المحتوى الرئيسى

يوميات بينلوبي المصرية | المصري اليوم

10/31 22:49

فى ديسمبرعام 2008 أصدرت كبيرة محررات نيويورك تايمز دانا كيندى الحاصلة على جائزة بوليترز كتابها: «يوميات إلى جوردان- قصة الحب والشرف» الذى تصدر بعد صدوره بأسابيع قليلة المركز الأول فى قائمة أكثر الكتب مبيعا، واستضافتها أوبرا وينفرى فى برنامجها لتتحدث عن قصة الكتاب، فتحدثت عن خطيبها الرقيب أول تشارلز مونرو كينج، الذى ذهب ليقاتل فى العراق عام 2005 ضمن قوات الجيش الأمريكى، حينذاك كانت حاملا فى ابنهما جوردان، لم تطلب دانا من تشارلز سوى شىء واحد وهى تودعه أن يكتب لابنهما يومياته، وقد كان. ظل تشارلز يكتب يوميا لجوردان الصغير، الذى لم يكن حاضرا ولادته، كأنه يحدثه عن الحاضر ويحلم معه بالمستقبل، حتى قتل على إثر انفجار عبوة ناسفة فى العراق فى أكتوبر 2006، وحين سلم الجيش متعلقات تشارلز لدانا كان من بينها دفتر صغير يحتوى يوميات تشارلز إلى جوردان وصل عدد صفحاته إلى مائتى صفحة، هذه الرسائل كانت ميراث تشارلز لطفله الصغير. كانت الصدمة مزلزلة.. أرملة حزينة، وطفل يتيم، استجمعت دانا شتات نفسها، بعد أكثر من عامين قررت أن تجمع رسائل تشارلز بين دفتى كتاب، بعد أن أضافت إليها رسائلها إلى ابنها الذى تحدثه فيها عن أبيه الراحل، وقصة حبهما، تحول الكتاب لقطعة من روح الوالدين يقدمانها للصغير جوردان، بكت أمريكا تأثرا، فالكتاب كان نسيجا رقيقا من الحب والشجن والأحزان النبيلة.

مها المكاوى زوجة وأم مصرية، اختفى زوجها أشرف شحاتة قسرياً، وترك مكانه لغزا وفراغا في العائلة الصغيرة، لكن الزوجة لم تستلم لغياب الزوج، عاشت في رحلة بحث، وكل صباح تخاطبه وتوجه له الرسائل، مها ليست كاتبة محترفة مثل "دانا" ولم تفكر في نشر يومياتها في كتاب، لكنها تستخدمها كلغة حب يومية، تناجي بها الزوج الغائب، وتؤكد تصميمها على عدم إهمال قضيته، كل صباح تكتب مها رسالة لأشرف بصدق وبساطة على صفحتها في "فيس بوك" وتشاركها على صفحة أشرف حتى لا تتحول إلى صفحة مهملة ومهجورة، إنه الحاضر رغم الغياب.

اخترت عددا من رسائل مها لأشرف، لأشاركها قضيتها، ولأشارككم قيمة الوفاء والحب:

* يحسدونني على الصبر.. فلو لم نكن على يقين من عطايا الله ما كنا من أهل الصبر.

* أخشى أن يدركني الموت قبل أن أراك.. نفسي أسمع صوتك جدا.

* سأسلك طريقك، ولو كنت وحدي، من معه الله يملك الدنيا، قلبي بيقول لي: اصبري هانت.

* دي صورة «مها» قبل ما تتم سنه مع أبوها (أشرف)، كان فرحان بيها، اسمها مها برضو، كان نفسه يفرح بيها، وهي ما شاء الله بقت أطول مننا، افرحوا بولادكم وادعولنا أشرف يرجع يفرح بولاده.

* طيب أقول تاني وأوضح للمرة المليون: لما باتكلم عن قضية جوزي، مش طالعة أهاجم نظام، ولا أطالب بإسقاط حكم، ولو حتى عملت ده، أظن من حقي.. أنا شغلي الشاغل قضية أشرف، ماعنديش حاجه تانية أعملها، لحد ما يخرج ويبقى وسطنا.

* يوما ما سيرزقنا الله صباحا جميلا، بصوتك الشجي، صباحك عدل من صاحب العدل يا أشرف.

* أعترف بإحساسي بالعجز، لأني مش قادرة أعمل حاجة لأشرف، غير إني أشجب وأندد وأدعي على الظلمة.. عملت اضرابات لمدد متفاوتة؟!.. وإيه يعني ما أنا عايشة، عملت بلاغات وتلغرافات ومؤتمرات ولقاءات صحفية وتليفزيونية؟!، بس للأسف مافيش مسؤول محترم قادر يرد عليّ، لكن تجاهلهم دا بيزيدني إصرارا على الاستمرار، وأنه عندهم مهما كانت تبريراتهم الهبلة. أنا آسفة يا أشرف في ناس بتحاول تهد فيَّ وتوقعني من حفرة لدحديرة، وتشغلني عن قضيتك، أنا بصراحة مهدودة ومقهورة، بس مش يائسة ولا هايأس إطلاقا.. انتوا ونس وسند مع أهلي وولادي، والفضفضة معاكم بتريحني.

* حالنا مش أحسن من حالك كتير يا أشرف، إنت في سجن جوه انفرادي، وإحنا في سجن أكبر مع وحوش.. إنت ممنوع عنك كل حاجة ولوحدك، وإحنا حوالينا كل حاجة تنهش فينا، بس إنت عارف ومتأكد إني مش هاسيب حقك، وهاترجع تنور بيتك وتفرح بولادك، ادعي معانا ربنا يحفظك وينجيك، بحوله وقوته.. الله غالب ومنتقم.

* وحشني صوتك والكلام الحلو بنا.. معلقة معايا الغنوة دي، وسامعة صوت أشرف قوي.. يارب إنت الكريم.

* لو خيروني، لاخترت عشقك مرات ومرات، ولو أجبروني سأظل أعشقك حتى الممات.. دي رسالة قديمة من أشرف يا إخوانا والله.

نرشح لك

Comments

عاجل