المحتوى الرئيسى

عمر بن الخطاب في كتب التاريخ المسيحي: المنقذ وصاحب المفتاح

11/07 14:19

بعد نجاحات متتالية لجيوش المسلمين في الشام، بعث أبوعبيدة لفتح القدس، جاءه صفرونيوس، البطريرك المسؤول عن المدينة، وما أن نظر إليه حتى قال "هذا ليس هو المذكور في كتبنا"!

وعلى الرغم من غرابة العبارة، إلا أن الصحابي الجليل أرسل إلى قائده عمر بن الخطاب يخطره بالموقف، فقرر أمير المؤمنين أن يأتي. كان ما عليه من تقشف لم يتركه قط منذ تولى عرش المسلمين؛ يرتدي مرقعة ويتناوب مع خادمه على ركوب حمار واحد. ما أن رآه البطريرك حتى قال "هذا هو" وسلّمه المفتاح، فمنحه الفاروق العهدة العمرية الشهيرة.

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها.

أفرز تمدد الدولة الإسلامية إلى الشام، وسماحتها في التعامل مع المسلمين، على الأقل بالعصور الأولى، عن وجود ملحوظ لعمر بن الخطاب في كتابات المؤرخين المسيحيين، فنُقل ابتهال كان يردده بعض العوام "المجد لربّ النقمة الذي نجانا على يد الإسماعيليين (العرب) من البيزنطيين".

كما أوضح بعض المؤرخين، أنه لولا تعاون السُكان مع الجيوش العربية لما نجحوا أبدًا في الانتصار بهذه المنطقة، رغم أن عددهم كان قليلاً.

وهو نفس المعنى الذي أكده المطران إسحق ساكا، النائب البطريركي للدراسات السريانية في كتابه كنيستي السريانية، "ذاق السريان في بلاد سوريا والعراق وغيرهما من البلدان الأمرين من الـروم البيزنطيين لمخالفتهم إياهم بالمعتقد الديني المسيحي، فنفوا أساقفتهم وطرحوا مطارنتهم في السجون، واضطهدوا بطاركتهم، وراح من الشعب آلاف الضحايا، فلمـا جـاء العرب المسلمون بقيادة عمر وقضوا على الروم والفرس، هلَّل السريان واستبشروا خيرًا، فقد كان عهد العرب عليهم عهد خير وبركة وسلام، فـشرعوا ينظِّمـون أمـورهم الإدارية والروحية والاجتماعية، ورفعوا راية النهضة العلمية والفكر ية، وانـصرفوا إلى العمل باطمئنان ذلك أن الإسلام شملهم بالأمان وصان حقوقهم بالعهود والمواثيق".

وفي 1200م، أضاف لها البطريرك الأنطاكي على السرياني ميخائيل الأول الكبير في تاريخه المسمى باسمه، يشرح مظالم قياصرة الروم في عهد هرقل الملك يقول فيها: "ولهذا فإن الله إله النقمات.. لما رأى عتوّ الروم ودهاءهم، بعث من أرض الجنوب أبناء إسماعيل كي يحصّل لنا النجاة بواسطتهم من أيدي الروم فاستفدنا من ذلك فائدة كبرى، لأننا تحررنا من ظلم الروم ومن مساوئهم ومن سخطهم ومن شديد بغضهم لنا، وتمتعنا بالطمأنينة".

وتحفظ لنا كتب التاريخ أن طبيبًا يُدعى إليناوس ابتكر عقارًا لإنقاذ أهل أنطاكية من الموت، ولم يجد له اسمهًا غير "الفاروق".

على أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت. فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل