المحتوى الرئيسى

«أبوالغيط» يحرث فى النهر!

11/02 19:10

أكثر من مائة يوم مرت على وصول أحمد أبوالغيط إلى امانة الجامعة العربية، استلم مهام منصبة فى يوليو الماضى خلفا لنبيل العربى بعد معركة دبلوماسية غير مسبوقة لعبت فيها قطر دورا سلبيا أرادت أن تعيق حالة التوافق العربى حول المرشح المصرى بعد جلوس أبوالغيط على كرسى عمرو موسى وعبدالرحمن باشا عزام ودبلوماسيين كبار.. انتظرت الأوساط السياسية والدبلوماسية أن يلعب أبوالغيط دورا محوريا يحدث نقلة نوعية فى الجامعة العربية التى تتهاوى بفعل الأزمات العربية التى تتوالى ويدفع شعوبها ثمن أخطاء لم يكن لهم يد فيها سوى أن هويتهم مكتوب بها كلمة عربى.

مائة يوم مرت ولم يحدث اى جديد بالجامعة العربية ولم يتغير شىء فى المشهد اكثر من أن امين عام رحل وترك مكتبة وجاء آخر ليجلس على نفس المكتب محدثا تغيرا فى هيئة المكتب والامانة العامة، وجاء برجاله من الخارجية الذين خرجوا معه عندما خرج من الوزارة بعد أن اطاحت به ثورة يناير، وظل قابعا فى بيته بحى الزمالك الراقى إلى أن اصبح امينا للجامعة..

بعد أيام من تولى ابوالغيط منصبه الجديد كانت الجامعة العربية على موعد مع حدث مهم يتمثل فى انعقاد القمة العربية التى رفضت المغرب أن تنظمها لقناعتها بأن الفشل سوف يكون فى انتظار نتائجها، وتسلمت موريتانيا مسئولية تنظيم القمة بدلا من المغرب بسبب ترتيبها الهجائى وفقا لميثاق الجامعة، وعقدت القمة فى نواكشوط، وصدقت تنبؤات المغرب ولم تستطع القمة لفت الانتباه بسبب مقاطعة الرئيس المصرى وملك السعودية والاردن والرئيس الفلسطينى لوفاة شقيقه قبل ايام من انعقاد القمة فجاءت القمة باهتة فى حضورها وفى نتائجها ولم يستطع أبوالغيط الاستفادة منها ولم يستطع اقناع الرؤساء الذين تغيبوا لكى يحضروا لذا جاءت كغيرها من القمم التى لم تحدث اى تغيير فى المشهد العربى المتأزم والمرتبك وضاعت فرصة مهمة لأبوالغيط ليحدث تغييرا حقيقيا الشعوب العربية فى امس الحاجة إليه.. على صعيد القضية الفلسطينية حاول أبوالغيط حلحلة القضية ودفع عملية السلام للإمام باستئناف المفاوضات المتوقفة من سنوات ورغم أن أبوالغيط التقى بوزير الخارجية الفرنسى على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وناقش معه المبادرة الفرنسية لدفع عملية السلام من جديد ويؤيد ابوالغيط المبادة الفرنسية، ولكن فى إطار المرجعيات العربية وقرارات مجلس الامن والمبادرة العربية ورغم علاقات التى كونها مع الإسرائيليين عندما كان وزيرا للخارجية الا أنه لم يستطع استثمار هذه العلاقة ويقنع اسرائيل بالعودة إلى مسار المفاوضات من جديد وفى ملف اليمن مازالت الأزمة مستمرة والجامعة لا تلعب دورا مؤثرًا في مواجهتها وتركتها إلى الأمم المتحدة التى عينت مبعوثا دوليا وهو اسماعيل ولد الشيخ الذى حاول جاهدا إيجاد تسوية سياسية بين اطراف النزاع فى غيبة الجامعة العربية رغم مطالبة الامين العام للجامعة العربية المجتمع الدولى أن تلعب الجامعة دورا أكبر فى اليمن، ولم يجد استجابة من الامم المتحدة وظل الملف اليمنى امميًا لا تتدخل فيه الجامعة

 وما حدث مع اليمن يحدث مع ملف سوريا لا نجد للجامعة العربية أى دور واضح فى حل الأزمة المأساوية هناك رغم كونها أزمة عربية عربية وانتقل الملف برمته إلى دى مستورا المبعوث الأممى فى تجاهل واضح للجامعة العربية ولم تقم الجامعة بأى دور محورى فى الصراع الدائر ويدفع ثمنه الشعب السورى المشرد لدرجة أن أبوالغيط أعرب أكثر من مرة عن اندهاشه لاستبعاده من المفاوضات الدائرة بين المعارضة السورية ونظام بشار وفى المشهد الليبى الملتهب اعرب ابوالغيط عن دهشته لعدم دعوة الجامعة العربية إلى اجتماع باريس بشأن الوضع الليبى رغم أن اتفاق الصخيرات فى مادة 85 نص على قيام حكومة الوفاق الوطنى بالتعاون مع الأمم المتحدة والجامعة العربية فى تنظيم مؤتمر دولى لحشد الدعم وتنسيق المساعدة الدولية لليبيا فى مختلف مجالات بناء القدرات والحكم الرشيد ومكافحة الإرهاب.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل