المحتوى الرئيسى

الهروب من الموت.. سفن الإنقاذ تخوض سباقا بمقبرة المتوسط

11/03 14:42

خلال وجود كاميرا "العربية" على متن سفينة "الكرامة" التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود قبالة سواحل ليبيا، وبعد إنقاذ أول قارب على متنه العشرات من الساعين للهجرة إلى أوروبا، استوقفتنا قصة (أوساز) من نيجيريا الذي جازف بحياته في البحر على الرغم من أنه أول مرة يرى البحر.

لم يكن يعلم أوساز أن ركوب القارب من سواحل طرابلس الليبية على أمل الوصول إلى إيطاليا سيكون جحيما، ولكنه جازف.

وخلال تمعّنه البحر، أخبرنا أوساز أنه لم يكن خائفا من البحر، وقال "أنا جازفت بحياتي وقلت: إذا مت فقد كتب لي أن أموت، وإذا عشت فهذا قدري. أشعر الآن أنني في حلم بعد إنقاذنا في البحر، لقد تركت بلدي نيجيريا بعد وفاة والدي، لم نعد نجد عملا أو حياة آمنة هناك. أريد أن أذهب إلى أوروبا لأجد عملا جيدا".

أوساز حاله حال الكثير من المهاجرين هنا، يقفزون إلى مخاطر الموت في عرض البحر، على أمل التمتع بحياة أفضل، انتهى بهم المطاف في عرض البحر على متن قارب مطاطي صغير.

فأغلب المهاجرين من السواحل الليبية يأتون من دول إفريقية عدة، هربا من مناطق نزاعات مسلحة، أو تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في بلادهم.

يعبرون الحدود برا بالتهريب، يخوضون رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء ليصلوا إلى ليبيا مقابل مبالغ مالية للمهربين تتراوح بين ألف وألفي دولار، كما أخبرونا.

ومن سواحل طرابلس تنطلق القوارب على أمل الوصول إلى إيطاليا، وتحديدا إلى جزيرة لامبيدوزا، أو مالطا، أو سواحل جزيرة صقلية.

طبعا يستحيل على هذه القوارب الوصول، فيكون مصيرها إما الغرق، أو تجرها الرياح الشمالية الغربية شرقا إلى عرض المتوسط وتختفي، أو تنجو إن عثرت عليها سفن الإنقاذ. فأي قارب لا يمكن أن يصل إلى سواحل إيطاليا إن لم تعثر عليه سفن الإنقاذ البحري الأوروبية.

خلال سماعنا قصص مهاجرين على متن سفينة الكرامة، رن جرس الإنذار، ما يشير إلى العثور على قارب جديد.

بدأت عملية الإنقاذ من جديد كالمعتاد، ولكن هذه المرة تم جر القارب المطاطي إلى السفينة بدلا من نقل الساعين للهجرة تدريجيا عبر القوارب المطاطية التابعة لسفينة "الكرامة".

وكان اللافت خلال عملية الإنقاذ، نظرات من كانوا على متن السفينة يراقبون مشهدا كانوا هم أبطاله ساعات.

مشهد أعيد ليلا بعد عثور سفينة الكرامة على قاربين آخرين على متنهما 142 ولكن هذه المرة كان بينهم عشرات الأطفال والنساء تم نقلهم جميعا إلى سفينة اكواريوس التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود التي كانت تتواجد في نفس المنطقة آنذاك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل