الإفتاء عن تدريب طلاب الأزهر: نخرج سفراءً للإسلام لهدم الفكر الداعشي

خرجت دار الإفتاء المصرية الدفعة العاشرة من الطلاب الوافدين المُتدربين على الإفتاء لمواجهة الفكر الشاذ والمتطرف الذى طفى على سطح اهتمامات العالم الإسلامى فى أعقاب الثورات العربية فى الألفية الحالية، وكانت باكورتها تنظيم داعش الإرهابى مُدعى الخلافة وحكم الإسلام ورفع راية الدين فى بلاد الغرب والشرق، فضلوا الطريق ونشروا الفتن وسفكوا دماء المسلمين وغيرهم وقتلوا كل وصل له من معارضى أرائهم وفكرهم.

فسكلت دار الإفتاء درب التعليم لرفع راية الدين وهدم الأفكار الشاذة فى مهدها وفى بلاد نشرها غربًا وشرقًا من خلال تدريب الطلاب الوافدين الدراسين فى جامعة الأزهر وعودتهم إلى بلادهم لنشر صحيح الدين.

وأكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن المجتمع أصبح فى حاجة حقيقة إلى وضع منهج إفتائى وطريق واحد يسلكه كل أهل الفتوى حول العالم، بسبب تكالب الجماعات الإرهابية على الإسلام ومحاولة إستخدامه فى الترويج لأفكارهم ومصطلحاتهم الجديدة التى يخدعوا بها الشباب والتى منها "الخلافة والجهاد"، فالكل يطمع فى خلافة إسلامية توحد المسلمين تحت راية واحدة لكن ذلك لن يحدث سوى بالتخطيط الجديد والبنية التحتية.

وأضاف مفتى الجمهورية، أن الدورات التدربيبة التي تقيمها الدار للطلاب والخريجين من جامعة الأزهر الشريف هدفها مواجهة الفكر الشاذ والمتطرف بالعلم الصحيح المُكتسب من علماء الأزهر ورجال الدين فى مصر الذين يعكسون أسس ومبادئ الإسلام الوسطى وفى نطاق ما أمر الله به فى كتابه وما نُقل عن رسوله وما اجتهد فيه العلماء وسخروه للزمن الذى نعيش فيه.

وأوضح المفتى، اننا نراهن على أولئك الطلاب الذى تعلموا فى رحاب الدار ونهلوا من علوم الدين والدنيا ما يكفيهم ليكونوا مفتين بلادهم، فالطالب منهم يتحصل على كل العلوم الشرعية بجانب علوم القانون والسياية وربطهم بالفتوى وما يحتاجه المجتمع، فهم مؤهلين تمامًا لقيادة الرأى العام فى بلادهم بعلمهم وفكرهم الوسطى الذى يحث على المساواة و العدل بين جميع أطياف وتيارات الوطن دون التفريق بين أحد.

وكشف الدكتور عمرو الوردانى مدير إدراة التدريب بدار الإفتاء، عن انهم يختارون الطلاب المتقدمين للدورات التدربية بعناية فائقة وبعد إختبارات تقيس قدراتهم على الإستعياب ومدى فهمهم للعلوم الشرعية، ونبدأ فى تدريب الدفعة التى تترواح متوسط الطلاب فيها 30 طالبًا فيما أكثر على مدار ثلاث سنوات متتالية يتعلمون فيه مبادئ الفقه بمذاهبه الأربعة ودراسة الكتب الشهير للعلماء السابقين والتعرف على ما أخر ما توصل إليه ووجهات نظرهم فى جميع المسائل.

وأشار الوردانى، أن الطلاب يدرسون كافة الشبهات التى وردت فى الأثر القديم والحديث والرد عليها بطريقة علمية لا يستطيع بعدها أن يجادله أحد،وانهم لم يحصلوا على شهادات تخرجهم من الدورة الا بعد تقديم مشروع تخرج ينقد فيه بعض الأفكار التى وردت فى الكتب التى تنشر فكرًا بعيدًا عن الوسطية السمحة، أو دراسة شاملة عن أحدى الكتب وما جاء فيه والرد على بعض المسائل التى حيرت السابقين بالاعتماد على المراجع والكتب التى تمنحهم إياها الدار.