المحتوى الرئيسى

أقوى شخص فى العالم | المصري اليوم

11/09 00:58

هكذا كان سؤالى لأصدقائى: «للمسامرة: من هو أقوى شخص فى العالم؟».

كانت فى عقلى إجابة محددة. لكن الأصدقاء أمطرونى بالردود العميقة. بعضها ركزت على الغضب. إنه الإنسان القادر على السيطرة على نفسه، وقمع نوازع النار داخله.

بعض الإجابات كانت يائسة. فاعتبرت أن أقوى إنسان فى العالم هو الميت! ذلك أنه لا يرغب فى شىء ولا يخشى من شىء ولا ينتظر شيئا!

بعض الإجابات كانت رائقة! فاعتبرته هو ذلك المتصالح مع نفسه. والبعض قال إنه المستغنى. وآخرون قال إنه المتسامح، صاحب النفس الراضية، الذى لا يعنيه ما عند الآخرين.

بعض الإجابات كانت طريفة. أحدهم قال إنه مرتضى منصور! والبعض قال إنه ذلك الذى يستطيع أن يسوس امرأة جميلة متمردة.

بعضهم قال إنها الأم! أقوى إنسان فى العالم. والبعض قال إنه ذلك الذى يستطيع أن يستطيع أن يعيش حياته كما يريد. والبعض قال إنه الإنسان المؤمن، الذى يعبد الله تعالى حق عبادته.

كلها إجابات حكيمة. وكلها صحيحة أيضا، سواء كانت وصايا دينية، أو أمثالا شعبية، أو حصاد التجارب الحياتية تتوارثها الأجيال.

بالنسبة لى فقد كانت فى ذهنى إجابة محددة.

أحيانا يحدث أن تمر بمحن، أنت أو بعض إحبابك، وتتمنى أن تصنع أى شىء من أجلهم، ولكنك لا تستطيع. وقتها ماذا تفعل؟ نلجأ إلى الدعاء.

قد يستجيب الله لنا وقد لا يستجيب. لكننا نعلم جيدا أنه- جل جلاله- القوة العظمى فى العالم. لو أردت الدقة: الله هو القوة الوحيدة. لأن كل قوة أخرى تستمد قوتها منه. فماذا لو اتصلت بخالق الكون؟ ماذا لو مددت سببك بهذه القوة العظيمة والوحيدة. هكذا كانت الإجابة فى عقلى واضحة: أقوى شخص فى العالم هو مستجاب الدعاء.

الله لا يعجزه شىء. بقدرة «كن فيكون». بمجرد أن تنعقد مشيئته يحدث ما يريد. والكل يدعو والكل يبتهل. بل الكل يصطرخ الله أن ينصره. ألم ترى إلى خصمين/ جيشين، كليهما يستغيث الله أن ينصره، وكلاهما يظن أنه على الحق المبين.

من ينصر الله على الآخر؟ لا أدرى! لا أحد يدرى!

لو كنت أعلم إنسانا واحدا مستجاب الدعاء، لو كنت أعلم من هذا الذى يحبه الله! يغضب لغضبه ويرضى لرضاه. هذا الإنسان الاستثنائى، والذى هو أقوى شخص فى العالم، أقوى من القنابل الذرية ومن أعتى الجيوش. أقوى من الريح والفيضان والزلازل. ألمح القرآن الكريم إلى تلك القوة المهولة عند رجل فى مجلس سليمان، الذى استطاع أن ينقل عرش بلقيس إلى مجلس سليمان قبل أن يرتد بصره. هذه القوة الهائلة التى هابها سليمان نفسه على كثرة ما جرت على يديه من المعجزات.

هذه الهبة لابد أن تكون بطبعها نادرة. من حماقتنا أننا اعتدنا بحماقتنا أن نوزع كروت البركة والصلاح على من نحب. فنصف هذا بأنه «ولى»، ونصف ذاك أنه «قديس». والسماء صامتة تماما لا تنفى ولا تثبت.

الآن أفهم الحكاية المشهورة عن أويس القرنى، ذلك الرجل مستجاب الدعوة الذى أخبر عنه النبى، وسعى عمر بن الخطاب يبحث عنه، من أجل دعوة واحدة. ألا يدل ذلك أن الأمر نادر الحدوث!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل