المحتوى الرئيسى

غريزلدا.. الإنجليزية التي آثرت السودان وطنا

11/03 20:41

ورغم رحيل زوجها عام 2003، فإن غريزلدا الطيب المولودة في مارس/آذار 1926، ترفض العيش بعيدا عن السودان وفاء لقصة حب بنتها في أربعينيات القرن الماضي وبلد افريقي جاءته محمولة "بسحر الشرق في حكايات ألف ليلة وليلة مطلع القرن العشرين".

وتحظى غريزلدا بخبرات جمعتها من عملها في كلية المعلمات بأم درمان التي أسست فيها قسما للفنون إلى جانب تأسيسها برنامجا للرسم بالمدارس الأولية للبنات، وقسما آخر بمدرسة الخرطوم الثانوية للبنات، قبل أن تنتقل لكلية أم درمان لتخريج معلمات المدارس الابتدائية والمدارس الوسطى.

ولا تزال غريزلدا التي درست علم الأجناس بجامعة الخرطوم أعرق الجامعات السودانية -قبل أن تنال الماجستير في الفلكلور والرسم- تعكف على الكثير من الأنشطة المجتمعية، بل تحمل حزمة أفكار تتمنى أن توفق في تحقيقها، لا سيما في المجالات الثقافية والفنية. 

وبين جدران تلمس فيها روح العلامة السوداني في منزله الذي بات بمثابة متحف صغير بضاحية بري شرق العاصمة الخرطوم، تكشف غريزلدا عن سر اختيارها البقاء بالسودان بعد رحيل زوجها، فتقول "جئت إلى السودان وعمري 25 سنة وعشت في بخت الرضا بولاية النيل الأبيض حتى العام 1974 تاريخ انتقالنا للخرطوم".

وتضيف لـالجزيرة نت "اشتغلت بالتدريس في السودان وساهمت بتأسيس بعض الكليات وتطوير التعليم الفني". وتتساءل باستغراب "كيف أترك بلدي الذي عشت فيه أكثر من سبعين سنة إلي غيره؟".

وتقول في محاولة منها للإجابة "أصبح هذا البلد جزءا مني، كونت فيه الأصحاب والصداقات الممتدة عكس إنجلترا التي ليس لي بها إلا أسرتي الصغيرة، وجودي بالسودان بات هو الأصل".

وتبدي غريزلدا فخرا بزواجها من الطيب وسفرها معه إلى البلد الأفريقي البعيد، مؤكدة أنها ستختار ذات الطريق لو أن السنوات عادت بها للوراء. وتقول "لست نادمة على زواجي من عبد الله، بل بالعكس أنا محظوظة جدا لأنني وجدته شخصا مختلفا منذ عرفته".

وتضيف مازحة "أنا محظوظة كذلك لأني تمكنت من إقناعه بالزواج مني، فما كان يريد الزواج مني بحجة أن لديه أخوات يتولى مسؤوليتهن". 

وتجد غريزلدا كثيرا من المتعة في التعايش مع كافة ضروب الثقافة السودانية، وهي تشارك في معرض الخرطوم الدولي للكتاب الذي نظم مؤخرا بمختلف إصدارات ومخطوطات البروفيسور الطيب وبعض مخطوطاتها وكتبها في علم الأجناس.

ومع عدم اهتمامها الواضح بأمور السياسة، ترى أن مستقبل السودان الواعد يكمن في الزراعة وإحياء مشروع الجزيرة، أكبر المشاريع الزراعية في السودان والوطن العربي، مبدية تحسرها على حاله الآن.

لكن ما يشغل بال غريزلدا هو أمر الثقافة والفنون التي لا تجد اهتماما على أهميتها، موضحة أن مشاركتها في معرض الخرطوم للكتاب في دورته الأخيرة أكدت لها أن الخرطوم لا تزال تقرأ "فالأطفال والكبار ما زالوا يهتمون بالكتب والمطالعة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل