المحتوى الرئيسى

المغرب.. مظاهرات من رائحة «بو عزيزي» تكسر هدوء 5 سنوات

11/01 15:29

جريمة من رائحة مقتل التونسي محمد بو عزيزي التي أشعلت الانتفاضات العربية في 2011، تحدث في المغرب حاليا، بعد مقتل بائع سمك في مدينة الحسيمة.

وانتفض الآلاف في المغرب وخصوصا في الحسيمة احتجاجا على مقتل الشاب محسن فكري، ورفعوا هتافات تندد بالفسادين وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن مقتله، فيما كان الملك محمد السادس في جولة إفريقية.

ونادرا ما تظهر الاحتجاجات في المملكة الهادئة، فآخر تظاهرات كانت في العام 2011 بتأثير من الانتفاضات العربية، وطالب المحتجون وقتها بإصلاحات سياسية، في البلد التي يحكمها الملك بسلطات شبه مطلقة.

ومثلت واقعة مقتل محسن فكري كسرا للهدوء المغربي، فيما شبه كثيرون الحادث بواقعة المواطن التونسي محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة عربة خضار كان يكسب قوته منها.

هو شاب مغربي لم يكمل تعليمه، من مواليد 1985، من عائلة ريفية فقيرة، من بين 10 أبناء لمدرس بسيط وسيدة أمية، ظل طوال عمره يعاني الفقر وضيق العيش.

لم يكمل محسن تعليمه وتوقف عند الصف التاسع الإعدادي، وكان ذلك لظروف مادية، واشتغل في البداية في الأسواق بائعا للتوابل ثم في بيع الأواني البلاستيكية ثم قرر أن يدرس في "معهد تكنولوجيا الصيد البحري"، وبعد حصوله على الشهادة من المعهد  عمل في ميناء الحسيمة بحارا لكنه لم يستمر في هذه المهن سوى سنة واحدة نظرا للظروف الصعبة في هذا المجال.

بعد ذلك قرر أن يعمل في النقل فاقترض مبلغا لشراء عربة، واستخدمها لنقل الأسماك والخضروات والأشخاص والحلويات. غلى أن قرر بيع الأسماك بجانب نقلها، ولقي معوقات كثيرة بسبب تضييق الشرطة المغربية على مجال نقل الأسماك وهو ما أودى بحياته في النهاية.

ففي ممساء الجمعة كان قد اشترى شحنة من سمك "أبو سيف"، المحظور هذه السنة في المغرب، لبيعها في مدينة الحسيمة لكن الشرطة استوقفته وقررت مصادرة الأسماك وإتلافها، فقفز إلى عربة القمامة لمنع ذلك، لكن مقصلة العربة طحنته لتنتشر هذه الصورة على نطاق واسع.

آلاف خرجوا في الحسيمة احتجاجا على الحادث، وبحسب "رويترز" قال حسين المرابط أحد منظمي الاحتجاجات إنهم سيستمرون لحين معاقبة كل المسؤولين عن الجريمة، مطالبا بضمانات بعدم حدوث ذلك مرة أخرى وتطهير الإدارات المحلية من الفاسدين.

كما شهدت العاصمة الرباط وبلدان مغربية أخرى احتجاجات على مقتل محسن، واتهم النشطاء الشرطة مباشرة بقتل الشاب، فيما رجحت النيابة العامة أن القتل غير متعمد.

وأحرق متظاهرون صورة لرئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، ونددوا بصمته على الحادث، وذلك وسط ساحة محمد السادس بالحسيمة. ويبدو أن الحادث سيكون شؤما على رئيس الوزراء المغربي، لأن مقتل فكري جر عليه انتقادات كانت في صدور المغاربة.

كان ذلك عام 2011، في 20 فبراير، عندما خرجت مظاهرات متأثرة بما حدث في تونس ومصر للمطالبة بإصلاحيات سياسية واقتصادية.

ولتخصت المطالب وقتها في إقرار دستور ديمقراطي، وحل الحكومة والبرلمان (وقتها) ، وتشكيل حكومة مؤقتة، وإقرار قضاء مستقل، ومحاكمة المتورطين في الفساد، ووضع حد للبطالة خاصة بين حاملي الشهادات العليا. كما طالبت بالاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وندد المشاركون في المظاهرات بانتهاكات الحقوق، وأعمال التعذيب من قبل الأجهزة الأمنية، ووجود السجون السرية.

وجرى احتواء هذه المظاهرات إذ أعلن الملك محمد السادس تشكيل لجنة لتعديل الدستور ووعد بأن يعطي مكانة أكثر للأمازيغية وتوسيع مجال الحريات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل