المحتوى الرئيسى

"يسرا" فى حديث خاص لـ"الوفد" "احنا فى زنقة"

11/03 11:11

يسرا.. ليست فنانة عابرة فى زمن عابر.. باختيارات ذكية وأداء مختلف استطاعت أن تبنى جسوراً من الود بينها وبين الجمهور، لم تبن قصر نجوميتها بمشاهد تخجل منها أو إفيهات تؤذى الإحساس، فقد أدركت أن العمر الطويل للقيمة فقط مهما تغيرت مفردات لغة العصر.. لذا اجتهدت كثيراً من أجل البحث عن عمل فنى جيد، فهى ترى أن العمل الفنى يجب أن يحمل رسالة إيجابية وأن يساهم فى الارتقاء بالمتلقى.. وإذا سألتها عن تقييم أعمالها تبتسم وترد قائلة: فى البداية قدمت «أعمال عبيطة» تستحق الندم، ولكنى والحمد لله راضية عن 85% من أعمالى.

.. فى بداية مشوارها كانت مثل غيرها تبحث عن التواجد والانتشار وبمرور الأيام والسنوات اكتسبت من الخبرة والذكاء رصيداً كبيراً، الأمر الذى أهلها بعد ذلك لانتقاء أعمال فنية شديدة الثراء والقيمة.. تربت يسرا على سينما يوسف شاهين واكتسبت الوعى من أدب نجيب محفوظ ويوسف إدريس..

طيور الظلام، العاصفة، المهاجر، الأفوكاتو.. كلها أعمال فنية تؤكد أن يسرا.. فنانة من العيار الثقيل ولديها موهبة لا تنضب وحضور لا يغيب.

التقينا بالفنانة الكبيرة ودار معها حوار طويل حول البدايات وحال السينما ومعايير اختيار أعمالها الفنية.. وحياتها الشخصية ومهمتها كسفيرة للأمم المتحدة.. إلى نص الحوار:

- بكل تأكيد أختلف مع هذا الكلام.. الفن هو القوة الناعمة التى تؤثر وتغير فى وعى وإدراك الناس.. أكبر دليل على كلامى أن فيلماً مثل طيور الظلام الذى كتبه السيناريست الكبير وحيد حامد تنبأ بخطر الإخوان منذ سنوات طويلة ومرت الأيام وعشنا التجربة.. وهذا يعنى أن الفن قادر على التنوير ولكن بشرط أن تكون الأعمال الفنية واعية ولها هدف.

- فى البداية يجب أن يتابع الإنسان كل الأحداث العالمية والمحلية حتى يستطيع ترجمة الأفكار التى تدور حوله فى عمل فنى، ولكنى أرفض اشتغال الفنان بالسياسية.. فلا أحب عن نفسى أن أكون عضواً فى البرلمان أو وزيرة لأن الفنانة كيان قائم بذاته وقادر على توصيل رسالتها للناس من خلال عمل إبداعى سواء كان فيلماً أو مسلسلاً أو مسرحية.

- يجب أن تنظر إلى الأوضاع فى العراق وسوريا وليبيا لنعرف أننا كمصريين فى نعمة كبيرة.. صحيح «إحنا فى زنقة»، وعندنا مشاكل كثيرة فى الأسعار والصحة والتعليم، لكن بالصبر سوف يتم حل كل هذه المشاكل وسوف نخرج من عنق الزجاجة.. لا تنسى أن مصر قامت بثورتين وأمر طبيعى أن ترتبك الأوضاع، لكن أثق بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله. مصر عاشت ظروفاً صعبة كثيرة وبفضل إرادة شعبها العظيم استطاعت العبور إلى شاطئ الأمان والاستقرار.. رغم كل شىء أشعر بالرضا والتفاؤل.

- علينا أن ندرك أن أعداء مصر فى الداخل والخارج.. ولدينا ناس «فاضية» لا تعمل ولا تهتم إلا بالإثارة وتجلس على الفيس بوك والإنترنت وتحاول إثارة الناس، بالمناسبة ليس لى علاقة بالفيس بوك وأكتفى بقراءة الصحف.. وأشد ما يزعجنى هو محاولة إثارة الخلاف بين مصر والسعودية أو أى دولة عربية.. الوطن العربى جسد واحد يجب أن يلتحم ويتماسك وليس العكس.

- بكل تأكيد لست راضية عن كل أعمالى الفنية، وهذا أمر طبيعى ومنطقى فى البدايات كانت تنقصنى الخبرة ورفاهية الاختيار فقدمت أعمالاً فنية «هابلة وعبيطة» وبمرور الأيام حدث لى نضج وأصبحت قادرة على الاختيار، ولذا تغير مستوى أعمالى الفنية.. باختصار لو إنتاجى الفنى حتى هذه اللحظة 100% فأنا راضية عن 85 % منها فقط.

- الجهد والتعب.. وبالمناسبة أنا أشعر بالرضا عن حياتى وفخورة بكونى فنانة لها رصيد كبير فى وجدان الناس وسعيدة لأننى أصبحت قادرة على التأثير فى الناس بأعمالى الفنية.. إذا كنت تقصد عدم الإنجاب، فهذا الأمر قضاء وقدر.. كان من الممكن أن أكون إنسانة عادية وليس لدى أطفال.. الحياة سهلة وعلى الإنسان أن يرضى بقضاء الله وحده، وأن يجتهد ليكون فى أفضل حال.

- الحمد لله لم أشعر بالوحدة.. فأنا فخورة جداً بزوجى الذى أحبه جداً وفخورة بعائلة زوجى وأصحابى وجمهورى الذى يحاصرنى بحبه دائماً ولا يتخلى عنى.. الجمهور هو الذى يشعر الفنان بقيمته وبوجوده ولا أبالغ إذا قلت إننى محظوظة بحب الجمهور وأتمنى دائماً أن أكون عند حسن ظنه.

- الحزن مثل الفرح يحجز لنفسه مكاناً دائماً فى حياتنا.. وقد عشت حالة من الحزن بعد رحيل «خالاتى» حيث ماتت خالتى الكبرى وبعد 6 شهور لحقت بها خالتى الصغرى.. كان الأمر مؤلماً خاصة أننى مرتبطة بها إلى حد كبير.. ربنا يرحمهما.

- أنا لست مغرورة ودائماً أشعر بالرضا وأعتبر الصبر نعمة كبيرة أمتلكها..

- فى ناس كثيرة حاولت أنها تحجم موهبتى وتحبسنى فى قالب ثابت.. أردت من خلال مسلسل «فوق مستوى الشبهات» أن أثبت للجميع أننى أستطيع التنوع والاختلاف واجتهدت والحمد لله حقق المسلسل نجاحاً كبيراً فقد قدمت شخصية «رحمة» بأبعادها النفسية وبالمناسبة فى الحياة ناس كثيرة ممن تقابلها تقتلك معنوياً.. ويحاولون أن يسرقوا حلمك.. كما شاهدنا فى المسلسل.

- بالفعل هذا حدث معى.. فى ناس كثيرة حاولوا قتلى معنوياً، وحاولوا هدمى وسرقة حلمى وأخلاقياتى لكنى انتصرت عليهم.. المهم أن يتحلى الإنسان بالصبر ويتمسك بالقيم الذى تربى عليها.

- مصر فى محنة ولذا يجب أن أعترف بأن السينما فى محنة.. محنة فى الإنتاج وفى الأفكار ولو وجدت فكرة جيدة من الصعب أن تجد المنتج المتحمس لتقديم عمل مبهر فنياً.. وتلك أزمة كبيرة.

- أتمنى أن يخرج تاريخنا العظيم فى صورة أعمال فنية تعيش ولا تموت أبداً.. كليوباترا وإخناتون وأحمس ومحمد على.. أرجو أن يهتم صناع السينما بالتاريخ فهو غنى وملىء بالأحداث الغنية.. أتمنى أن يخرج فيلم إخناتون للرائع شادى عبدالسلام للنور.. مشروع عظيم وكبير لكنه حبيس الأدراج ويحتاج إمكانيات دولة حتى يخرج بشكل وصورة مبهرة.

- هذا الكلام ليس صحيحاً، الحكاية باختصار أن سفرياتى كثيرة فى حوالى 21 دولة لأنى كما يعلم الناس سفيرة نوايا حسنة فى الأمم المتحدة ودورى هو حماية الشعوب من مرض الإيدز تارة بنشر الوعى وتارة أخرى بتوفير الدواء وهذه مهمة إنسانية أنا فخورة بها جداً وأبذل مجهوداً كبيراً فيها فما أجمل أن تساهم فى شفاء مريض أو تفتيح وعى إنسان.

- فى البداية يجب أن نعترف بأن السينما المصرية تضم أسماء كثيرة ومهمة بداية من محمد كريم وبركات وصلاح أبوسيف وحسين كمال، لكل مخرج أسلوبه ورؤيته التى استطاع من خلالها أن يقدم أعمالاً تزداد قيمتها بمرور الزمن عليها.

ولكن إذا شئت المقارنة بين شاهين والطيب، فبكل تأكيد يوسف شاهين هو الأستاذ فقد أسس مدرسة فنية خاصة به ولها أعمال رائعة وقد تعلمت منه الكثير وساهم فى نضجى فنياً، يوسف شاهين علامة بارزة ومهمة فى تاريخ السينما المصرية.. وهذا الكلام لا ينتقص من موهبة المخرج عاطف الطيب فقد عملت معه وهو مساعد مخرج وكان رائعاً على المستويين المهنى والأخلاقى.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل