المحتوى الرئيسى

أحمد صبيح يكتب: هل كل ما تعرفه عن المجتمع الأمريكي صحيح؟ | ساسة بوست

10/31 22:07

منذ 1 دقيقة، 31 أكتوبر,2016

«الفن مرآة الشعوب»، لا أعرف صراحة من أتى بهذه المقولة إلى العالم، لكن بكل تأكيد أن مرآة الفن مكسورة، فهي غالبا تعطي صورة خاطئة أو مغلوطة عن الصورة الحقيقية سواء في بلادنا أو حتى السينما الأمريكية، فصورة السائح الخواجه برميل فلوس أتى إلى هنا ليعود بلاده فارغ البرميل، وصورة المواطن الأمريكي الخارق محارب الإرهابيين واللصوص وأحيانا الديناصورات، هي صور خاطئة جميعها، الصورة الذهني للمواطن الأمريكي والمجتمع الأمريكي في السينما مختلفة بشكل كبير عن صورة الواقع.

قرأت مرة أن 67% من الشباب الأمريكي لا يعرف أين هي العراق التي يغزونها، وأول شيء طرأ إلى ذهني هل هم بهذا الجهل والتخلف، إذا كيف تقود هذه الدولة الجاهلة وهذا المجتمع العالم، وظل هذا المجتمع الأمريكي بالنسبه لي مجهولا وأحتفظ فقط بالصورة السينمائية عنه حتى قرأت عنهم وصحتت معلوماتي وأحببت أن أشاركك ما قرأت وعرفت.

الولايات المتحدة.. عالم داخل العالم

حين تسكن في ثالث أكبر دولة من حيث المساحة، تقريبا 10 أضعاف مساحة مصر، فأنت تعيش في عالم خاص بك، دولة شبه منفصلة عن العالم فعليا، فعلاقات الشعب الأمريكي تقتصر على كندا شمالا والمكسيك جنوبا، وهذا يفسر عدم اهتمام جزء كبير من المجتمع بما يدور حول العالم، فبالنسبة إليهم أمريكا هي عالمهم الوحيد، يعتزون جدا بكونهم أمريكيين لا يطلقون النكات على بلدهم ولا يقبلون منك أن تسخر من بلادهم، ورغم حديثنا عنهم أنهم أحفاد المساجين الإنجليز وأحفاد العبيد الأفارقة، إلا أن نظرتهم لأنفسهم كمجتمع مناضل ناضل ضد حكم وسلطة بريطانيا حتى نالوا حريتهم، نظرتهم لأنفسهم أنهم أحرار وأقوياء.

أن يأتي يوم الجمعة وأنت تستعد لرحلة التسوق ذات السبع ساعات ماشيا وراء زوجتك أو جريا وراء أطفالك في الشارع أو في المول، تشتري القائمة الطويلة التي أعدتها، هذه الثقافة محروم منها الأمريكيون للأسف، فقد تجاوزوا هذه المرحلة وعند احتياجك لأي شيء فالإنترنت أقرب وأسهل إليك، وأنت بالبيجامة على الكنبة الأمريكية، تطلب ما تريده سواء كان خضارًا أو ملابس أو أثاثًا من هاتفك المحمول أو من اللاب توب، يأتيك في موعد محدد تختاره وتكاليف توصيل مجانية أو شبه مجانية وأسعار تناسب كافة المستويات، ومع وجود مثل هذا السوق الإلكتروني في بلادنا لكنه لم ينتشر لسوء المواقع وقلة منتجاتها وغلاء أسعارها عن سعر السوق و«ثقالة» تعاملها أحيانا أو لأنها ثقافة محرومون منها، مثلما حرم الأمريكون من «شوبينج الجمعة».

الساعه الـ 10 صباحا يوم 1 في الشهر يصطف الموظفون أمام الموظف المفضل لديهم موظف الخزينة ليجمع كل منهم ما فعله خلال الشهر ويقبض راتبه، هذا الطابور أيضا محروم منه المجتمع الأمريكي، فالبطاقة الائتمانية أو البطاقه البنكية هي كل شيء، فراتبك يُحول إليها و كل فواتيرك ومشترياتك ومواصلاتك يمكنك أن تدفعها ببطاقتك البنكية، لا تحتاج أن تحمل نقودًا أبدا في محفظتك، أو لا تحتاج لتحمل محفظة من الأساس، لا يعيشون مغامرة الميكروباصات الملتصقة على الدائري لينادي السائق «فكة 5 فضية يا أسطى»، كم الأمريكان مساكين ومحرومون.

ربما يخيب أملك من كلمتي هذه لكن الجنس اللطيف في الولايات المتحدة ليس كما تتخيله أو كما تراه  في الأفلام فهم لا يضاجعوا كل من يقابلهم، التعري لا يكون بهذه الطريقة الفجة التي تظنها غير صحيحة بالمرة – التعري ليس مقصود بيه الميني جيب والبكيني كمجتمعنا، التعري هو … افهمها أنت – ثقافتهم مختلفة عنا فهم محافظون في وجهة نظرهم «إباحيون» بالنسبة لنا، لكن العنصر المشترك أن التعري مرفوض اجتماعيا عندهم مثلنا، ولكن تعريف التعري نفسه يختلف بيننا.

على عكس مجتمعاتنا وحبهم للأناقة، فالمواطن الأمريكي الطبيعي لا يهتم بملابسه أو بمعنى أصح هو لا يبالغ في هذا الاهتمام من منطلق «أنا أنيق على أي حال»، مجرد تيشيرت وجينز  كافيين لتخرج وتمارس عملك أو تخرج مع أصدقائك – بالتأكيد أنيقين جدا في الحفلات أيضا بملابس أنيقة غاليه الثمن ولكن ليس هذا هو الطبيعي المعتاد – فكرة فساتين الجامعة المنتشرة في مصر ليست موجودة هناك، ولنا أسوة في الأخ مارك زوكربيرغ (مؤسس فيسبوك)، منذ أيام نشر صورة على فيسبوك لدولابه، 10 «تيشيرت» على اليمين و 10 «سويت شيرت» على اليسار جميعم نفس اللون، بعيدا عن إن «السويت شيرت» هناك ب30  دولار وهنا بـ 300 ج.م.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل