المحتوى الرئيسى

من "الإسكندرية" إلى "رأس غارب" أخطر كوارث السيول في مصر.. ‏الأمطار أخرجت "ثعابين سيناء" من جحورها.. والعريش "مدينة الموت غرقًا"‏

10/31 20:16

حاصدة للأرواح لا تبقى ولا تذر، تكشف دومًا عن إهمال متعمد، وتعري حكومات متتالية، لا يدفع ثمنها ‏سوى المصريين والبسطاء من أرواحهم، وجثثهم التي تجرفها المياه، فلم تلبث مصر وتستفيق من كارثة ‏سيول حتى تتعرض لأخرى ضارية، حتى أضحت محافظات المحروسة على موعد دائم مع الموت بسبب كوارث السيول.‏

‏26 قتيلًا ولازال العداد في تصاعد، حال منطقة رأس غارب الآن في محافظة البحر الأحمر، والتي تعرضت ‏مطلع الشتاء الحالي إلى سيول وأمطار غزيرة، بدء بها الفصل المرعب أولى نواته القوية، التي تسببت في كارثة إنسانية، ‏وقفت أمامها الحكومة عاجزة مكتوفة الإيدي.‏

الصحة، أعلنت أمس أن آخر تعداد وصلت إليه هو مصرع 26 شخصًا و72 آخرين؛ بسبب الأمطار ‏الغزيرة والسيول المستمرة منذ يومين في عدة محافظات، على رأسها جنوب سيناء، ومحافظة سوهاج في ‏صعيد مصر، والبحر الأحمر، بوني سويف‎.

‏50 مليون جنيه، ثم 100 مليون جنيه، بتلك الأموال الطائلة، استطاعت الدولة أن تغسل يدها من مذبحة ‏السيول، بعدما خصصتها لضحايها من القتلى والغرقى، وإصلاح البنى المتضررة في المحافظات ‏المختلفة، بعد يومين من الكارثة.‏

تاريخيًا.. تعتبر منطقة وادي العريش، من أكثر المدن التي تتعرض للسيول، حيث شهدت أكثر من واقعة، و‏لقبت بمدينة الموت غرقًا، وبدأت رحلتها مع السيول خلال عام 1947،‎ ‎حين تعرضت إلى سيل مدمر، استمر لثلاثة أيام، دمر ‏الكثير من السدود والمنشآت والبيوت السكنية، وراح ضحيته الآلاف من المصريين.‏

شدة السيل، ظهرت في حجم مياهه، التي بلغت أكثر من 21 مليون متر مكعبًا من المياه المتراكمة، التي ‏صعدت للأدوار العليا من المنازل وجرفت كل شيء في طريقها، وقدر متوسط تصريف المياه آنذاك بمقدار ‏‏80 مترًا مكعبًا في الثانية الواحدة، ما أضر بالأراضي الزراعية.‏

وتكرر نفس السيل خلال عام 1975، ولكنه لم يضرب العريش فقط، ولكن طال قطاع الصعيد أيضًا، ‏ودمر وقتها 200 منزلًا ومصرع 17 شخصًا، وتشريد آلاف الأسر، بسبب قوة المياه التي أغرقت قرى ‏بأكملها ودهست مدن كاملة، كان منها بلدة "منيل هاني".‏

تلك البلدة، اقتحمت مياه السيول بها نقاط ضعيفة في جسور الإحماء ومخرات السيول، وأغرقت 12 قرية ‏كاملة بها، أما محافظة أسيوط فقد لاقت أضرارًا بالغة، وغرق فيها نحو 10 قرى، وهي: "درنكة، الزاوية، ‏بني غالب، البلايزة أبو حرص، الزرابي، عرب مطير، الهمامية، العتمانية، النواورة"، وأدت لتدمير ‏‏3200 منزلًا.‏

وفي الثمانينات وتحديدًا عام 1987، غرق الجزء الجنوبي من محافظة سيناء، بعدما اجتاح سيل عارم مدن ‏شرم الشيخ، ووادي نويبع وطريق طابا ووادي "وتير"، الذي أحاطته المخاطر وقتها وتخوف كثيرون من ‏أن ينتج كارثة إنسانية أكبر بسببه، لقرب منبعه ومصبه وشدة انحداره، وتقطع السفوح المنحدرة تجاهه.‏

‎ الكارثة في سيناء وقتها، لم تقتصر على الأمطار والسيول التي جرفت كثيرون، ولكنها أخرجت الثعابين ‏والأفاعي من جحورها داخل الجبال ولدغت نحو 27 مصريًا وقتها، وأدوت بحياتهم على الفور، وعقب ‏انتشال المياه ظل سكان تلك المناطق يعانون لدغات الثعابين.‏

وكانت مدينة مرسى علم، واحدة من المناطق التي تعرضت لسيول غزيرة، خلال عام 1990، أدت إلى ‏غرق مركز تعدين، حيث احتجزت المياه خلف الطريق العام بارتفاع متر تقريبًا وكان هذا الطريق قد ‏أنشئ حديثًا ولم يؤخذ في الاعتبار عند إنشائه ما يمكن أن يتعرض له في حالة هطول الأمطار السيلية‎.‎

وللمرة الثانية، تعرضت محافظة أسيوط خلال عام عام 1994،‎ ‎‏ إلى‎ ‎سيول‎ ‎جارفة احتاجت عددًا كبيرًا من ‏المنازل، والمناطق الأثرية، وسميت سيول "درنكة"، بعدما اصطدمت وقتها بالمباني ‏الملاصقة لجبل أسيوط الغربي مما أحدث شرارة بالاحتكاك مع إحدى عربات قطار نقل الوقود.‏

وشتعلت النيران وقتها ودخلت السيول القرية محملة بنار مُشتعلة، ونتج عن ذلك تدمير أكثر من 15 ألف منزلًا وإتلاف أكثر ‏من 25 ألف فدانًا من الأراضي الزراعية.‏

كما تسببت السيول في ضياع معالم طرق ممتدة في ما بين قرى الوجه القبلي، إلى جانب أكثر من 500 ‏قتيلًا؛ نتيجة للتدمير السيلي المباشر أو نتيجة لحرائق البترول التي نتجت عن السيول، إلى جانب الخسائر ‏المترتبة على نقص عدد السياح الأجانب القادمين إلى مشاتي الوجه القبلي، صعيد مصر.‏

ولم تقتصر كوارث السيول على المحافظات فقط، ولكنها ضربت المناطق الأثرية أيضًا، فخلال عام ‏‏1996، تعرضت عددًا من المناطق الأثرية، بالجانب الغربي لنهر النيل، لسيول عارمة، شملت وادي ‏الملوك ووادي الملكات ومعبد سيتي الأول، فيما دمر سور مقبرة "خور محب"، ونتج عن ذلك نقص شديد ‏في أعداد السياح، القادمين بالموسم السياحي الشتوي حينذاك‎.‎

وظل سقوط الأمطار مستمر من الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا وأدت إلى تدمير 24 برجًا كهربائيًا مما أدى إلى تعطيل محطة تحلية المياه بالغردقة، وكذلك تعطيل وصول ‏المياه العذبة من قنا، وفى نفس العام أزيلت قرية القرنة بالأقصر تماما عن الوجود ووصفت الحكومة ‏السيول‎ ‎وما نتج عنها أنها كارثة طبيعية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل