المحتوى الرئيسى

علاء القاضي يكتب: بين مطرقة السلبية وسندان التطبيل

10/31 19:46

الرئيسيه » رأي » علاء القاضي يكتب: بين مطرقة السلبية وسندان التطبيل

أعزائي القراء.. دعوني أقدم لكم نفسي؛ شاب مصري من قنا، 25 عام، اتعينت ضمن حملة الماجستير في وزارة التموين مفتشا، منذ أقل من سنتين، وبكل قواي العقلية طلبت وحصلت على أجازة بدون مرتب لمدة عام، لأتفرغ لرسالتي وعملي الرئيسي في التنمية المجتمعية وحقوق الإنسان في مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة لأنشطتي كمدرب في وزارة الشباب والرياضة.

هذا التمهيد السابق أصبح – للأسف – لا بد منه لكي أثبت أن دفاعي عن فكرة وتفاصيل منتدى الحوار الوطني للشباب، لوجه الله والوطن، وليس تملقا أو  رغبة في الحصول على وظيفة أو ترقية في مجتمع أصبح التشكيك فيه هو السائد والتصنيف هي القاعدة.

– جميعنا يعرف أن هناك تهميش للشباب وأدوارهم وخلق فرص لإظهار  قدراتهم وإبداعهم..

ويمكن إجمال مظاهر التهميش إلى ناحيتين:

الأولى: إشكالية جسيمة في تمكين الشباب، حيث يكون له دور واضح ومؤثر  في كافة الفعاليات المجتمعية وتغيير السياسات العامة للدولة و تولي المناصب الإدارية والتنفيذية.

الثانية: ندرة جسور التواصل بين الشباب والسلطات التنفيذية والمحلية فى القرى والمدن والمحافظات.

* عمدت الدولة إلى استراتيجيات تمكين الشباب بالتنسيق مع المجتمع المدني (مؤسسة القادة مثالا)، من خلال إعداد برامج تأهيل بشكل احترافي حتى يتم تحويل شعارات وخُطب تمكين الشباب لواقع نعيشه ونراه، وبالفعل تم إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب في نهاية 2015، وهو برنامج يخضع لإشراف واهتمام مباشر من رئاسة الجمهورية، وتم تخريج مئات من الشباب حصلوا على تدريبات وورش عمل البرنامج.

– ودعوني أسرد معكم بعض التفاصيل عن فكرة وتنفيذ منتدى الحوار الوطني باعتباري شاب، وأحد المدربين الذين شاركوا في تيسير جلساته في محافظتي قنا.

مع بداية 2016، تم إطلاق منتدى الحوار الوطني للشباب على مستوى الجمهورية، وذلك بطرح استمارات إلكترونية وأخري ورقية داخل مراكز الشباب لتسجيل أهم الموضوعات التي تمثل قضايا مجتمعية، وينبغي للشباب مناقشتها والمشاركة في طرح بدائل، وفقا لحلول وأساليب علمية.. وبالفعل تم اختيار أكثر من ثمانية موضوعات حظيت باهتمام الشباب، وهي (الصحة – التعليم – تمكين الشباب – تشغيل الشباب – الأمن القومي – الإسكان والمرافق العامة – الفساد المالي والإداري – القيم والأخلاق)

تم تدشين منتدى الحوار  في كل محافظة بداية من شهر فبراير .. وبالنسبة لقنا تم إطلاق المنتدى بحضور محافظ قنا.

في شهر مارس تم الإتصال بي من قبل مديرية الشباب والرياضة، لأكون فردا من ضمن أربعة مدربين يقومون بتيسير جلسات الحوار على كافة مستوى مراكز المحافظة، وكان المخطط من المنتدى هو وجود حالة من الحوار  والمسائلة المجتمعية بين الشباب والسلطات التنفيذية.

* تم تكليف كل إدارات الشباب والرياضة بتجميع 200 شاب يمثلون كافة تنوعات العلمية، بالإضافة إلى دعوة شباب من أصحاب الاحتياجات الخاصة؛ “كوتة” استثنائية لهم تقديرا لاحتياجهم الشديد في التواصل مع الجهات التنفيذية.. وبالفعل تم دعوتهم في كل المنتديات مع زيادة أو  قلة عددهم، بحسب قدرة كل إدارة على دعوتهم، ومدى استجابتهم.

*  من ضمن القضايا المطروحة للحوار  هي الفساد المالي والإداري وهذا يعنى اعتراف من الدولة بأزمة الجهاز الإداري على كافة المستويات التنظيمية والأخلاقية واحتياجها لأي أفكار أو مبادرات إصلاحية.

* لم يوجد خطوط حمراء على الإطلاق في تناول أي موضوع بالزاوية التي تناسب أي مشارك.. لم يحدث في أي منتدى حواري بما فيه منتدى العاصمة أمام المحافظ ووكلاء الوزارات، أن تم تقييد حرية الشخص أو توجيهه لكي يسأل أو لا يسأل.

* ثم نأتي إلى الإنجاز الأهم – في تقديري- وهي القدرة على عمل نموذج للرقابة و المسائلة، ومن ثم المحاسبة للمسئولين التنفيذيين على مستوى القرى والمدن والمحافظة؛ لم يُعقد منتدى حوار  في مركز/مدينة إلا وأعقبه لقاء مباشر  للشباب مع السلطات المحلية يتم سؤالهم مباشرة عن أوجه التقصير  وتفاصيل تنفيذ الخطة الإستثمارية من تطوير مرافق وخدمات عامة.

– بعد ختام كل منتدى حواري على مدار  ثلاثة أيام كان يتم الطلب مني – كميسر للحوار – بترشيح أفضل العناصر  للمشاركة والحضور في منتدى العاصمة، وهو منتدى المحافظة، حيث يتم تجميع كافة التوصيات المقترحة على مستوى مراكز المحافظة وإعداد تقرير  وتم توزيعه على المحافظة وكافة المديريات.. قمت بترشيح بعض العناصر بالفعل لحضور منتدى المحافظة، وإلتزم المحافظ وكافة نواب المحافظة بالحضور، واستمعوا إلى التقرير النهائي للمشكلات والتوصيات على مستوى المحافظة، وعٌقدت لقاءات حوارية مع وكلاء الوزارات.. بعد ختام أعمال المنتدى على مستوى المحافظة، تم ترشيح بعض من الحضور باختلاف أشكالهم وإنتماءاتهم للمشاركة في مؤتمر الشباب الوطني الذي انعقد في شرم الشيخ بحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وشباب من كل المحافظات وشباب الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى العديد من مدربين الوزارة وخريجين البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب.

* في النهاية يبقى المؤتمر  خطوة للأمام وتجربة ناشئة ما زالت تحتاج إلى التنظيم على مستوى قواعد مراكز الشباب في المدن والقرى مع وضع آليات لمراقبة وتحقيق ما تم من قرارات وإجراءات حتى لا تموت التجربة بعدم رعايتها والاهتمام بمخرجاتها ونتائجها.

* ما أتعجب منه هو محاولات الإستهزاء والإقصاء لكل من شارك في مؤتمر الشباب باعتبارهم  أدوات للسلطة وغير ناضجين، وسلب حقهم في المشاركة بأنفسهم، وتقييم التجربة، خاصة وأن معظم المعترضين لم يبذلوا جهدا في إدراك كافة تفاصيله ومخرجاته وقصص النجاح!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل