المحتوى الرئيسى

«أطباء بلا حدود»: مقتل 29 مهاجرًا إفريقيا باستنشاق وقود المركب أثناء إبحاره

11/06 18:06

- جهود الإنقاذ تنجح في انتشال 23 شخصا آخرين لديهم حروق شديدة كانوا على نفس المركب

أعلنت الدكتورة فيديريكا زاماتو، المنسقة الطبية لمشاريع الهجرة في منظمة "أطباء بلا حدود"، مقتل 29 مهاجرا غير شرعي يوم 26 أكتوبر الماضي، جميعهم ينتمون إلى بلدان إفريقية، بعد تسرب وقود المركب، واشتعال النار في قاربهم المطاطي الذي ركبوه في طريقهم لإيطاليا.

وأشارت إلى نجاح جهود الإنقاذ في انتشال 23 شخصاً آخرين لديهم حروق شديدة كانوا على نفس المركب.

وقالت زاماتو في شهادتها على مقتل هؤلاء المهاجرين: "أكياس الجثث كانت مصفوفة بحزن على سطح المركب المسمى "بوربون آرجوس". بأقدامٍ غارقة في الوقود، والهواء القارص، كان فريقنا ينتشل جثث 29 شخصاً قتلوا باستنشاق الوقود، غارقين في الوقود والماء المالح. وجدوهم بعد إنقاذ 107 أشخاص من قاربٍ مطاطي مكتظ قادم من غرب أفريقيا إلى السواحل الإيطالية. كان الضحايا مستلقين على قاع القارب، مختبئين تحت طبقة مميتة من السوائل. احتاجوا 3 ساعاتٍ لانتشال كل الجثث، إذ كانت الظروف صعبة وخطرة».

وأضافت الطبيبة - التي أرسل المكتب الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط شهادتها لـ"الشروق"، قائلة: "أنقذنا من ذات القارب 23 شخصاً لديهم حروق شديدة. حين ترى الحروق الكيماوية من الوقود والمياه المالحة لن تنسى هذا المشهد أبداً. إذ يسافر المهاجرون في قوارب مكتظة، والذين يجلسون في منتصف القارب تكون أرجلهم وسيقانهم ومنطقة أعضائهم التناسلية غارقة في السوائل التي تحرق لحمهم ببطء. كانت حالة شخصين منهم سيئة جداً، بحيث احتاجوا أن ينقلوا إلى إيطاليا بالمروحية، وخمسة آخرون بقارب سريع، بما في ذلك شخص اضطر طبيبنا أن يضع له أنبوباً للتنفس على سطح سفينة بوربون آرغوس.. الأيام الماضية كانت قاتلة في البحر. كانت فرق الإنقاذ تبحث عن القوارب المنكوبة باستمرار".

«أمضت منظمة أطباء بلا حدود أشهر طويلة في البحر حتى الآن، سويةً مع منظماتٍ أخرى، وأنقذت آلاف الناس من الغرق، لكن العمل بلا راحة لم يكن كافياً لإنقاذ حياة أكثر من 3900 إنسان ماتوا في البحر منذ بداية 2016»، بحسب المنظمة.

وقالت زاماتو بتأثر "تلاحقني صور الناس الموتى في البحر. الأجساد المثقلة بالثياب المبللة بالمياه المالحة. المياه التي تملأ أفواههم. المياه التي تتسرب من أجسادهم ماسحة عن وجوههم تقلصات الألم الآخيرة. لم يمسكوا يد أحدٍ في ثواني حياتهم الأخيرة، ولم يكن هناك أحد ليمسد وجوههم بعد موتهم. لا أحد ليعيد ترتيب أجسادهم. لا أقارب ليدفنوهم. البحر أصبح مقبرة من المياه في حين يبدي قلة فقط اهتماماً بالأمر".

وتواصل: "بعد سنواتٍ، نفشل في إيجاد طريقة جديدة لوصف ظاهرة أهل القوارب المعقدة. نفشل في لفت الانتباه إلى الدراما اليومية التي تحصل في البحر المتوسط. الدائرة المفرغة من الخطابات العامة والخوف الرجعي من الآخر، والخوف من الغزو والمطالب بإنشاء ممرٍ آمن وقانوني، لا يبدو أن كل ذلك يقود إلى أي نتيجة. فيما تبدو الجدران والسيطرة الأكثر إحكاماً على الحدود والترحيل والصفقات مع دول العبور لمنع الناس المحتاجين للحماية من طلب اللجوء، تبدو تلك الأساليب الوحيدة التي يستطيع سياسيونا التفكير بها».

«تتكرر في الوقت نفسه المأساة تقريباً بشكل يومي، لسنواتٍ، دون انقطاع. منذ عشر سنواتٍ مضت، بدأتُ العمل مع أطباء بلا حدود في لامبيدوسا. كنا ثلاثة في الفريق: منسق، وممرضة وأنا. أمضينا ساعاتٍ، عادةً في الليل، على الرصيف، نمسح الأفق، وننتظر مسافري البحر اليائسين. حملت معي دائماً من هذه الشهور عيون الناس التائهة واليائسة إذ تبرق فور وضع أصحابها لأقدامهم على اليابسة، وحين يكون هناك من يتجهون إليه على الرصيف ليرحب بهم. أتذكر النساء الحوامل، حالات انخفاض الحرارة والحروق وحالات الحمل الناتجة عن عمليات الاغتصاب. أتذكر البشرية في ملامح المنقذين والارتباك الحاصل لدى الناس الجالسين مرتجفين بقرب بعضهم البعض على الرصيف البحري، بانتظار نقلهم إلى مركز القبول»، أضافت زاماتو.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل