المنشدة إيمان الصوالحي: بحب أم كلثوم.. لكن لن أسير علي دربها
حفظت القران الكريم كاملاً ، وتعزف آلات الكمان و العود و تلعب ناي و تعشق أم كلثوم و عبد الحليم حافظ و تسمع الأغاني الحديثة ... متيمة بالشيخ سيد النقشبندي والمبتهل طه الفشني .. تتميز بصوتها العذب ووجهها الملائكي وموهبتها الكبيرة.. استطاعت أن تدخل عالم الإنشاد الديني لتصبح أحد أهم المنشدات في مصر والوطن العربي بعد أن حققت شهرتها في سن صغير .
"بوابة الوفد" حاورت المنشدة إيمان الصوالحي لتكشف عن كل ما هو جديد في حياتها وتتحدث بقلب مفتوح عن لحظات النجاح وكيف تجاوزت اللحظات الصعبة لتمضي نحو طريق النجاح حتي وصلت إلي عالم الإنشاد الديني و أصبحت أحد نجماته .
كيف كانت بدايتك مع الإنشاد الديني؟
الحمد الله ربنا رزقني حفظ القرآن الكريم وبدأت في إلقاء الأناشيد الديني والابتهالات وأنا عمري عشر سنوات ،وبدأ حب الإنشاد يتسلل إلي قلبي بعد سماعي إلي إذاعة القران الكريم، التي تبث ابتهالات للشيخ النقشبندي و الفشني وغيرهم من الشيوخ الكبار خاصة في شهر رمضان الكريم ،ومن هنا بدأت في إلقاء الإنشاد الديني لأول مرة أمام المرآة في غرفتي بطريقة الشيوخ الكبار .
من المبتهل الذي تعلمت منه الإنشاد و الابتهال ؟
المبتهل الشيخ ابراهيم عبد الحميد و المبتهل الشيخ أحمد عمران و هم من حفظوني القرآن الكريم وهم السبب الرئيسي في حبي الشديد للإنشاد وهم أيضا من قامة بتدريبي و حببوني في السماع و خاصة سماع للشيخ سيد النقشبندي.
لماذا تراجع الإنشاد الديني في مصر ؟
السبب في هذا هو تطور العصر و ظهور التكنولوجية الحديثة و الانترنت و اليوتيوب جعل الاستماع سهل سواء للإنشاد الديني أو للاغاني و الرتم السريع للحياة ساعد في ذلك ،ومثال علي هذا في الماضي كانت تحرص الأسر المصرية على الجلوس أمام الراديو لسماع حفلة السيدة أم كلثوم بالساعات و كان لا يمل احد ولا يصاب أفراد الأسرة بالزهق و لكن الآن افتقد الكثير حب السمع حتي الأغاني التي لا تتعدي الخمس دقائق أصبحت غير مرغوبة من الكثير و معظم المستمعين يريدون الرتم السريع .
هل هناك جمهور للإنشاد الديني ؟
بالطبع هناك جمهور عريض للإنشاد الديني في مصر و الوطن العربي، و السبب في هذا أن كل لون من الفن له جمهوره الخاص و الدليل علي ذلك أن هناك جمهور كبير للإنشاد ظهور فارس الإنشاد الديني الشيخ ياسين التهامي و الشيخ محمود التهامي و رئيس المداحين الشيخ أحمد الكحلاوي وجميعهم نالوا شهرة أكثر من الفنانين في مصر و الوطن العربي ،لذلك أؤكد أن الإنشاد الديني لدية جمهور عريض لا يقل عن جمهور الأغاني أو الأعمال الفنية الاخري.
هل أنتي مع ادخال التحديث الموسيقي للأناشيد الدينية القديمة آم ضد ؟
أنا مع إدخال التحديثات الموسيقية بالطبع كما حدث مع أنشودة "نور النبي قمرُ" التي حدثها مصطفي عاطف وكانت قبل التحديث صعبة في الإلقاء ،والآن أصبحت سهل الحفظ حتي علي الأطفال الذين يرددونها الآن.
ويجب أن يعلم الجميع أن التراث الإسلامي و خاصة الأناشيد الدينية لديها وقار وشموخ في كل عصر حتي لو تم إدخال التحديثات عليه فسوف تحتفظ بهذا الرقي و الشموخ و التحديث الموسيقي يصب في صالح الإنشاد ويجعله أكثر انتشار بين الشباب خاصة أن كل عصر ولدية احتياجاته و متطلباته الخاصة.
هل كونك أنثي تنشد تسبب لكي في مشاكل؟ و ما هي ؟
لا أنكر ذلك.. بدأت هذه المشاكل مع أول سفر خارج مصر لإحياء احد الحفلات الدينية بأحد الدول العربية ورفضت الأسرة فكرة السفر و لكن بالمثابرة و شرح الأمور بوضوح و مساعدة أساتذتي و معلميني أقنعت الأسرة بفكرة السفر و بالفعل سافر معي أمي و أبي
و عند صعودي إلي خشبة المسرح وبشهادة الحضور تأكدت الأسرة أني املك موهبة كبيرة لذلك قررت الاسرة أن تساندني للوصول إلي حلمي وهم علي دراية كاملة أني اعشق الإنشاد الديني و قدمت لي كل الدعم حتي هذه اللحظة
وتلقيت انتقاد كبير من البعض خارج محيط الأسرة باني فتاه أقدم الإنشاد الديني خاصة ان الإنشاد معروف انه للرجل فقط رغم أن السيدة أم كلثوم كانت منشده في بدايتها و لكن هناك رفض لفكرة ظهور منشده وبفضل الله تغلبت علي هذا الأمر بظهور موهبتي وحبي للإنشاد الذي أريد أن أضيف له الكثير .
هل من الممكن أن تتوجهي إلي الغناء كما حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم؟
مع كامل احترامي للسيدة أم كلثوم وللعلم أنا من عشاق أم كلثوم و عبد الحليم و محمد عبد الوهاب و محمد فوزي ولكن أنا بحب الإنشاد الديني و الحمد الله أنا قادرة علي دخول مجال الطرب و الغناء ،ولكن دوري هو الاهتمام بالإنشاد الديني وجعله أفضل من أي شئ لأن هذا الهدف اغلي عندي من أي مكاسب مادية تحقق في مجال الغناء .
من وجهة نظرك.. ماذا يحتاج الإنشاد الديني في مصر و الوطن العربي ؟
الإنشاد الديني يحتاج إلي أهتمام كبير من الإعلام العربي و أن يدرس تدريس أكاديمي مثل معهد الموسيقي العربية و الاهتمام بالمنشد الديني لان من السهل أن تجد مطرب ولكن من الصعب أن تجد منشد و الفرق بين المطرب و المنشد يكمن في مخارج الكلمات الحروف فالمنشد لا يسقط منه حرف أو يخرج بشكل خطأ ولا تقع عربة ولكن المطرب معرض لهذا .
هل مسابقات الانشاد الديني فكرة جيدة؟
اكيد ظهور مسابقات في الإنشاد الديني فكرة جيدة وهذا لتسليط الضوء علي الإنشاد وظهور مواهب جديدة في الوطن العربي من المنشدين، وللأسف الإعلام يهتم بالغناء والطرب فقط ويقوم بعمل مسابقات لاكتشاف مواهب في الغناء و يتجاهلون الإنشاد الديني .
حتي عندما قام الشيخ محمود التهامي بعمل مسابقة في الإنشاد مسابقة "إبداع" تجاهل الإعلام الحاصلين علي المركز الأول للمسابقة رغم أنهم أصوات غاية في الجمال و الروعة و الدفء لذلك أطالب الإعلام المصري و العربي الاهتمام بالإنشاد و المنشدين من أجل نشر الإنشاد في جميع الدول العربية .
لو عرض عليك الإنشاد في احد الموالد الكبرى هل توافقين ام ترفضين ؟
جميع الحفلات التي أقوم بها في مصر و خارج مصر هي حفلات تقام بالفنادق أو ندوات أو مؤتمرات ولم أقوم بالإنشاد داخل سرادق بأحد الموالد لان الأمر صعب علي المرأة وأنا لست من أنصار الاندماج وهناك مقولة للشيخ محمود التهامي تقول "مقامك فيما هو أقامك" وتعني أن العمل الذي لا تقدر المرأة على القيام به فلا تقبل علية لأنه خاص بالرجل وهو أفضل منها في هذه الزاوية و أنا اتفق مع هذا الكلام جدا .
من أحب المنشدين إلي قلبك ؟
Comments