المحتوى الرئيسى

غير المنقول فى «مؤتمر الشباب» - 5 مشاهد

11/02 22:10

قوة أمنية ترافق أوتوبيسات المشاركين على مسافة تتجاوز 500 كيلومتر ذهاباً وإياباً، عربات مكشوفة تحت حرارة الشمس يستقلها جنود وضباط مسلحون من أجل تأمين الشباب على طول الطريق. هذه هى الرسالة الأولى التى يجب أن تكون واقعاً ملموساً دون تجاوزات أو «حالات فردية» -بحسب مسماها الرسمى- تشوه المشهد كله، الرسالة هى: «الأمن فى خدمة الشعب»، فى خدمته فقط.

وزراء ومسئولون وشخصيات عامة من مختلف المجالات، يلتزمون بأدوارهم فى طابور التفتيش والكشف الأمنى على أبواب القاعة مثل الجميع، ويسلمون هواتفهم المحمولة ويستلمون مقابلها أرقاماً بالحافظة المخصصة لكل منها مثل الجميع، ويتحركون بين المشاركين والمنظمين والعاملين أيضاً مثل الجميع دون «تهليل» ولا «زفة بلدى» ولا خطوط حمراء. هذه هى الرسالة الثانية التى يجب أن تكون واقعاً ملموساً: لا أحد فوق القانون ولا يوجد فى هذا البلد مواطن «على راسه ريشة».

كشوف بأسماء المشاركين وأماكن ومواعيد التنقل وجلسات بعناوين موضوعات محددة موزعة بين القاعات فى جدول أعمال واضح ودقيق يشرف عليه كتيبة من المرافقين والمتابعين والمنظمين كلهم من الشباب بين العشرينات والثلاثينات يبذلون قصارى جهدهم لإخراج المشهد فى أفضل صوره، الخطأ كان موجوداً فى بعض التفاصيل بلا شك، لكن الجهد كان واضحاً والمشهد التنظيمى العام كان يرقى إلى مستوى الجيد. هذه هى الرسالة الثالثة التى يجب أن تكون واقعاً ملموساً: نحن لدينا القدرة على تنظيم أنفسنا بأنفسنا، فى الشوارع والأسواق والمواصلات والهيئات الحكومية والفعاليات العامة ومدرجات كرة القدم كذلك.

رئيس الجمهورية يجلس فى مقاعد الحضور، والمتحدثون يجلسون فوق المنصة، تغيرت المعادلة إذاً ولم تعد الكلمة حكراً لمسئول. من يؤيد يؤيد، ومن ينتقد ينتقد، ومن يطرح رأياً أو طلباً أو مبادرة يطرح، على أن يلتزم بالمدة المخصصة لحديثه، الكل يستمع إلى الكل بنظام وإيجاز للوصول فى نهاية حوار جاد إلى قائمة توصيات مشتركة يقبلها الجميع، دون إهانة أو تجاوز أو مزايدة أو سيناريو معد التحضير مسبقاً. هذه هى الرسالة الرابعة التى يجب أن تكون واقعاً ملموساً: الحوار الحقيقى خير وسيلة للتوافق، والديمقراطية ممارسة وليست مواد على ورق.

خارج جلسات الحوار، يسلك كل فرد طريقه ليمارس حياته الخاصة فى أوقاته الشخصية وفق أفكاره ومعتقداته ومعاييره، فيرتدى زيه الخاص ويسير ويتكلم ويضحك أو حتى يلعب على طريقته الخاصة، يأكل ما يشاء، يقرأ ما يشاء، يجلس وحيداً أو بين زملائه وأصدقائه، هو حر ما لم يضر، وهو مستقل قائم بذاته يحدد اختياراته بحرية كاملة، وباحترام كامل لحريات الآخرين، كلنا هذا الشخص، فليس من المطلوب أن نتحول إلى نسخ مكررة أو نكون أشباهاً. هذه هى الرسالة الخامسة التى يجب أن تكون واقعاً ملموساً: التنوع مفتاح قوة أى مجتمع، والاختلاف ليس مانعاً لصناعة أرضية مشتركة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل