المحتوى الرئيسى

سعيد هلال رئيس "الهلال السعودي" فاتورة الإصلاح الاقتصادي باهظة ولا بديل من تحمل آلامها

11/06 11:05

«الحرمان.. النضج.. المواجهة.. والعطاء»، هكذا تشكلت محطات حياته... من يحيا هذه المراحل ليست من الأمور السهلة، ما تحمله الرجل فى المواجهة صعب أن يتكرر لآخر، لكن نشأته الريفية القاسية منحته قوة وصلابة فى العمل، حتى يصل إلى هدفه ومملكته الصغيرة، ليسطر لنفسة تاريخاً يتفاخر به.

الهدوء.. والتسامح سمات تتبدى على وجهه، يسمع بصورة جيدة ، قليل الحديث، إيمانه أن النجاح لا يأتى إلا بالعمل.. هكذا تكشفت لى شخصيته... سعيد هلال، رئيس شركة الهلال السعودى ظل سنوات أسيراً لمرحلة مواجهة الحياة، فقد استقطعت من حياته مرحلة طويلة... حليم، متزن، ودود، منظم ومتعاون هكذا يصفه أصدقاؤه، له مسئوليات وأمانى ظل يحلم بها حتى تحققت.

عندما مرمع صديقه المسئول اليابانى على طريق المحور، وبدأ الازدحام سأله المسئول الأجنبى قائلاً: «هل كل هذا التكدس من أجل الوصول للعمل، ولو كان كذلك لأصبحتم تتصدرون الدول المتقدمة اقتصادية».

تساءل «هلال»: هل لو تم رفع الدعم عن الوقود سوف يكون مشهد التكدس هكذا، بالطبع لن يكون، تدبر الرجل الأمر كثيراً وتوصل إلى أن الإجراءات الإصلاحية اقتصادياً هى الأفضل لمواجهة ذلك وأن رفع الدعم قادم لا محال.

«هلال» فقد والده ولم يكتمل عمره العام، ثم والدته ليحيا حياة الحرمان الأبوى، لكن عرف أن النجاح لن يكون سوى بالجهد والعمل، وليس بالبكاء على اللبن المسكوب، ومن هنا كان الإصرار والتفاؤل هو أسلوب حياته، حتى فى رؤيته وتحليله للمشهد الاقتصادى والأزمات التى يمر بها الاقتصاد لا تخلو من التفاؤل.

فى نهاية شركته بأقدم ميادين وسط البلد يجلس الرجل على مكتبه البسيط، يقرأ الأحداث ويراقب بعناية، يتبدى فى وجهه راحة كبير عقب قرارات الحكومة الأخير، والبنك المركزى بتحرير سعر الصرف، وفك الضغط عن الجنيه.. قال والابتسامة تعلو وجهه: «الإجراءات تأخرت فى التوقيت الزمنى، ولكن ربماً للتشاور والدراسة، وما حدث كان، وعلينا ترقب الاستثمارات والتدفقات الأجنبية والعربية إلى السوق المحلية، وسوف تفتح الطريق أمام تنمية اقتصادية حقيقية».

«3 جهات كانت وراء الإجراءات الإصلاحية الأخيرة للاقتصاد، بدأت بقرارات المجلس الأعلى للاستثمار، ثم اتحاد الغرف التجارية وبمنع الاستيراد 3 أشهر، والقرارات القوية للبنك المركزى بتحرير سعر الصرف، لكن لا تعفى هذه الخطوات التصريحات غير المسئولة لمحافظ البنك المركزى والوزراء الذين أضروا بقيمة الجنيه، مما خلق حالة من الانقسام وانتشار الشائعات والفتن».

«هلال» يتفاخر بأنه عصامى حقق لنفسه مملكة خاصة بالبزنس يعتبر تكاتف الشعب مع الحكومة فى إصلاح المنظومة الاقتصادية أولى خطوات التنمية المستدامة، بعد ثورة 30 يونيو كان التفاؤل إلى أقصى الحدود لدى الرجل، رغم أن الدولة تعرضت لحالة مرض، ووقتها ترقب الجميع تدخل جراحى.

أقاطعه متسائلاً: هل ترى أن الإجراءات الإصلاحية تأخرت خاصة فيما يتعلق بتحرير سعر الصرف؟

يجيب قائلاً: «ربما لو تم اتخاذ مثل هذه القرارات منذ وقت كان الحال سوف يتغير الى الأفضل، لكن على الشعب التحمل بعض الإجراءات التى لا تخلو من ألم شديد، ولكن وقتى لا يدوم طويلاً، ولو أن الوقود بالسعر العادل، والعمل على فرض ضريبة تصاعدية، خاصة أن مواردنا من السياحة والضرائب، هناك الذين حققوا مكاسب من الأراضى بالمليارات ولم يسددوا عليهم من ضرائب».

بعض الخبراء يرون أن تكلفة الإصلاح الاقتصادى سوف تكون باهظة، وسيضار منها البعض، لكن «هلال» يعتبر أن لهذه الإصلاحات جوانب إيجابية كبيرة على السوق فى استقطاب استثمارات أجنبية وعربية بالجملة، والسوق مؤهل لذلك، وأزمة الدولار ساهمت فى تفاقمها الفتن والشائعات، ومع غياب الثقة فى الحكومة بات الدولار يتم تخزينه فى المنازل وليس القطاع المصرفى، والدولة من خلال ما اتخذته من خطة وإجراءات اصلاحية سوف تضرب المضاربين فى مقتل بالعمل على تحقيق سعر موحد للدولار يوازن بين السعر الرسمى والسوق الموازية، حتى لو اضطر الأمر إلى استخدام الإجراءات الأمنية.

لا يزال ملف الاستثمار من وجهة نظر «هلال» يمثل قنبلة موقوتة، ولابد من ضرورة تنقية القوانين التى لم تعد تتماشى مع مستجدات الاستثمار، وبالتالى لابد من ثورة تشريعية وإصدار قانون الاستثمار الموحد، مثلما يحدث فى الدول الأخرى، بما يحقق التنمية الاقتصادية.

«هلال» لديه وجهة نظر بضرورة دعم الزراعة والاهتمام بالمشروعات الصغيرة، والثروة البشرية، لقدرتها على دعم التنمية الاقتصادية، لأنه دون الاهتمام بهذه القطاعات لن يشهد الاقتصاد تنمية.

«هلال» لن ينسى دور شقيقه الأكبر ورعايته له بعد وفاة والده لا يزال الرجل يعتبر أن بورصة النيل لم تأخد حقها إعلامياً، وهو يرى أنها تحتاج ألف شركة تقيد بها خلال 5 سنوات، حتى يتمكن السوق من النمو.

«هلال» سطر مشواره بجهد وكفاح لم ينس الأشخاص الذين ساهموا فى وصوله إلى القمة شقيقه الأكبر ووالدته وابن عمه وأساتذته وزوجته بدأ حياته موظفاً بأحد البنوك ثم استهوى سوق الأسهم ليبدأ المشوار ويؤسس شركته برأس مال 5 ملايين جنيه، ثم واصل طموحاته إلى أن قام بزيادة رأس مال الشركة إلى 25 مليون جنيه.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل