المحتوى الرئيسى

شادي طه يكتب من واشنطن: المدفع الطائش «ترامب» خاسر ولو كسبها

11/09 02:07

أكتب هذه السطور في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء ٨ نوفمبر ٢0١٦، يوم ترقب المصير والحسابات الانتخابية، اليوم الذي تختار فيه االولايات المتحدة الامريكية الرئيس رقم (٤٥).

الجميع يدرك أن الاختيار سيكون تاريخي بغض النظر عن النتيجة فلا خلاف أنها كانت معركة حامية الوطيس، ساعات قليلة تفصلنا بين اختيار اول رئيسة في تاريخ البيت الأبيض أو أول رئيس لم يتقلد أي منصب وظيفي أو عسكري في حياته، من سيفوز بالبيت الأبيض؟ من سيكون رئيس أو رئيسة أمريكا 2016؟.

الملايين تقف اليوم أمام صناديق الاقتراع منذ الصباح بعد ان قدما المرشحان هيلاري كلينتون (69 عاما) و دونالد ترامب (70 عاما) مرافعاتهما الختامية بالأمس، أثناء تنقلاتهما بين عدد من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تحسم السباق في ضوء نظام المجمع الانتخابي الذي يمنح الفوز بناء على الفوز في كل ولاية على حدة.

لم يستسلم ترامب لكلينتون التي وصفته بالمدفع الطائش، أو وسائل الاعلام او حتي لاستطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم طفيف لها و لكنه كثف حملته في اكثر من خمس ولايات، و بالأخص فلوريدا حيث يخوض معركة شرسة مع كلينتون بالولاية التي تضم عددا كبيرا من الناخبين من أصول لاتينية، لهذا  أصبحت الأشرس في المنافسة بين الولايات المتأرجحة التي يحتدم فيها السباق، حيث يوجد هناك احتمال كبير لأن يغير الناخبون تأييدهم في اللحظة الأخيرة من مرشح لآخر.

لكن بعيدا عن كل الاحتمالات و الحسابات، فالخاسر الأكبر اليوم - في نظري - هو دونالد ترامب، لانه حتي في حال فوزه لن يكون قادراً علي احتواء المعارضين له او احتواء المؤسسات التي هاجمها بشراسه، بل انه لن يستطع بالكاد احتواء أعضاء الحزب الجمهوري الذين أعلنوا عدم تأييدهم له. ترامب خاض هذه الانتخابات معتمدا علي نظرية الرجل الأبيض الغاضب من سياسيي واشنطن، وجاءت تصريحاته اللاذعة الصادمة ارضاءً لشريحه واحده من المجتمع الامريكي دون النظر الي قاعدة الأقليات العريضة و المؤثرة بشده، ولا الي مسانده حقيقية من الحزب الذي يمثله، ولم يلتفت حتي لأبسط القواعد و الأعراف السياسية و الدولية.

وفي أبسط قواعد العلوم السياسية سيعاني دونالد ترامب طويلا في حال فوزه من أزاحه هذه الصوره القميئة التي يراها العالم له اليوم على أنه رجل عنصري ومتهور، سيجني ثمار تصريحاته العنصرية التي عملت على تقسيم المجتمع الأمريكي بسبب خطاباته التحريضية، وسيجد استحالة في جلب تأييد الكونجرس و مجلس الشيوخ لسياساته حتي و لو حصل الحزب الجمهوري علي أغلبية المجلسين، فهذا الامر اصبح ملاحظاً بشدة الان في معسكر ترامب، و هو الامر الذي جعل فريقه الانتخابي يجبره علي التوقف عن التدوين علي حسابه ب تويتر الأسبوع الماضي و اللجوء لتهدئة وجهات النظر السلبية التي تطارده في معظم المؤسسات الحكومية و الاعلاميه و بعض دول العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل