المحتوى الرئيسى

معركة الموصل تعيد آثار العراق إلى الخطر

10/31 20:22

عادت المواقع التراثية العراقية التي سبق وتعرضت لحملة تدمير من تنظيم الدولة الإسلامية، إلى واجهة الخطر مجددًا في سياق المعارك الجارية حاليًا لطرد الجهاديين من آخر معاقلهم في شمال البلاد.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية أقدم على تخريب متحف الموصل بعد دخوله إلى المدينة في العام 2014، وهاجم مواقع عدة بينها مدينتا الحضر ونمرود الأثريتان ونشر أشرطة فيديو على الإنترنت متفاخرًا بعمليات التدمير.

وتحاصر القوات العراقية حاليًا مدينة الموصل، آخر معاقل الجهاديين في البلاد، لكن مسؤولين أشاروا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية نشر مقاتلين له داخل أو قرب مواقع أثرية، ما يجعلها عرضة لمزيد من الدمار في المعارك المقبلة.

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي المؤيدة للحكومة أحمد الأسدي، إن معلوماتنا تشير إلى أن داعش لديه تواجد في المواقع الأثرية، ويستخدمها "كمقرات لأفراده".

وبدأت قوات الحشد الشعبي التي تضم متطوعين وفصائل شيعية مدعومة من إيران، عملية السبت قد تشهد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق تعتبر مهدًا لأهم المواقع الأثرية في العراق، بينها الحضر ونمرود.

وتوقع الأسدي أن يحاول تنظيم الدولة الإسلامية "استدراج القوات المتقدمة إلى المواقع لغرض زيادة تدميرها".

- تدريب وتخرين للأسلحة -

وأنشأ تنظيم الدولة الإسلامية معسكرًا تدريبيًا في مدينة الحضر الأثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، بحسب قائمقام المنطقة علي صالح ماضي.

وفي نمرود، أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على تفخيخ مبان وتفجير الموقع بعيد سيطرته عليه، ومازال الجهاديون متواجدين على مقربة من المكان، وفق ما أفاد مدير الناحية أحمد الجبوري.

ولم يتسن تأكيد عدد مقاتلي التنظيم المنتشرين في المواقع الأثرية من مصدر مستقل.

وأشار الأسدي إلى أن قوات الحشد الشعبي ستتقدم من المواقع الأثرية "بحذر شديد حفاظًا على هذه الثروة الإنسانية العظيمة التي تمثل تراثًا إنسانيًا، يجب بذل أقصى جهد من أجل حمايته والحفاظ عليه.

وعندما انطلقت عملية استعادة الموصل في السابع عشر من تشرين الأول، دعت رئيسة منظمة اليونيسكو جميع أطراف النزاع إلى حماية المواقع الأثرية.

وقالت إيرينا بوكوفا، أدعو جميع المشاركين في العمل العسكري إلى حماية التراث الثقافي والامتناع عن أي استخدام عسكري أو استهداف للمواقع الثقافية والأثرية.

وأعلنت اليونيسكو ووزارة الثقافة العراقية، أنهما وزعتا قوائم بالمواقع الأثرية وإحداثياتها الجغرافية على الأطراف الرئيسية في النزاع.

والحضر ونمرود مدرجتان على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، على غرار أكثر من 70 موقعًا آخر في محافظة نينوى.

وأوضح وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار والتراث قيس حسين رشيد لوكالة فرانس برس أن القائمة التي وزعتها الوزارة تحدد المواقع التي يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرًا إلى أن داعش يضع الأسلحة وفي بعض الأحيان يدرب مقاتليه في المناطق الأثرية.

ويمكن لتلك القوائم أن تساعد في الحد من الضربات الجوية في المناطق الحساسة، ودفع القوات البرية إلى ممارسة ضبط النفس، لكنها غير قادرة على كبح تنظيم الدولة الإسلامية.

ومنذ سيطرتهم على أراض في العراق في العام 2014، شرع الجهاديون في ممارسة عمليات تدمير ممنهجة ومهولة، معتبرين أن الآثار أصنام تخالف الشريعة الإسلامية.

لكن العديد من الخبراء يعتبرون أن تنظيم الدولة الإسلامية روج لهجماته على التراث الثقافي العراقي لأغراض دعائية، مشيرين إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية سرق وباع بعض القطع الأثرية التي يعتقد أنها أحد مصادر تمويل عملياته.

في فبراير العام الماضي، نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريط فيديو يظهر قيام عناصره بتدمير آثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل في شمال العراق، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية.

وأثارت عملية التدمير غضبا دوليا، لكن هجوم الجهاديين على التراث العراقي في محافظة نينوى، والموصل كبرى مدنها، لم يكن إلا البداية.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل