المحتوى الرئيسى

محمد فوزي يكتب : إبراهيم عيسى.. ليس كمثله أستاذ - E3lam.Org

11/07 16:52

لا أمل من تكرار هذه الحكاية.

كنت في الصف الثالث الثانوي عندما دخل علينا مدرس الفيزياء محمد رجب وسألنا: ماذا تقرأون؟ آخبرته أنني أقرأ كتابا للداعية الجنوب أفريقي آحمد ديدات اسمه “مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء” توقف المدرس أمامي للحظات ثم سألني: هل تعرف إبراهيم عيسى؟ آجبته: لا.

في اليوم التالي أهداني كتاب “عمائم وخناجر” لإبراهيم عيسى.

حملت الكتاب وقد اتخذت منه موقفا عدائيا؛ أوحى لي الغلاف أن ثمة هجوم من المؤلف على الرموز الدينية؛ وأنا أزهري أحمل بداخلي مشاعر دينية متأججة وغيرة على رموز الدين الحنيف.

وضعت الكتاب جانبا لعدة أيام وعندما سآلني المدرس هل قرأته قلت له في غضب مستتر؛ لا. نظر إلى ثم ربت على كتفي ومضى.

كان الغلاف يحمل ثلاث صور؛ عمر عبد الرحمن وعمر عبد الكافي والشعراوي؛ ما الذي يجمع بين هؤلاء؟ جاءتني الإجابة بعد الانتهاء من القراءة؛ يجمعهم التطرف مع اختلاف توجهاتهم.

هذه بداية علاقتي بالأستاذ إبراهيم عيسي؛ كاتب شاب؛ شجاع؛ مغامر؛ يفتح أفقا جديدة لطالب أزهري متحفظ.

بعد هذه الواقعة بأكثر من عشر سنوات كنت آقف بجوار الأستاذ في جريدة الدستور في إصدارها الثاني محررا في قسم التحقيقات؛ أراقب انفعالاته وضحكته الصاخبة؛ حضوره الباهر وتعليقاته الذكية؛ عينه اللماحة القادرة

أقف على مسافة التلميذ  المنبهر  بأستاذ يشهد الجميع بأنه صاحب تجربة رائدة وفارقة في الصحافة المصرية؛ وناظر مدرسة الموهوبين.

بالقرب من إبراهيم عيسى تعرف معنى عشق المهنة؛ أن تكون مهموما بما يهم الناس؛ على مسافة من قصر الحاكم لكن في قلب الشارع.

في احدى المرات كتب تلميذ من تلامذته مقالا عنيفا ليس هجوما على ارائه بل تهجما على شخصه؛ وقتها كنت سكرتيرا لتحرير “ الدستور” وعندما حضر الى الجريدة كان طبيعيا للغاية وعندما كنت أعرض عليه بروفات الصفحات المبيتة، سآلني: قريت مقال فلان؟ هززت رأسي بالايجاب: وايه رأيك؟ صمت تماما؛ فقام بتغيير عنوان وكتب في أعلى الصفحة: الملتفت لا يصل.

منذ هذه اللحظة وهو كما هو؛ لا يلتفت حتى استقر في مكان يجاهد خصومه بالوقوف على أطراف آصابعهم حتى يروه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل