ألمانيا: تأجيل البت في اسم الشخصية المرشحة لخلافة غاوك

فشل قادة أحزاب الائتلاف الحاكم في برلين في التوصل إلى توافق حول الشخصية التي من المقرر أن تخلف الرئيس يواخيم غاوك. وعلمت وكالة الأنباء الفرنسية أن المسشتارة أنغيلا ميركل، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، ونائبها ريغمار غابريل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهورست زيهوفر، زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا، لم يتفاهموا على اسم معين لمنصب رئاسة ألمانيا.

وحسب مصادر متطابقة فإن الزعماء الثلاثة أجلوا إلى يوم الأحد المقبل البت في اسم الشخصية التي من المقرر أن تخلف غاوك. وعلمت مصادر إعلامية أن المسشتارة أنغيلا ميركل مازالت ترفض ترشيح وزير الخارجية فرانك ـ فالتر شتاينماير، القيادي البارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كمرشح إجماع لأحزاب الائتلاف لمنصب الرئيس.

كشف تقرير أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لا تعتزم تأييد ترشيح وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير لخلافة يواخيم غاوك كرئيس لألمانيا، فيما يُجري قادة الائتلاف الحاكم في برلين مشاورات حول مرشح مقبول من كل الأطراف. (06.11.2016)

دخل الرئيس الألماني يواخيم غاوك على خط الأزمة مع تركيا معربا عن استياءه للإجراءات التي تتخذها أنقرة بعد محاولة الانقلاب ضد حرية الصحافة وكذلك اعتقال زعماء ونواب في حزب الشعوب الديمقراطي. (04.11.2016)

وكان زعماء أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا قد عقدوا اجتماعا اليوم الأحد (السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) في دار المستشارية للتشاور مرة أخرى حول الشخصية المنتظر أن تخلف يواخيم غاوك في منصب الرئيس. ويضم الائتلاف الحاكم كلا من التحالف المسيحي  والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويتكون التحالف المسيحي من حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري بزعامة هورست زيهوفر.

وأشارت تقديرات دوائر داخل صفوف الائتلاف الحاكم إلى أن إمكانية اتفاق الزعماء الثلاثة على تقديم شخصية مشتركة للترشح لمنصب الرئيس ليست محتملة لكنها ليست مستبعدة.

وكان نائب المستشارة وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابريل قد أعلن قبل أسبوعين عن دعمه لترشيح وزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير لمنصب الرئيس. غير أن تأييد ترشيح شتاينماير من قبل التحالف المسيحي تعتبر أمرا صعبا لأسباب من بينها التخوف من ممانعة قواعد التحالف لهذا الترشيح.

ومن المنتظر أن يتم اختيار رئيس جديد لألمانيا في شباط /فبراير من العام المقبل.

أ.ح/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)

تولى يواخيم غاوك إدارة وثائق جهاز المخابرات لألمانيا الشرقية سابقا (ستازي) وحتى الآن يطلق على تلك الإدارة إسم " إدارة غاوك". قبل ذلك تم انتخابه عام 1990 كناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس الشعب الأخير لجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.

بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر عام 2010 من منصبه، اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يواخيم غاوك كمرشح لمنصب الرئاسة. وصنفته وسائل الإعلام آنذاك كمرشح الشعب. لكن الجمعية الاتحادية صوتت في الدورة الثالثة لصالح كريستيان فولف مرشح الحزبين المسيحي والليبرالي لمنصب الرئاسة الإتحادية.

بعد مرور نحو ثلاث سنوات استقال الرئيس كرستيان فولف، واقترحت أحزاب المعارضة مجددا غاوك لشغل منصب الرئاسة، وهذه المرة بدعم من الحكومة. وكشف استطلاع قبل تصويت الجمعية الاتحادية أن نسبة 69 في المائة تساند ترشيح غاوك. وكانت النتيجة في 18 مارس 2012 أكثر وضوحا، حيث حصل غاوك على 991 صوت من مجموع 1228.

بموجب القانون الأساسي يتمتع الرئيس الاتحادي باستقلالية عن السلطات الحكومية. غاوك هو أول رئيس في هذا المنصب الذي لم ترافقه عقيلته في المناسبات الرسمية، بل رفيقة حياته دانييلا شات، والتي ارتبط بها منذ عام 2000. قبل 25 عاما انفصل غاوك عن زوجته غيلهيلد غاوك التي أنجبت له أربعة أطفال.

الموضوع المحوري المفضل لدى غاوك هو الحرية. ويعتبر منتقدوه بأنه يتحدث عن ذلك في صياغة ساذجة مناهضة للشيوعية، في حين يرى آخرون أن تمجيده للحرية يعبر عن مناصرة للرشد: فالحرية لا تعني بالضرورة السعادة أو الفرحة، بل هي مسؤولية واقعية لاتنطلق من أشكال سلطة الدولة فقط.

كممثل لجمهورية ألمانيا الاتحادية قام يواخيم غاوك بزيارة العديد من البلدان كما قابل رؤساء الدول والحكومات وغيرهم. ولم يلتزم غاوك دوما بالتحفظ الدبلوماسي: ففي تركيا انتقد حكومة رئيس الوزراء اردوغان مطلع 2014 واعتبر أنه ينهج توجها رقابيا وتأثيرا قضائيا وأسلوبا متسلطا.

في مارس 2016 تحدث غاوك أمام طلبة جامعة شنغاي عن تأثيرات انعدام الثقة بين الدولة والمواطنين، مشيرا إلى ضرورة حصول أية حكومة على الشرعية من خلال الانتخابات الحرة. ولم يأخذ ذلك من حفيظة الحكومة الصينية، لأن غاوك تحدث عن تجربة ألمانيا الشرقية سابقا، حيث إنه ينحدر منها.