناشطون تسجيلاً مصوّراً يظهر العبد الله وهو يبكي فرحاً بهذا النصر، وإلى جانبه «جهاديون». كذلك كان من بين الصحافيين الأربعة الذين «نالوا شرف» التعرّف على وجه زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني، قبل أن يكشف مؤخراً عن وجهه، وذلك خلال مؤتمر صحافي دُعي إليه إلى جانب ثلاثة مراسلين آخرين يعملون لصالح «قناة الجزيرة» و «الغد العربي» و «أورينت».

ساهمت شائعات اعتقال «جبهة النصرة» لهادي مطلع العام الحالي بزيادة شعبيته، رغم أنه خرج ببيان نفى فيه الخبر، موضحاً أن ما جرى هو مجرد «وساطة» لصالح أحد العاملين في إذاعة جرى إغلاقها في ما بعد، لم يلقَ بيان النفي أية أصداء على عكس شائعة اعتقاله، فازدادت نجوميته على اعتباره «صوت الاعتدال المناهض للنظام وللتشدّد»!

«اعتدال» هادي العبد الله يظهر بشكل جلي عبر حساباته على «السوشال ميديا»، إذ لا يوفر أية فرصة للتأكيد على هويته «الجهادية» سواء بمنشوراته، أو حتى بصوره مع قياديي التنظيمات «الجهادية»، منهم على سبيل المثال «الدكتور عبد الله المحيسني حفظه الله»، على حد تعبيره، وهو القاضي الشرعي.

في منشور آخر قام العبد الله بنعي «المجاهد البطل» أبو صقار، وفق وصفه، وهو المقاتل في صفوف «جبهة النصرة» الذي ذاع صيته بعد قيامه بأكل أحشاء مقاتل في الجيش السوري قُتل خلال إحدى المعارك في ريف حمص.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل