المحتوى الرئيسى

وفد الائتلاف السوري في ندوة الشرق: قطر نواة صلبة للثورة السورية إقليمياً ودولياً

11/02 22:06

جامعة قطر تؤجل مناظرة بعد حملة "بتويتر" ضد مشاركة د. الفاسي

صاحب السمو يترأس اجتماع المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار

بالصور.. صاحب السمو يزور معرض ميليبول قطر 2016

"الداخلية" تفتتح مركز خدمات الخور بتكلفة 27 مليون ريال

خطط وبرامج لتنفيذ توجيهات صاحب السمو أمام "الشورى"

محليات الأربعاء 02-11-2016 الساعة 10:00 م

* الشعب السوري يدفع ثمن الصراعات الدولية من دمائه

* لو فشلت الثورة السورية ستنتقل الصراعات الداخلية إلى باقي دول المنطقة

* اجتماع لوزان هدفه ملء الفراغ لحين وصول إدارة أمريكية جديدة

* هناك استياء أوروبي من تصرفات الولايات المتحدة وروسيا في الملف السوري

* ما يحدث في سوريا الآن تصفية حسابات دولية ومناورات بين روسيا وحلفائها

* فك ارتباط "النصرة" بـ"القاعدة" وتغيير اسمها وحده لا يكفي لاندماجها في الثورة

* النصرة (جبهة فتح الشام) قوة شاذة ويجب أن تتبنى أجندة وطنية سورية

* "فتح الشام" تريد إقامة دولة إسلامية بخلاف مطلب المعارضة بدولة ديمقراطية مدنية

مع اشتداد معارك الحسم العسكري للأزمة السورية وابتعاد أفق الحل السياسي، يبقى الحديث عن خيارات المعارضة متصدرا المجالس والصالونات في كل مكان، ومن هنا جاءت أهمية الزيارة التي قام بها لـ"الشرق" وفد الائتلاف السوري، وعلى رأسهم السيد أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية وخطيب بدلة وحواس عكيد، بحضور سعادة السفير نزار الحراكي سفير سوريا بالدوحة.

وتطرق الحوار بين "الشرق" ووفد الائتلاف إلى المواقف والحسابات الإقليمية التي يدفع الشعب السوري ثمنها اليوم، حيث أشاد الوفد بموقف دولة قطر تجاه الثورة السورية، والذي لم يتذبذب أو يتراجع، وأكدوا أن قطر تشكل نواة صلبة للثورة الثورية. واستعرض الوفد المواقف الدولية والإقليمية، والتي تباينت في الفترة الأخيرة وتحولت إلى تصفية حسابات في ظل وجود استياء أوروبي من مواقف كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تواصل روسيا قصف المدنيين وتهجير السكان لصالح النظام وأعوانه، فيما ترفض الولايات المتحدة تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية ومضادات الطائرات التي من شأنها تحييد سلاح الطيران في معركة الأسد ضد الشعب.

كما تطرق الحوار إلى مواقف المعارضة وأجندتها في المرحلة المقبلة، والتي ستركز على الإعلان الدستوري والأنظمة الداخلية للهيئة الانتقالية، كما تم توسيع عضوية الهيئة لتشمل سيدات وأعضاء من المجلس السوري التركماني.

وفد الائتلاف خلال ندوة الشرق

— استهل الأستاذ جابر الحرمي الندوة بالترحيب بوفد الائتلاف، شاكرا زيارتهم لـ"الشرق" وتساءل عن آخر التطورات في الداخل السوري، وأيضا ما يتعلق بالمسارات السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة؟

— أحمد رمضان: بداية نحن سعداء لتواجدنا معكم، وباسم الائتلاف السوري والهيئة السياسية نشكركم على الاستضافة، واسمحوا لي أن أتقدم بواجب العزاء في وفاة المغفور له بحول الله الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وأسأل الله القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يحمي قطر حكومة وشعبا، وفيما يخص الوضع السوري، أقول إن الأوضاع السياسية الآن في حالة تجمد، على الرغم من الحراك السياسي الذي نشهده في المنطقة، وهذا الحراك يمكن وصفه بأنه جزء من عملية المناورة السياسية التي تقوم بها الدول ضمن صراعاتها البينية من جهة، وتحقيق مصالحها الخاصة من جهة أخرى. وليس الدفع باتجاه عملية سياسية حقيقية في سوريا. ويشمل ذلك الطرفين الأكثر فاعلية وهما الولايات المتحدة وروسيا، حيث يحاولان التوصل إلى تفاهم ثنائي بعيدا عن الأطراف العربية والأوروبية.

أيضا هناك شعور بأن القدرات الإقليمية الآن للتحرك باتجاه الوضع السوري وحدود التأثير عليه باتت ضعيفة، وكل ذلك مرتبط بسياسات محددة للاعبين الرئيسيين، وهناك خشية من الجانب الروسي بأن يتصرف بشكل متهور. وربما ذلك ما يفسر لنا قرب بعض الدول من الدب الروسي دون قناعة، وإنما من باب الحفاظ على نفسها أمام تهور بوتين، باختصار ليس هناك تحرك يذكر على الواقع السياسي، وإنما مناورة واضحة بها أطراف متعددة مثل ستيفان دي ميستورا، والولايات المتحدة التي تريد إدارتها الحالية المرور بسلام حتى انتهاء فترتها، وبالتالي فالأمريكان ليسوا معنيين بتقديم تنازلات أمام الروس يمكن أن تؤثر على مصالحهم، وكل ما يقدمونه تنازلات من حساب الشعب السوري، وذلك وجدنا الروس يتحكمون في الملف بصورة مطلقة، والتحرك الوحيد الذي يذكر نجده في العراق عندما تحركت الولايات المتحدة لمنع الروس من الدخول هناك، كما كانت هناك محاولة للتدخل في اليمن، وقامت واشنطن بإغلاق الطريق أمام الدب الروسي.

وعسكريا، عندما تدخل الروس، كانوا واضحين منذ اللحظة الأولى، وهدفهم هو إقامة منطقة نفوذ تمتد من الساحل إلى غرب حلب. وتنظيفها تماما من أي مقاومة مسلحة، أو حتى تنظيفها من المكون الإيراني، ولذلك نجد أن نسبة كبيرة من الجنرالات الإيرانيين قد قتلوا في هذه المنطقة، وعندما أدرك الأمريكيون أن السلاح الذي أتي به بوتين إلى هذه المنطقة لم يكن للسيطرة على بعض المناطق في سوريا، وإنما سلاح ذو طابع استراتيجي أكبر من الوضع السوري. وقد طلبوا من معسكرات حزب الله وإيران الموجودين أن يغادروا تلك المنطقة، تلك الأحداث دفعت الولايات المتحدة إلى إنزال قوة في الشرق، وبدأت الخطة الأمريكية بالسيطرة على منطقة نفوذ من حدود الفرات إلى شرق حلب. ولذلك عندما دخل الأتراك وقالوا إنه على حزب الاتحاد الديمقراطي أن ينسحب من تلك المناطق، كانوا يقصدون فعليا الولايات المتحدة. ثم دخل الأتراك في تلك المنطقة خاصة بين جرابلس وعزازي بعمق 90 كم، وهناك محاولة لتوسعة هذا الموضوع بعد الدخول في اتجاه الرقة.

أما إيران فتتمركز بين دمشق والحدود كون حزب الله يسيطر من الجناح الثاني، وشمال دمشق أيضا بامتداد ريف حمص وريف حماه، ويحاول الإيرانيون كذلك أن يتمسكوا بتلك المناطق بصورة مطلقة. الجنوب الآن هو منطقة نفوذ إسرائيلية ولكن بغطاء آخر. وبالتالي عندما نتكلم عن المشهد لا نقول تقسيم، وإنما تقاسم نفوذ في سوريا بين كل تلك الدول، يُستخدم فيه القوة من أجل التغيير الديمغرافي لإعادة رسم الجغرافيا السياسية.

هدف الائتلاف فرض عقوبات على نظام الأسد ومحاكمته وعزله سياسياً

لا توجد أجواء تساعد على عودة المفاوضات أو استئناف العملية السياسية

روسيا أخذت منحى الحسم العسكري الذي يقوّض العملية السياسية

الهيئة العليا تركز على الإعلان الدستوري والأنظمة الداخلية للهئية الانتقالية

توسيع عضوية الهيئة لتشمل سيدات وأعضاء من المجلس السوري التركماني

بقاء الأسد في فترة انتقالية غير ممكن بعدما ارتكبه من جرائم حرب

— نفهم من هذا المشهد المعقد أن الكلمة الوحيدة الآن للميدان والمعارك على الأرض في الوقت الذي اختفت فيه العملية السياسية؟

للأسف هناك صراع كبير على المستوى الميداني في سوريا. ولكن هذا لا يعني عدم القدرة على الحسم العسكري التي لا تتوفر لأي طرف من الأطراف الآن بسبب سلسلة طويلة من التوازنات الإقليمية والدولية. فهناك توازن على مستوى الصراع الداخلي بين القوى المحلية، وتوازن على مستوى الصراع الإقليمي، وتوازن على مستوى الصراع الدولي. الروس مثلا حاول الحسم خلال عام مضى، لكنه فشل. والأمريكي لديه القدرة على تغيير مجرى المعادلة، ولكنه لا يرغب. وإقليميا حاول الإيراني حسم الصراع، لكنه فشل. ولكن الأطراف أفشلت ذلك. لقد استخدم الروس أسلحة ضخمة ومخصصة للصراعات الكبرى ومنها المحرم دوليا. ثم انه يقوم بضرب أهداف خدمية كالمدارس والمستشفيات التي حصل على إحداثياتها من الأمم المتحدة.

— الحسم العسكري غير مطروح على ما يبدو.. ولكم ماذا عن المسارات السياسية والتي كان آخرها اتفاق لوزان؟

حواس عكيد: الحقيقة تحاول الهيئة السياسية لاختراق وكسر الفيتو الروسي. ونحن في الائتلاف كنا أصحاب فكرة الحلول السياسية كون الحسم العسكري مستحيلا، فالشعب السوري هو الخاسر الوحيد كما ترون. ونستطيع القول إن ما يحدث في سوريا الآن هو تصفية حسابات دولية على الأراضي السورية، والضحية هم الأبرياء والمدنيين من أبناء الشعب السوري. ولذلك نحن ندفع دائما في اتجاه الحل السياسي، ولكن ليس أي نوع من الحلول التي تطرح بين الحين والآخر، خاصة من الجانب الروسي.

هدفنا الذي نسعى إليه هو الحل السلمي الذي يرضي الشعب السوري. وهناك تواصل دائم من شعوب الدول التي لها تأثير في القرار الدولي وتحديدا الاتحاد الأوروبي والخليج. فالسعودية على سبيل المثال طرحت فكرة الاتحاد من أجل السلام ووقعت عليها العديد من الدول لإنقاذ الشعب السوري من المذابح والأوضاع السيئة التي يكابدها. ولكننا بحاجة إلى دعم الدول الأصدقاء، لأنه ما يحدث في سوريا الآن هو استمرار للحرب الباردة بين القوى الكبيرة. والشعب السوري يدفع ثمن الصراعات الدولية من دمائه ومستقبله.

— على ذكر الأطراف الإقليمية، نجد جهود دولة قطر وتركيا لوقف معاناة الشعب السوري..وطالبت القمة الأخيرة بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والرئيس التركي بضرورة استصدار قرار دولي لوقف المجازر اليومية، ولكن المشكلة تكمن في الفيتو الروسي، وبالتالي يمكن اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما هي جهودكم في الدفع بهذا الطريق؟

— حواس عكيدة: واقع الحال يؤكد أن الإئتلاف لديه خطة مرسومة للتحرك الدولي. ونحن نتواصل مع العديد من الأطراف الفاعلة، وقد تم تسليم مذكرات قانونية لمعظم الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهناك خطة أخرى لتفعيل تحرك الجاليات السورية المتواجدة في تلك الدول عبر عقد لقاءات مع المسؤولين والبرلمانات هناك وشرح الوضع من أرض الواقع. وأيضا تحريك الرأي العام في تلك الدول. ولكن العمل السياسي وحده ليس كفيلا بإنهاء مأساة الشعب السوري. فالثورة السورية تحولت إلى ثورة مجموعة من الدول؛ لأن هناك مصالح إقليمية ودولية لكل طرف، وكل ذلك يكون على حساب الشعب السوري. وفي حال فشل الثورة السورية فإن ما يجري في سوريا مؤهل للانتقال إلى داخل تلك الدول، بما يشكل تهديدا على المنطقة برمتها.

تشكيل هيئة حاكمة لا يتيح لأحد طرفي النزاع الاحتفاظ بصلاحيات سيادية

الأسد سيحكم 29 سنة إذا قبلت المعارضة بقاءه لفترة انتقالية

النظام فقد السيطرة ..والنفوذ والمناطق التي يوجد فيها يحكمها الروس والإيرانيون

تنسيق يومي بين الجيش الحر والهيئة السياسية

أكثر من 800 مقاتل من الجيش الحر سقطوا شهداء في حلب على يد داعش

جبهة النصرة تصرفت كفرع للقاعدة وخالفت أجندة الثورة الداعية لإقامة الدولة المدنية

لا مكان في سوريا لأجندات خاصة أو لمن يريد أن يقاتل دولاً أخرى

درع الحرية للشرق تقديرا لمواقفها الداعمة للثورة

— أحمد رمضان: دعني أضيف بعض الملاحظات على هذا الكلام. نحن الآن نعمل على ثلاثة محاور بالتنسيق بين الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات وهما في المسار السياسي جزء واحد. المحور الأول هو المحكمة الجنائية الدولية، وعدم إفلات المجرمين من نظام الأسد من العقاب. والمحور الثاني تشديد العقوبات على النظام. والمحور الثالث عزل النظام سياسيا والعمل على سحب تمثيله في الأمم المتحدة أو تجميده على أقل تقدير. وبالتالي هناك برنامج سياسي أن النواة الصلبة للثورة تضم قطر والسعودية وتركيا. وهناك تنسيق كبير على كافة المستويات بين تلك الدول. ونحن مدينون لأشقائنا في قطر وتركيا والسعودية على هذا الوقوف المميز إلى جانب الشعب السوري. وهناك تحرك وفتح جبهات مع بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا.

— ولكن للأسف بعض هذه الدول غابت عن اجتماع لوزان وشاهدنا حضور بعض الدول المنحازة لنظام بشار..ما تعليقك؟

— لوزان كان محاولة لحلحلة الوضع. وليس مؤتمرا لدعم الشعب السوري دوليا. وكان الاجتماع بدعوة من الولايات المتحدة. ووجهت الدعوة إلى الدول التي لها تأثير على الأرض، بهدف الوصول إلى تصنيف موحد حول الجماعات المسلحة.

*عفوا.. ولكننا وجدنا أن هناك إصراراً إيرانياً على وجود وزير خارجية مصر.. كيف ذلك؟

** كانت هذه المحاولة من إيران إدراكا منها أن اجتماع لوزان لن ينتج عنه شيء. القصة كلها لملء فراغ لحين تواجد إدارة أمريكية جديدة في الثامن من نوفمبر. وبالتالي الهدف هو تسجيل نقاط إعلامية ليس أكثر. والحقيقة أن هناك استياء أوروبيا من انفراد الولايات المتحدة وروسيا بالملف السوري. ومن التعامل الأمريكي المهادن سياسيا ولذلك بدأت تحركات فرنسية بريطانية ألمانية للضغط على الروس في أكثر من محور.

* لكن ثلثا الآلية التي تحدثتم عنها قد تبدو غير ذات جدوى فالعقوبات على النظام غير ذات جدوى فالنظام غير معزول تماما في ظل وجود دعم روسي صيني وهندي وهناك اتساع للرقعة الجغرافية لأنصاره وهناك محاور تتشكل ضد الثوار تسعى لتعويم النظام وليس عزله، فما هي خطة المعارضة وطرحها على المستوى الدولي خاصة وان هناك من يقول انه لو أجريت انتخابات في سوريا سوف يفوز النظام بدون الحاجة إلى تزوير بسبب ضعف المعارضة وتشتتها؟

**الخطيب بدلة: لدي ملاحظة على الفيتو الأخير في مجلس الأمن فقد أخذته روسيا منفردة بدون الصين وهذا مؤشر جديد فالأربعة فيتوهات السابقة كانت الصين مع روسيا. وقبل الفيتو كانت أعلنت أمريكا وقف التواصل مع روسيا وأغلقت كل الآفاق ومن هنا كان لوزان بعد أن شعرت روسيا أنها في موقف صعب وعزلة. أما العقوبات فهي على المدى القصير لا تؤثر على أي دولة ولا تنهي قضية أما مقولة إن النظام سيفوز في أي انتخابات حتى لو كانت ديمقراطية فالأسد سينجح حتما ليس لأنها ديمقراطية لكنها مستحيل أن تجرى.

أحمد رمضان: في موضوع العقوبات أقول إنها مؤثرة، صحيح أنها لم توضع لدفع النظام نحو الانهيار ولكن لتعديل سياسات النظم فقد أدت إلى تعديل سياسة إيران وكوبا وكوريا الشمالية وأضعفت العراق وحتى النظام السوري فهي أضعفت قدرات النظام ونحن نطالب بالعقوبات على كل داعمي النظام بما في ذلك روسيا.

*هل أنتم كائتلاف ضد فكرة بقاء الأسد كمرحلة انتقالية؟

** أحمد رمضان: بقاء بشار الأسد في فترة انتقالية ولو لساعة واحدة غير ممكن فهو ارتكب جرائم حرب ومرفوض أخلاقيا وسياسيا ولم يطرح على أي مستوى من المستويات إمكانية أن يبقى ولو لساعة واحدة، والمفاوضات بيننا وبين النظام عندما تشكل هيئة حاكمة بالتراضي لايجوز أن يكون أحد طرفي النزاع يحتفظ بصلاحيات سيادية بعد تشكيل جسم نابع من الطرفين هي الرئاسة في فترة انتقالية وهذا يخل ببيان جنيف وقرارات مجلس الأمن.

* الأسد انتهى ولكن المعارضة تستطيع أن تضمن نهايته طالما أحسنت استخدام ملف العقوبات لكن إلى أي مدى المعارضة مستعدة للتعامل بشكل براجماتي مع الواقع الحالي لأن الأزمة تطول والميدان يشتعل والشعب ينزف؟

**الخطيب بدلة: النظام بدأ من أول الثورة يقدم رشاوى للشعب والهدف هو البقاء في السلطة ومن ثم أن يفعل كما فعل أبوه في الثمانينيات فليس من قبيل قلة البراجماتية عند المعارضة ولكن لا توجد ضمانات برحيله وإذا ترشح لا يمكن أن يمنعه أحد من الترشح والنجاح وبدلا من الـ21 سنة سيبقى للأبد وإذا حددت الفترة الرئاسية بـ 8 سنوات سيبقى إذن 29 سنة في الحكم إذا قبلنا وجوده لفترة انتقالية وهي لا تعني تنازل في المفاوضات ولكنها تعني تنازلا عن الثورة.

أحمد رمضان: إذا استخدمنا تعبير البراجماتية فان ذلك يتمثل في 3 جوانب أولاً قبول المعارضة مبدأ المفاوضات فهو جزء من الواقعية وليس الحسم العسكري، والثانية قبول المعارضة قرارات مجلس الأمن والطرف المقابل لم يقبل بها وعمل على تقويضها. والنقطة الثالثة هي قبول فكرة الهيئة الحاكمة التي تتم بالتراضي والمناصفة بين المعارضة والنظام فالمعارضة لم تعمل على مبدأ إلغاء الطرف الآخر كليا لكن لا يمكن وصف الواقعية بأنها قبول الطرف الذي يرتكب جرائم حرب أو كل من تلطخت أياديهم بدم الشعب السوري. وقد وضعنا نظام العدالة الانتقالية التي تتيح إلا تتوسع الدائرة لتشمل قطاعات واسعة نتيجة طول الصراع.

**حواس عكيد: النظام أثبت انه يمثل نفسه وأثبت فشله فالنظام الذي يقتل شعبه ويهجره النظام الذي خرج شعبه بالملايين ينادي بإسقاطه وملايين السوريين مهجرون اليوم خارج سوريا وداخلها وهناك مناطق تقسيم نفوذ موجودة لكن لاتوجد مناطق نفوذ للنظام بشكل عملي داخل سوريا والمناطق التي يوجد فيها النظام عمليا يحكمها الروس والإيرانيون، فلا شيء له في سوريا فكيف له أن يترشح أو يدير؟

كل ضحايا الروس من المدنيين والجيش السوري الحر ولم يقتلوا قيادياً داعشياً واحداً

قدمنا شكوى للجامعة العربية ضد حكومة العبادي لإرساله الحشد الشعبي إلى سوريا

18 ألف مقاتل من فصائل الحشد الشعبي في حلب

واشنطن تمنع تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية ومضادات الطائرات

مصر تضحي بعلاقاتها مع محيطها العربي لصالح الاقتراب من إيران

سلمنا كلينتون ملفاً كاملاً عن مرحلة ما بعد رحيل النظام لكنهم لم يتجابوا بذرائع واهية

درع الائتلاف للشرق تقديرا لمواقفها

*هل أنتم لديكم القرار العسكري كائتلاف أم أن الجناح العسكري يعمل بمعزل عن الهيئة السياسية؟

**حواس عكيد: ربما لاحظتم انه في البيان الأخير الذي صدر باسم الائتلاف والجيش الحر ورؤيتهم بالنسبة للواقع الميداني هناك تنسيق بين الائتلاف الوطني والجيش الحر بشكل مستمر وتنسيق حول ما يحدث على الأرض وتوحيد الرؤية تجاه ما يحدث دوليا.

أحمد رمضان: الائتلاف أحد مكوناته الرئيسية القوة العسكرية هناك 12 عضوا من أعضاء الائتلاف ممثلون للقوة العسكرية وهناك ممثلون للقوة العسكرية موجودون في الهيئة العليا للتفاوض ونحن ننتج الموقف السياسي بصورة مشتركة وفق ما يقتضيه الحال وتجرى مباحثات دورية بين الهيئة السياسية وممثلي القوة العسكرية.

*لكن ماذا عن الموقف من جبهة فتح الشام حيث يعتبرها البعض كيانا إرهابيا فما هي وجهة نظر الهيئة السياسية تجاهها؟

**أحمد رمضان: نحن وقفنا منذ اليوم الأول ضد الإرهاب العابر للحدود بكل أشكاله ويشمل ذلك القاعدة التي لاتمثل أجندتها أجندة الثورة السورية بأي شكل من الأشكال ويشمل ذلك تنظيم داعش وحدثت مواجهات بين الجيش السوري الحر وتنظيم داعش قبل أن يصنف إرهابيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها واستشهد في حلب على سبيل المثال أكثر من 800 مقاتل من الجيش السوري الحر في مواجهات مع داعش التي أخرجت من حلب في 2013 قبل أن تصنف إرهابيا لدى الجانب الأمريكي وكانت هناك مشكلة بين القوى العسكرية والسياسية حول جبهة النصرة التي بايعت القاعدة وتصرفت على أنها فرع من القاعدة وهو لا يمثل أجندة الثورة السورية القائمة على الحرية والكرامة والعدالة لجميع السوريين على أن تكون هناك دولة ديمقراطية مدنية فلا مكان في سوريا لأجندات خاصة أو لمن يريد أن يقاتل دولا أخرى على الأرض السورية.

وللاسف لم تقم جبهة النصرة بأي خطوة في الوقت المناسب وجاءت خطواتها متأخرة ولم تف بالمتطلبات ولم تقم بالتعديلات الكافية على الأجندة التي تحملها فيجب أن تتبنى أجندة وطنية سورية وتنصهر في الإطار الوطني ولا تكتفي بتغيير اسمها فهي عندما غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام انسلخ عنها أكثر من 11 قياديا أساسيا وأكثر من 250 مقاتلا لم يوافقوا على هذه الخطوة. والسياسات الخاطئة لهذا التنظيم أتاحت الفرصة للقوى الكبرى لتتخذها ذريعة للإساءة للثورة. فالروس ليس هدفهم فتح الشام فقط فعلى مدار سنة تحديناهم أن يأتوا باسم أي قيادي واحد من داعش قتلته القوات الروسية فكل ضحاياهم من المدنيين والجيش السوري الحر والمؤسسات الخدمية والطبية.

**الخطيب بدلة: الجبهة لم تقبل أن تتبنى شعارات الثورة مثل بقية الفصائل الـ 108 التي وقعت تفويضا للسيد رياض حجاب للتفاوض باسمهم، والخطوة الوحيدة أنهم فكوا الارتباط وغيروا اسمهم وهذا لايقنعنا نحن في المعارضة قبل الآخرين أمريكا أو روسيا فإذا انتصرت الثورة وجئنا لإقامة نموذج حكم في سوريا فعدد كبير من قوى المعارضة مع دولة مدنية لكنهم نادوا بالدولة الإسلامية فهم قوة شاذة ليست ثورية.

*إذن فك الارتباط لا يكفي؟

أحمد رمضان: فك الارتباط دون تبني أجندة الثورة يجعلني عرضة لأجندات خاصة وأنا عندما أتحدث عن إرهاب لا أتحدث عن داعش فقط ولكن أتحدث عن الشق النظام الذي يرعاه النظام وإيران فيهم كم هائل من قوات الحشد الشعبي العراقية.

**لماذا لا يتم الحديث عن هؤلاء الطائفيين والتركيز فقط على داعش والنصرة، والطائفييون أكثر إجراماً من الآخرين؟

**أحمد رمضان: نحن الآن لدينا شكوى لدى الجامعة العربية ضد حكومة العبادي العراقية فيما يتعلق بإرسال فصائل الحشد الشعبي إلى سوريا للقتال في حلب وهو يزعم أن فصائل الحشد الشعبي أبو الفضل العباس وحزب الله والنجباء وغيرهم 13 فصيلا تابعا للحشد الشعبي يقاتل في سوريا ويعتبرها في العراق جزءا من المؤسسة العسكرية وتعكس تدخل حكومة العبادي في الصراع في الأزمة بينما هو يثير أزمة في الجامعة ضد الحامية التركية.

* ماذا عن الاستحقاقات القادمة للهيئة العليا للتفاوض وأولياتهم في المرحلة القادمة؟

** أحمد رمضان: الهيئة طرحت الإطار التنفيذي للعملية السياسية لديه، وجرى التحدث عنه في لندن ونيويورك، هناك عملية توافق بشأن الهيئة العليا للمفاوضات، لكننا نشاطر الدول الصديقة الآن بأنه لا توجد نية تساعد على عودة المفاوضات أواستئناف العملية السياسية لأن روسيا بدأت تأخذ منحى الحسم العسكري الذي يقوض العملية السياسية وبدأت تدمر البنية التفاوضية التي تساعد على العودة للمفاوضات، على الأقل غير مطروحة حتى نهاية السنة على الرغم مما نسمعه من حراك.

هناك الآن تركيز لدى الهيئة العليا على انجاز الملفات الخاصة بها بما يتعلق بالإعلان الدستوري، والأنظمة الداخلية للهيئة الحاكمة الانتقالية، والعقد الاجتماعي، بالإضافة إلى أن الائتلاف أجرى عملية توسعة تتعلق بالمكون النسائي، وأضاف عشرة أعضاء من النساء لعضوية الائتلاف وهي مقدمة لإضافة سيدات أخريات، وأضيف المجلس السوري التركماني بتسعة أعضاء، وهناك إعادة نظر بتعديلات النظام الأساسي كفترة الرئاسة التي أصبحت سنة بدل من ستة أشهر ابتداء من الدورة القادمة، وهناك مفاوضات مع القوى العسكرية لتعديل تمثيلها على مستوى الائتلاف بالإضافة إلى تنشيط جسم الائتلاف على المستوى السياسي والإعلامي.

*هل هناك وعود حقيقية بدعم عسكري فعلي من الدول الإقليمية والحليفة والصديقة؟

** أحمد رمضان: أستطيع أن أؤكد لك أن هناك وعودا والتزامات بدعم عسكري لكن الذي يمنع السلاح النوعي بدرجة رئيسية وخاصة السلاح المضاد للطيران والدروع هو الفيتو الأمريكي، فواشنطن تتحمل مسؤولية منع حصول الثوار على الأسلحة التي يمكن أن تردع وتحمي المدنيين ولا تغير مجرى المعركة، فكما لاحظتم دخول الأتراك كان بهدف توفير منطقة آمنة التي ستوفر لمليوني سوري الأمان داخل الأراضي السورية ، فلا يوجد شبر في سوريا لم يقصف.

نرشح لك

أهم أخبار الحمل

Comments

عاجل