المحتوى الرئيسى

«الإرهاب والفاشية».. كيف وصل كتاب «هتلر» إلى الإرهابيين في سيناء؟

11/03 22:24

من الطبيعي عندما تنجح قوات الأمن في ضبط معدات ومتعلقات لإرهابيين، أن تجد كتبًا لأدبيات ما يسمى بـ"السلفية الجهادية"، مثل كتاب "معالم على الطريق" لمنظر جماعة الإخوان، سيد قطب، أو كتاب "الفريضة الغائبة" لمؤسس الجماعة الإسلامية محمد عبد السلام فرج، أو كتاب "ملة إبراهيم" لأبو محمد المقدسي.. لكن ما يثير الدهشة حقًا أن تجد معهم كتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر.3

واليوم تمكنت القوات المسلحة في سيناء من القضاء على بؤرة إرهابية، حيث قضت على 6 تكفيريين، عثرت بحوزتهم على أسلحة وذخائر وكتب، من بينها "كفاحي"!

 للتعرف على سر الأمر، يجب أن نرجع إلى الكتاب نفسه، الذي ألفه "هتلر" عام 1924، بعد "الصدمة" التي تلقاها بهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، حيث كان أحد جنود الجيش الألماني، فقد حمّل في كتابه هذا اليهود والسياسيين مسئولية الهزيمة. 

ولكن ليس فقط ما يقوله "هتلر" حول "اليهود" هو الجاذب لمعتنقي الأفكار المتطرفة والنهج التكفيري، فأيضًا حديثه حول استخدام الدعاية والإعلام، فالأول كان "فاشيًا" لا يؤمن بالتعددية، فقد سبق أن وقف "هتلر" أمام حشود ألمانية، وعندما كان مرشحًا لمنصب "المستشار"، وقال: "إن معارضيني يقولون إني إذا ما وصلت للسلطة فسوف أستأثر بها وألقي بهم في السجون.. وهذا ما سأفعله بالفعل".

هتلر تمتع برؤية توسعية، وخطاب قومي يستثير به مؤيديه، فقد كان خطيبًا مفوهًا، تحدث عن تفوق الجنس الآري، وأن "ألمانيا فوق الجميع"، وهو ما جذب عقول وأفئدة الألمان في حينها له، خصوصًا ما بعد الهزيمة المذلة في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمكن الإسقاط به على الخطاب الذي يستخدمه تنظيم داعش في حشد الشباب، فيتحدث عن التفوق، وأن دولة الخلافة "باقية وتتمدد"، وأنهم الفئة التي اسصطفاها الله لنصرة دينه.

من جانبه، ذكر الخبير في الشئون الإسلامية، ممدوح حسين، إن القوات المسلحة مستمرة في عملياتها للقضاء على فلول التكفيريين في شمال سيناء، منوهًا بأن الجيش نجح بشكل كبير في القضاء على أذرع الإرهاب، كما أنه أفشل العديد من المخططات التخريبية خلال الفترة الماضية، وأنها أفصحت عن القليل منها.

وحول العثور على كتاب "كفاحي" مع البؤرة الإرهابية اليوم، ذكر أن الإرهاب والفاشية يلتقيان في عدة نقاط، منها أنهما يستخدمان العنف والترهيب والقتل كأداة لتحقيق أهدافهما، كما أنهما يعرضان وجهة نظر واحدة، وأنهما فقط من على حق وغيرهما على باطل أو عملاء ومأجورين، كما يستثيرون النزعات القومية أو الدينية من أجل تجنيد أتباع، أقل ثقافة، لصالحهم.

في حين، كشف مصدر مطلع، أن الإرهابيين في سيناء منفصلون فكريًا عن تنظيم "داعش"، الذي ينشط في الشام والعراق، موضحًا أنه حتى ولو تقاربت الأفكار بين أدبيات التكفيريين وما جاء في "كفاحي"، إلا أن "الدواعش" لا يعترفون بأي كتب لم يستق مؤلفها معلوماته من القرآن والسنة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل