لتكتشفينها مبكرا.. ما يجب معرفته عن الصحة النفسية لطفلك

عندما يسمع البعض جملة "نفسية الطفل " قد يستغربون قليلا ويأخذون الحديث إلى سياق الاستهزاء والتهريج، ولكنهم لا يعلمون أن للطفل له شخصيته ورأيه مثل الكبار ومن ثم له مشاكل نفسية أيضا قد تحدث له.

حاورت "الشروق" الدكتورة دعاء يوسف أستاذ واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، عن كل ما يتعلق بالصحة النفسية للطفل.

س – ما أهم الأمراض النفسية التي يمكن أن يعاني منها الطفل؟

ج – لابد أن نعلم جيدا أن كل الأمراض النفسية التي يعاني منها البالغين قد تصيب الأطفال أيضا كالاكتئاب والفصام، بالإضافة الي أمراض أخرى خاصة بمراحل الطفل العمرية ومن أهم هذه الأمراض التوحد ومتلازمة قلة التركيز وفرط الحركة واضطرابات النوم.

س – هل الطفل الشقي والعنيد يمثلان خللا نفسيا في شخصية الطفل؟

ج – بالفعل فهاتان الصفتان يمثلان اضطرابات في شخصية الطفل، وفي هذه الحالة لابد أن تسأل الأم نفسها أولا هل هذا السلوك معي أنا فقط أم مع الجميع، فإذا كانت الإجابة بلا مع الأم فقط، فلابد أن تتأكدي أولا من حاسة السمع عند طفلك من خلال مقياس السمع.

أما إذا كان لا يستجيب لطلباتك وكلام الآخرين رغم أن حاسة السمع سليمة فيمكن أن يكون هناك سمات توحد.

س – وفي حالة أن الأم تأكدت بأن طفلها لا يعاني من أي أمراض نفسية أو خلل سمعي. فما الحل؟

ج - هنا الطفل بيرد للأم المعاملة، وللوقاية من ذلك مبكرا يجب أن تعلم الأم أن طفلها هو مرايتها بمعنى في حالة هدوئها سيكون طفلها هادئ، وكذلك نفس الحال لو أنتي عصبية وكثيرة الطلبات والضغط على طفلك، فكل ما كانت الأم تعطي الاهتمام لطفلها وتصغي إليه جيدا كلما بادل الطفل أمه بذات الاهتمام لطلباتها وحديثها.

س – إذا كيف يمكن التعامل مع الطفل الشقي والعنيد؟

ج – على الأم أن تعامل طفلها باحترام فهو انسان وعقله الباطن سيدافع عن كرامته وينتقم ممن يقوم بإهانته، ويبقي الثواب والعقاب في حدود التربية وليس الانتقام، ويجب الاثناء والشكر على الفعل الحسن مثلما يكون العقاب على السلوك الخاطئ.

س – ما هي أنسب طريقة لعقاب الطفل؟

ج – للأسف الأم دائما ما يكون تركيزها في عقاب طفلها، ولكن أنصحها بأن تجعل خصامها لطفلها هو أهم وأقسي عقاب ولو ل 5 دقائق، ولو حاول استعطافك بضحكته مثلا فلا تصديه وتجاوبي معه.

وبالنسبة للأطفال من سن 3 الي 6 سنوات فيفضل أن يكون العقاب بجلوسه على كرسي مخصص للعقاب في غرفته لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة.

س – تشتكي الكثير من الأمهات من فرط حركة أطفالهن فهل يمكن تشخيص ذلك باضطراب نفسي وسلوكي؟

ج – ليس من السهولة إطلاق مصطلح "متلازمة فرط الحركة وقلة التركيز" على الطفل، فإذا كان الطفل يقوم بالتركيز على الأقل لمدة 5 دقائق في مشاهدة الكرتون أو الإعلانات أو الأغاني، فهنا معناه أنه شقي فقط، أما غير ذلك فلابد أن يفحصه طبيب متخصص فمتلازمة فرط الحركة لها فحص طبي وجلسات طبيبة لعلاجها.

س – كيف يمكن للأم أن تكتشف أن طفلها لديه سمات توحد؟

ج - التوحد من أكثر الأمراض انتشارا، وقد لا يكتشفه الكثير من الآباء، له فحص دقيق عند الأطباء المتخصصين.

- يمكن الاستدلال عليه بسهولة فالطفل من عمر 2 إلى 3 سنوات إذا كان لا يقوم بالتركيز في عين الأم أثناء الحديث معها بل على العكس تلتف عينيه بعيدا عنك، وقد يصحب عدم التركيز تأخر في الكلام، أو يفعل حركات متكررة كأن يلتف حول نفسه كثيرا أو يحرك إيده بطريقة معينة مكررة، يركز في لعبة واحدة أو اتنين بالكتير ولا يفضل غيرهم.

- إذا قاطعتيه أثناء لعبه ينفعل شديدا فأنتي هنا اقتحمتي عالمه الخاص، كل هذه الأعراض تلزم ضرورة عرض الطفل على طبيب متخصص فالتأخير في تشخيص سمات التوحد قد يجعل حالة الطفل أكثر سوءا من الاكتشاف المبكر الذي يحول الطفل من خلال العلاج والجلسات إلى طفل سليم لا يمكن تفرقته عن الطفل الطبيعي.

س – مشكلة عدم التركيز الأطفال أثناء المذاكرة مشكلة متكررة عند الكثير من الأمهات.

ج - أولا في مجتماعتنا العربية الطفل يبدأ في الاستذكار من 3 سنوات وهذا خطئ تماما، فالمدارس الأوروبية لا تجعل الطفل يمسك قلما قبل 5 سنوات.

- ثانيا لازم نعترف كمان أن الكثير من مدرسين ومدرسات المراحل الأولي من التعليم غير مؤهلين ومدربين تربويأ على تعليم الأطفال في هذا السن المبكر.

- ثم نأتي للسؤال "ابني مابيركزش ليه"، على كل أم أن تحرص على فترات نوم كافية لطفلها على الأقل 8 ساعات، مع الاهتمام التغذية المتوازنة وخاصة الأسماك والخضار والفاكهة الطازجة بما تحتويه من زنك وأوميجا 3 و6 وحديد، فهذه العناصر تساعد على تركيز الطفل، وقد يكون ابنك لديه "انيميا" التي بدورها تأثر على التركيز وهنا يجب إجراء صورة دم كاملة للطفل للتأكد من وجود فقر دم أو لا ولو مرة في السنة.

س - أخيرا كيف يمكن التعامل مع الأولاد في سن المراهقة؟