المحتوى الرئيسى

"جليلة" مغربية رفضت العنف والفقر...فـ"نصبت عليها" منظمة أمريكية

11/04 17:58

17:33 04.11.2016(محدثة 17:48 04.11.2016) انسخ الرابط

منذ أدركت واقعها، وتطلعت حولها لتقارن بين حالها وحال قريناتها من البنات في المناطق الجبلية في المغرب، وحال نظرائهن في البلاد الأكثر تقدماً، وإدراكها للفارق الكبير بين ما تحياه وما يحياه غيرها، بدأت "جليلة صادق" رحلة كفاح ضد ظاهرة زواج القاصرات، التي ترى أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرة أخرى مفزعة، وهي العنف ضد السيدات.

تقول جليلة، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، إنها منذ بدأت تحركاتها ضد زواج القاصرات، وممارسة نشاطها بأساس علمي، من خلال دراسات اعتمدت فيها على بيانات وإحصائيات رسمية — من الحكومة والشرطة والقضاء- ترصد بدقة ظاهرة زواج القاصرات، وما يعقبها من عنف ضد المرأة، بدأت تدفع ثمن اعتقاداتها، من حصار المجتمع لها، لأنها تجرأت على الكلام، ورفضت واقعها السيء، وتطلعت لمستقبل أفضل.

المشكلة لدى جليلة، لم تتوقف عند حدود حصار المجتمع لها، وعدم حصولها على طلاق مناسب لما عانته، وأيضاً عدم حصولها على عمل يمكنها من خلاله الإنفاق على 4 أطفال كانوا ثمرة زواجها الذي عانت خلاله، وإنما الأزمة امتدت لما هو أبعد من ذلك، لأنها سقطت فريسة لمن يتاجرون بهموم البشر، ويدعون مساندتهم، من أجل الحصول على دولارات الغرب.

توضح جليلة معاناتها، قائلة "عندما تحدثت عن الدراسة التي أعددتها فيما يتعلق بأحوال المرأة الفقيرة في الجبال، وكذلك زواج القاصرات، وظاهرة العنف ضد الزوجات، وجدت إحدى المنظمات الحقوقية تتواصل معي، واسمها "حقوق وعدالة"، اكتشفت فيما بعد أن القائم عليها محام يعيش في أمريكا، وأغلب مديريها من المحامين".

وتضيف "تحدث معي القائمون على هذه الجمعية، وطالبوني بأن أتيح لنفسي مجالاً ومساحة للحديث، ولأن المغرب دولة غير ديمقراطية فيجب أن أتوجه بخطابي إلى الغرب، الذي سيقبل مني كل الكلام، وأقنعوني أنهم سيساعدونني في تحسين أحوالي الاجتماعية والاقتصادية وتغيير حياتي وحياة أطفالي، وذهبوا بي إلى دورة تدريبية لأتعلم كيف يمكن أتحدث وأعرض قضيتي".

الصدمة لجليلة — حسب قولها- كانت هناك، في الدنمارك، حيث أخذوها إلى هناك بدعوى عرض قضيتها، ولتتحدث عن هموم المرأة وما تعانيه، في ظل قوانين جيدة وضعها ملك المغرب ولكن لا أحد ينفذها، حيث فوجئت بأنهم يقدمونها هناك، كنموذج إيجابي للمرأة التي عملت جمعية "حقوق وعدالة" على تغيير واقعها.

تابعت "هناك قدموني إلى الأميرة "ميري" أميرة الدنمارك، وقالوا لها إنني واحدة من النساء الفقيرات في المغرب، اللواتي تمكنت الجمعية من انتشالها من الفقر، وتقديم كافة أوجه الدعم لها، وقالوا للحضور في مؤتمر كوبنهاجن أيضاً إنهم قدموا لي الدعم المجتمعي والمالي، وقدموا لي ولأطفالي المال والملابس والمأكل والمشرب، وهو ما كذبته، وقلت إنهم لم يقدموا لي سوى تذكرة السفر لحضور المؤتمر فقط".

ترى جليلة صادق أن المنظمة "نصبت عليها"، وفي الوقت نفسه لم تتمكن من عرض قضيتها بشكل عادل، لأن الجميع خافوا أن يتحدوا هذه المنظمة، حتى أن "وزيرة" قالت لها: أنت دخلت طريقا طاحنا، لأن هذه المنظمة لها شراكات مع جهات حكومية كثيرة، من بينها وزارة العدل، من أجل تعديل وتغيير بعض القوانين في المملكة".

وتؤكد المغربية التي تسعى من أجل قضية عادلة، أنها واحدة من قلائل استطعن فتح أفواههن والتحدث، بينما كثيرات جدا يرفضن الكلام، ويقبلن بالواقع المهين الذي يحيين فيه، فيتم تزويجهن صغيرات، ويتم الاعتداء عليهن، مقابل عدم انقلاب المجتمع ضدهن.

بعد أعوام من النضال من أجل حقوق المرأة، ولوقف ظاهرة زواج القاصرات، والعنف الذي تعاني منه السيدات، أصبحت جليلة في مواجهة طوفان من الرفض لما تقوم به، قد يضطرها خلال أيام قليلة إلى المبيت في الشارع، بعدما أصبح عليها مغادرة بيتها، دون مأوي تلجأ إليه، ودون عمل تستند عليه، فلا أحد يريد أن يوظفها، وتعيش على مساعدات من أحد مسؤولي الحكومة، المقتنع بعدالة قضيتها.

كاتبة مغربية تفوز بأعرق جوائز الأدب الفرنسي مغربية تسافر مع أحشاء زوجها والسبب... بالفيديو: مغربية تناشد ملكها بتخليصها من العبودية

أخبار المغرب اليوم, أخبار المغرب, المغرب

التعليق بواسطة Facebookالتعليق بواسطة Sputnik

شكراً لكم! سوف يتم مراجعة تعليقك من قبل المشرفين للتأكد من امتثالها لقوانين

ردأ على(إظهار التعليق إخفاء التعليق)

| | تعديل | حذف

شكراً لكم! سوف يتم مراجعة تعليقك من قبل المشرفين للتأكد من امتثالها لقوانين

القوى اليمنية تشترط وقف "العدوان" لقبول مبادرة "ولد الشيخ"

قال الأمين العام للمركز القانوني للحقوق الإنسانية والتنمية باليمن هاشم شرف الدين، إن موقف القوى الوطنية من المبادرة والخطة التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لاستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع في اليمن لم يختلف، فهم قدموا مبادرة تضمن الشراكة الحقيقية في القرار ومؤسسات الدولة.

بوتين: الالتزام بوصايا الأمير فلاديمير

حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني، حفل افتتاح تمثال الأمير فلاديمير في موسكو.

خوف أمريكي من مشكلات "روسية"

لا تستبعد الأجهزة المسؤولة عن "حماية" الولايات المتحدة الأمريكية أن "تخلق روسيا مشكلات في يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية".

"كوزنيتسوف" تتزود بالوقود في البحر المتوسط

ذكرت تقارير إعلامية نقلا عن مصدر أمني، اليوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أن حاملة الطائرات الروسية "الأدميرال كوزنيتسوف" تزودت بالوقود من ناقلة الوقود في البحر المتوسط.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل