المحتوى الرئيسى

مجدي منصور يكتب: عن الثورة والثورة المضادة والواقع المصري | ساسة بوست

11/07 20:13

منذ 1 دقيقة، 7 نوفمبر,2016

مقدمة طالت بأكثر مما أردت

«الناس لا تجد رغيف العيش ليأكلوه.

ولماذا يأكلوا عيشًا، فليأكلوا جاتوه»! ماري أنطوانيت

لعلني أجد نفسى اليوم في موقف يحتاج إلى توضيح لأنني على مدار أكثر من شهر تناولت الشأن المصري في ثلاث مقالات بدأتها بمقالة:

عن الفرق بين تجربة البكباشى الزعيم وتجربة المُشير الرئيس؟!

وتبعتها بمقالة، دعوة إلى تحكيم العقل في مصر

وكانت المقالة الأخيرة هي: النظام و جماعاته وفوبيا 11/11!

وقررت بعد تلك المقالة تناول موضوع أصبح الجميع يتحدثون عنه وهو:

وبالفعل ما أن كدت الانتهاء من تلك المقالة حتى عاجلتنا القرارات الاقتصادية الأخيرة للنظام المصري الرشيد! وحكومته المطيعة! وبرلمانه الطيع المؤيد دومًا «بتعويم الجنيه» مما نتج عنه رفع الأسعار أضعاف مضاعفة على المواطن المطحون أساسًا!

وصاحب تلك القرارات حالة شديدة من الضيق والغضب والرفض من قبل الشارع المصري أصبحت محسوسة ومرئية من قبل الجميع، المؤيدين قبل المعارضين.

وهنا سألتُ نفسى تكتُب أو لا تكتُب؟

وخصوصًا وأننا في مصر اليوم نعيش في أجواء أصبحت مُعبأة بحالة حالة ضبابية تجمع ما بين الارتباك في التصرفات والاحباط من الأفعال السياسية (للحكومة والمعارضة) ولدت عنها غضبًا أصبح يتراكم و يتزايد في القلوب والعقول معًا.

وفى مثل تلك الأجواء المحتقنة بشحنات الغضب واليأس فإن المسئولين في السلطة عادةً تكون» صدورهم ضيقة» و«أعصابهم متوترة» و«أمزجتهم منحرفة» و«عقولهم مشدودة كأوتار العود!»، وذلك في العادة يصُد أي صاحب رأي عن مخاطبة السلطة بنقد موضوعي، أو حتى بنصيحة مخلصة، تطلُب من المُنوط به إدارة البلاد أن يقف، ويتمهل، ويُعيد النظر من جديد في الوضع، ويرى:

ما الذي أخطأ فيه؟ وما الذي نساه؟ وما الذي سقط منه سهوًا في وسط الزحام؟!

وفى العادة فأن العقل في تلك الظروف يُشير إلى الهروب من الوقوع في المحظور، والابتعاد عن المخاطرة في تلك الأجواء العاصفة المليئة بالمحاذير والمعبأة بالشكوك.

ولكني في تلك اللحظة تذكرت سؤال شكسبير الذى أجراه على لسان أحد شخوصه:

(إذا لم أتكلم أنا فمن؟ وإذا لم أتكلم الآن فمتى؟)

وكنت أرى دائمًا بأن من حقي ومن حق غيري أن نطرح آراءنا بأكبر قدر من الصراحة، وندافع عنها بأكبر قدر من الشجاعة، ولكن الكلمة الأخيرة بالتأكيد ملك المسئول الشرعي المكلف بها.

وخصوصًا أن بعض عن قنوات الاعلام والاعلاميين وبعض المثقفين اليوم ينطبق عليهم بيت الشعر القائل:

فإن كان بعض الناس سيفًا لدولة ففي الناس بوقات لها وطبول!

وقد كان وأمسكت بالقلم للكتابة ومواصلة الحديث عن الشأن المصري الذى تحول إلى مشهد ميلودرامي مأسوي يشبه ما حدثتنا عنه الأساطير الاغريقية في فواجعها الحزينة ومشاهدها الغاضبة الدامية.

تتبقى ملحوظة – أن الجزء الخاص من حديثي عن الثورة والثورة المضادة قد أستقيته من مرجعين هم «الثورة المضادة في مصر» للدكتور غالى شكري، و«نظرية الثورة العربية» للدكتور عصمت سيف الدولة.

«لا يصح لنا جميعًا أن ننسى أنه لا ثورة بدون ثورة مضادة، عندما توجد الثورة فلا بد وأن توجد في الحال الثورة المضادة. لماذا؟ لأن الثورة معناها قوى التغيير والثورة المضادة معناها قوى التغيير المضادة وهذه طبيعة الأشياء» جمال عبد الناصر

إن الثورة هي انفجار عظيم يهدف إلى التغيير.

و أن «نشوء حالة ثورية» في وطن من الأوطان هو ظرف لا يصنعه طرف واحد أو تنظيم معين مهما كانت كفأته، وانما نشؤ الحالة الثورية يجيء نتيجة أوضاع اجتماعية واقتصادية تتراكم فوق بعضها البعض.

ثم تطرأ حادثة أو أحداث تُقنع الجميع أن الأمر الواقع قد تردى إلى حد لا يُرجى اصلاحه، وأنه وصل بما لا يقبل الشك إلى طريق مسدود.

وهكذا فأن الحالة الثورية في وطن لا يخلقها من العدم فردًا بذاته أو جماعة بعينها بالقصد أو بالتدابير، لأنها تاريخيًا وعمليًا أكبر وأعمق من أي قصد أو تدبير، وكل ما هناك أن هذه الحالة تصبح احتمالًا مفتوحًا لأى طرف أو تنظيم، يستطيع تحليل عناصرها، وتشخيص عوارضها، والتصدي لقيادتها في اللحظات الحاسمة.

وبناء على كل ما سبق أقول

بأنه حتى هذه اللحظة لا يزال القطاع الأكبر في المجتمع المصري يرى أن العيشة الصعبة التي يعيشها والحياة المُرة التي يحياها يوميًا اليوم في ظل الاستقرار أفضل من الخروج إلى المجهول! ولنتذكر أن «مبارك» ظل في الحكم ثلاثين عامًا قبل أن يقرر القطاع الأكبر من الشعب الخروج ضده والثورة عليه وليكن ما يكون.

أي أن ما بداخل القدر حاليا يغلى ولكنه لم يصل بعد إلى الدرجة المطلوبة من الغليان كي يفور ويخرج من القدر على هيئة دخان مُلتهب يلسع ويحرق أي يد تحاول احتوائه أو منعه من الخروج!

وإن كانت تصرفات النظام وأفعال حكومته تُعجل بالأمر وتُقرب نقطة الغليان إلى الدرجة المطلوبة بسرعة لم يكن أحد يتصورها ولا حتى أعداء وكارهي النظام نفسه.

والثورة المضادة تعني، إجراء مضاد لإجهاض الثورة الحقيقية وإلهاء الشعب والمجتمع عن البحث في المطالب والأهداف التي قامت من أجلها الثورة ومدى تحقيقها من قبل الطبقة التي قامت ضدها الثورة.

وللثورة المضادّة نماذج عديدة في التاريخ

ثورة اليعاقبة لإعادة ملكية عائلة ستيوارت إلى الحُكم منذ عام 1688م. الثورات المضادّة للملكيات الأوروبية لإحْباط ثورات 1848 الشعبية. الثورة المضادّة للملكيين الفرنسيين في القرن التاسع عشر. ثورة حكومة فيشي المضادّة الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى، التي استبدلت شعار الثورة الفرنسية «الحرية، المساواة، الإخاء»، بشعار «العمل، العائلة، الوطن».

وفي إيطاليا وبعد زحف جيوش نابليون، نشبت ثورة مضادة، أهمها ثورة «سانديسمو» وهي حركة رجعية قادها الكاردينال «فابريزيو روفو» سمحت بعودة أسرة البوربون إلى عرش مملكة نابولي.

ثم اندلعت ثورة أخرى فِلاحية في شمال إيطاليا، بتحريض من أسرة البوربون والدول البابوية ما لبثت أن تحوّلت إلى حرب أهلية دامت نحو عشر سنوات.

ولعل أهم الدروس المستمدة من التاريخ في شأن الثورة المضادة

إن النصر الإقليمي على المغلوبين يؤدى أحيانًا إلى تحالف طبقي على صعيد أوسع من الحدود الاقليمية ضد قوى الثورة التي يفترض أن هذا النصر يدعمها.

إن الأحزاب الرجعية التي كانت قد توارت بعد نجاح الثورة تستطيع العودة من جديد بأسماء قديمة أو جديدة.

إن المظاهرات الشعبية التي يُساء توقيتها وتنظيمها وقيادتها يمكن أن تؤدى إلى انكسار طويل المدى.

إن النظام الرجعى الجديد سوف يكرس نفسه في مؤسسات تشريعية راسخة، رغم تعدد الحكومات.

إن قوى الثورة حين لا تستطيع الوصول إلى نجاح حاسم، تكون تلك مقدمة إلى قمعها بوحشية لا نظير لها، لأن نجاحها الإقليمي ينظر اليه من بقية القوى المضادة للثورة على مستوى الاقليم بعين الخوف من اشتعال شقيقاتها في المحيط الأوسع للإقليم الملتهب.

أنه حين تنهزم قوى الثورة تشرب كأس دمائها قوى الثورة المضادة كلها في المحيط الأوسع، القوى القديمة والجديدة.

ولعلى أقول هنا للينارجية (ثوار 25 يناير) أنكم لم تروا بعد شيئًا رغم كل ما مر بكم فما هو قادم أكثر وأصعب وأقصى مما رأيناه بكثير.

تذكروا ما حدث «لأوليفر كروميل» مثلًا

كان قد قاد أول ثورة في أوروبا ضد الملكية وهوى رأس الملك تحت أقدام الثورة، وانتصرت الثورة بصيحات وتضحيات الثوار، و لكن حين دارت العجلة ومات «كروميل» وانتصرت الثورة المضادة وعادت الملكية إلى انجلترا أصر ابن الملك العائد إلى العرش بعد انتكاسة الثورة على محاكمة كروميل وتشكلت محاكمة لكروميل سُميت «محكمة القرود » وقررت بأمر الملك الجديد تنفيذ حكم الاعدام في كروميل، ولكن كروميل كان قد مات.

وهكذا بأمر الملك الجديد حُفر قبر «كروميل» وأخرج هيكله العظمى وعلق من حبل مشنقة!

وكان ذلك نموذجًا على أفعال الثورة المضادة حين تنتصر على الثورة الأصيلة، وما أصعب وأقسى من أن تُغتال الأحلام النبيلة في ظلام المؤامرة القبيحة الدنيئة.

ولعل أكثر من عبر عن الثورة و الثورة المضادة بفهم لطبيعتهم والفرق بينهم كان الزعيم «جمال عبد الناصر» ففي حوار له مع الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف عام 1967 قال له:

«أنني سمعت منك كلامًا كثيرًا عن الأعداء في الداخل وأنا أُريد أن أقول، بأنه لا يصح لنا جميعًا أن ننسى أنه لا ثورة بدون ثورة مضادة، عندما توجد الثورة فلا بد وأن توجد في الحال الثورة المضادة.

لماذا؟ لأن الثورة معناها قوى التغيير والثورة المضادة معناها قوى التغيير المضادة وهذه طبيعة الأشياء.

نحن في مصر الآن مضى علينا 15 سنة ومع ذلك فأن الثورة المضادة موجودة، ولقد وقفت في مجلس الأمة مرة وقلت لهم بصراحة أن البلد فيها حزب رجعى غير علني وهو منظم أكثر من الاتحاد الاشتراكي، لأن ما يجمعه مصالح لها جذور ممتدة ومتصلة من عشرات السنين.

وقد قُلت يومًا أن أكثر تلغرافات التهنئة التي أتلقاها في المناسبات هي من عناصر الثورة المضادة، وهم في الحقيقة لا ينسون المناسبات ولكن النوايا شيء آخر!

وكنت دائما أقول إن هؤلاء أقلية، ولكن الثوار الحقيقيين أيضًا أقلية، والصراع بين الفريقين هو صراع على اكتساب ثقة الجماهير، أو بمعنى أصح صراع للتأثير على الجماهير. من يستطيع أن يؤثر على الجماهير أكثر هو الذى يفوز.

إن الذين يشتغلون بالسياسة في بلدنا عددهم قليل وفى المقابل فأن العناصر النشيطة المضادة المشتغلة بالسياسة عددهم قليل أيضًا اذا قيسوا بمجموع الشعب.

أما الباقون فهم جماهير عريضة تسمع وترى وقد تتأثر، وإما أن تؤثر عليها أنت، أو يؤثر عليها غيرك.

يعنى إما أن تؤثر عليها الثورة، أو تتركها لكى تؤثر عليها الثورة المضادة.

ملاحظات على القرارات الاقتصادية الأخيرة

«الناس تحكم على السياسة بما يرونه من الاقتصاد» تشرشل

في هذا الصدد لدى ملاحظة ورأيان وثلاثة مشاهد.

الملاحظة هي أن الإحساس العام لدى قطاع عريض من المجتمع المصري اليوم هو شعور بالخيبة، أليم، ممزوج بقلق عميق، وغضب وسخط يتزايد بمرور الوقت.

خيبة مما جرى بالأمس، ولازال يجري اليوم، وقلق على الغد من تكرار نفس السياسات التي حملتهُ في الماضي وتريد أن تحمله في الحاضر فاتورة إصلاحات، وتحميله أخطأ لم يكن له يد فيها.

وغضب وسخط على سياسات نظام وقرارات حكومته التي لا يعبأن بالفقراء المعدمين و يُصران على أن يقتلوه كمدًا وفقرًا ويعذبوه بالدين الذى أصبح لا يطاق.

في حين نرى إنحيازًا واضحًا من قبل النظام وحكومته للطبقة الغنية المستغلة التي راكمت ثروات بالملايين من دماء ذلك الشعب المسكين.

ولعل السؤال الذى أصبح مطروحًا اليوم بقوة هل أصبح كل ما هو في صالح رجال الأعمال يصُب في مصلحة النظام في نفس الوقت؟

هل اختلطت الأمور فتاهت الحدود لهذه الدرجة،

كما حدث مرة مع رئيس مجلس إدارة شركة «جنرال موتورز» الذى اختاره الرئيس الأمريكي وقتها «أيزنهاور» في بداية رئاسته ليعهد إليه بمنصب وزير الدفاع.

ومثل الرجل أمام احدى لجان الكونجرس لتأكيد تعينه في منصبه، وسأله أحد أعضاء اللجنة:

مستر ويلسون.. ماذا تفعل إذا وجدت نفسك أمام قرار تتصادم فيه مصلحة شركة جنرال موتورز مع مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية؟

«ولماذا يحدث مثل هذا التعارض يا سيدى السناتور.. إن أي شيء في صالح جنرال موتورز هو بالتأكيد في صالح الولايات المتحدة الأمريكية!»

ويلسون المصري يطلب من الشعب أن يحترم نفسه!!

ووسط كل ذلك تضاربت الآراء، واختلفت التفسيرات، وتصادمت النظريات، وهكذا بالخوف، وبالحيرة، وبالشك، وبالعذاب، وبالأمل، وبالطموح يعيش الشعب المصري في أجواء عاصفة مرة، ومتضاربة مرات.

لقد ظن الناس أن الرئيس «السيسي» الذي انتخبوه سيكون رحيمًا ورفيقًا بهم، وخصوصًا أنه «وعدهم بأنه لن يرفع الدعم قبل أن يُغنيهم»، وأنه سيحاول إصلاح ما فسد، دون أن يُحملهم كامل الفاتورة.

ولكنهم وجدوا أن ناتج الفاتورة كاملًا سيتم دفعه من جيوبهم شبه الفارغة!

ولقد قال الرئيس «السيسي» أيضًا في 13 ابريل الماضي، خلال لقاء الأسرة المصرية، بحضور عدد من الكتاب ورؤساء التحرير: «الدولة تنطلق في كل الاتجاهات وعيننا على الإنسان المصري البسيط اللي ظروفه صعبة».

وأضاف: «رغم الظروف الاقتصادية الصعبة أن التوجيه للحكومة أنه لن يحدث تصعيد في أسعار السلع الأساسية مهما حدث من ارتفاع لسعر الدولار، مؤكدا أن الجيش والدولة مسئولية بجانبه في المحافظة على الأسعار».

وأكد لهم أنه لن يحدث تصعيد للأسعار مهما ارتفع سعر الدولار، مؤكدا أن الدولار أيضا لن يحدث له شيء .

لكن الذي حدث ظهر أنه خلافًا لما قيل سابقًا ولما هو منتظرًا لاحقًا. وذلك أحدث صدمة مزدوجة، فهي مخالفة للتصريحات والتوقعات، ومتعارضة مع الأماني

فحينما تختلف التصريحات والتعهدات المعلنة مع الأفعال على أرض الواقع فأن ذلك يظهر بجلاء أزمة نظام لا يستطيع موازنة القول بالفعل، ليقع في فجوة عدم المصداقية.

فالأول للخبير الاقتصادي عضو المكتب السياسي للحزب الناصري الأستاذ «حسن هيكل» فهو يقول عن القرارات الأخيرة وجدواها كلام يجب أن يُناقش مرات ومرات فهو يقول:

تعويم الجنيه و رفع أسعار الوقود.. أثار إنجازات حكومة عاجزة!

أن تفرض ضريبه قيمة مضافة تقرف بيها خلق الله في عيشتهم فترفع التضخم فيرفع البنك المركزي سعر الفائدة و الدولة هي المستدين الاكبر 2.6 ترليون جنيه فتضيع عائدات الضريبة اللي ها تحصلها من الناس لما دفعتها فوائد … ال 1% فائدة لما ترتفع تساوي 26 مليار جنيه تدفعا الدولة فوائد علي قروضها. أن ترفع أسعار الوقود علشان توفر دعم 30 مليار فينهار التصدير المعتمد علي الطاقة من 30 مليار دولار إلى 18 مليار دولار يعني 12 مليار × 15 ج = 180 مليار جنيه و توفر 10 مليار بس ضيعت 170 مليار.

تقرف عيشه المصريين برفع أسعار مياه الشرب علشان مليار جنيه رفعتها عن شركه مياه الشرب وتعطي خصم للفاسدين المتصالحين علي اراضي لجنة محلب 35% علشان تقنن وتشرعن فسادهم.

تعويم الجنيه ب 13.5 وكان سعره انهار ل 12.5 لما المستوردين قالوا مش ها نستورد علشان الدولار ارتفع و في نفس اليوم يعقد محافظ البنك المركزي مؤتمره الصحفي و يقول لا قيود علي الاستيراد فيرتفع الدولار تاني و لسه ها يرتفع كمان.

فتيجى الحكومة تختار التوقيت ده علشان ترفع اسعار البنزين و الغاز و السولار في نفس اليوم جون كيري يهنئ وزير الخارجية سامح شكري علي اجراءات مصر الاقتصادية بشأن تعويم الجنيه و تحرير اسعار الصرف !

أما الرأي الثاني للقيادي العمالي الكبير الأستاذ «محمود المليجي» نائب رئيس اتحاد عمال مصر الحر.

فقد قال «انطلقت طائرة الاسعار بسرعة الصاروخ وظن عمال مصر أنها ستهبط حتما بعد رحلة قد تكون مضنية وشاقة في مطار الاستقرار، وربط كل منهم احزمته على بطنه وبطن من يعول حتى كادت ان تخنقه وذويه وسريعا ما خاب ظنهم حينما اكتشفوا أن قائد طائرة «الاسعار» لا يعرف في قيادة

الطائرة الا الاقلاع السريع وبدا عدم قدرته على الرؤية السليمة وعندما ساد الهرج والمرج بين الركاب من العمال ضاق بهم الكابتن في قمرة القيادة متعللًا أن ركاب طائرته هم السبب في ما وصل اليه وعليهم تحمل النتائج وحدهم، ناسيا انه انطلق بطائرته فقط بمجرد البدء في قراءة احد أعداد سلسة مجلة كيف تتعلم الطيران وبعد كثرة عويل ركابه لجأ ثانية إلى كتابه

الأثير عن قيادة الطائرات وبدأ يقلب صفحاته حتى وصل إلى صفحة ما قبل النهاية فوجد بها جملة واحدة «كيفية الهبوط العدد القادم»!

وأما المشاهد الثلاثة فهي للزعيم الخالد «جمال عبد الناصر» وهما يُجسدا الفرق بين رجال الدولة العظام والموظفين الذين يتولون مناصبهم بصدفة عابرة أو مدبرة!

بعد شهر من تولى وزارة السيد «زكريا محيى الدين» فقد تبدى اختلاف الاجتهادات بعد شهر من بدء الوزارة عملها.

وكان هناك رأى أبداه السيد «زكريا محيى الدين» ومؤدى هذا الرأي «أن الظروف تقتضى بعض الانكماش في الاقتصاد وكانت تلك ايضًا نصيحة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي!»

وقال الزعيم جمال عبد الناصر «أننى أسلم أن الاقتصاد في الفترة السابقة كان زائد السخونة بسبب الاسراع في عمليات التنفيذ. ونحن الأن نحتاج إلى عملية تدعيم للخطوط قد تفرض علينا إعادة النظر في بعض مشروعات الخطة الجديدة ولكن هناك أشياء لا تقبل اعادة النظر في رأيي وأهمها استصلاح واستزراع الأراضي الجديدة لكى تستعمل مياه السد العالي الا تحول هذا السد إلى هرم جديد وليس اكثر!

ثم اننا لا بد أن نركز على الصناعات الثقيلة مثل صناعة الآلات وإلا زاد علينا عبء الاستيراد، فضلًا عن اهدار امكانيات وموارد يمكن استغلالها.

أنا على استعداد لأن أقبل مضاعفة الدخل في 12 سنة بدلًا من 10 سنوات، وأستطيع أيضًا أن أقبل إعطاء سنة من السلطة المطلقة للمنفذين في كل المجالات

وأستطيع كذلك أن أقبل بوجود ظواهر تضخمية لا بد من امتصاصاها .

ولكن لا يمكن ان أقبل أبدًا أن يتم ذلك كله في عام واحد لأنه سوف يجعل الحياة مستحيلة على الناس.

المشهد الثاني – في أواخر 1965

فقد حدت في حكومة السيد «زكريا محيى الدين» أن ذاد سعر كيلو الأرز إلى «6» قروش، وصدرت التعليمات إلى الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب لتبرير الزيادة، ولتنشيط استعمال البدائل مثل المكرونة.

فاحتج الناس في المدن الساحلية لأن اغلب أكلهم سمك والسمك لا يؤكل مع المكرونة.

فقال مسئول في التنظيم السياسي: «وإيه يعنى لما يأكلوا سمك ومكرونة؟، اذا كان السمك نفسه مكرونة!»

وعرف الزعيم» جمال عبد الناصر» بالواقعة وفى أول خطاب له حكى الواقعة وعقب عليها : «بأنه مع الأسف أن عندنا بعض المسئولين في الاتحاد الاشتراكي طلاينا، وقال أنه أعطى أوامره بعودة سعر الأرز لسعره القديم مهما كانت العقبات.

وفى اجتماع مجلس الوزراء سنة 1969 قال الزعيم «جمال عبد الناصر» وقد لاحظ أن أحد الوزراء يحاول أن يتفلسف فقال له ولبقية زملاءه : «دعوكم من الشعارات كلها، حتى لا تتوهوا في تلافيفها وحتى لا تمتلئ آذانكم منها بالطنين، فتنسوا ما يجب أن يحدث بعدها.

خذوا الرجل العادي البسيط … هو النواة في المجتمع … وهو الوحدة الأولى…

واستدرك : «ارموا كل الشعارات من الشباك… وافتحوا الباب للإنسان… للرجل العادي.

كيف يفكر هذا الرجل… وماذا يريد؟.

الفكرة الأولى : عندما يستيقظ في الصباح، فأول ما يفكر فيه ماذا سيأكل اليوم هو وأولاده؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل