المحتوى الرئيسى

هل سيوقف أردوغان مذبحة "الموصل"؟

10/31 15:59

اقرأ أيضا: وَحدة "شمّر".. وثامر السبهان مندوب السعودية في "اليونسكو".. وصفعة للمشككين ابن نايف وأردوغان..عينية التكامل وإثم الخلاف "اخترق الصوفية..واضرب بهم الصفويين" قريبا.. ولايات أفريقية تحجّ في "قمّ"

"يا قادة داعش في الموصل، ليكن لكم شيء من شرف قائدكم أسامة بن لادن، الذي رفض تماما أن يتضرر الملا عمر أو يموت الأفغان لأجله، رغم عرضهم له بالحماية، وانحاز بمن معه لجبال تورا بورا، كي لا يُقتل أفغاني واحد بسببه. تداعى الصفويون اليوم إلى الموصل، وثمة مذبحة قادمة على أهل المدينة، سيكون أهل السنّة أولى ضحاياها، فانحازوا عنها، وأخرجوا منها لفيافي شمال العراق وجبالها، حقنا لدماء من تدّعون نصرتهم".

سألت صديقي الباحث والسياسي محمد زاهد جول، إن كانت رسالة لطيفة مثل هذه، مراعية لأفهام الدواعش، تصل لهم عبر الاستخبارات التركية، هل سيتقبلها أولئك القوم الذين آذونا وشوهوا ديننا، ونكبوا أهل السنّة أنّى ذهبوا؟

أجابني مباشرة، ونحن نجوب مضيق البسفور، مع رفقة كريمة معنا: "لا يمكن أن يستجيبوا أبدا، اللعبة انتهت. نحن وأنتم جئنا في الوقت الضائع، لدينا اعتقاد كبير هنا في تركيا، بأن الأمريكان يلعبون بهؤلاء الدواعش ويوجهونهم بطريقة غير مباشرة لتقسيم المنطقة وإعادة ترتيبها، وأنهم سيوجهون هذا التنظيم المتطرف -بعد عام واحد ربما- إليكم في الخليج".

في كل زيارة لي في تركيا، أحرص على لقاء هذا الباحث والمحلل السياسي، المجيد للعربية بشكل مذهل، وغيره طبعا من المحللين الأتراك، لأستمزج آراءهم في قضايا المنطقة، وكنت أمينا مع الصديق جول عندما نقلت له ما سمعت، بأن سنّة الموصل اليوم، أملهم في الله ثم في أردوغان، أن ينتصر لهم ويحميهم إن دخل الحشد الشيعي مع الجيش العراقي الموالي لإيران إلى المدينة، بسبب أن القوات التركية تبعد قرابة ساعتين اليوم عن الموصل، وقلت له: "لكنني غير متأكد -بكل صراحة- أن يفعل ذلك، اعتدنا من أردوغان إطلاقه للوعود والتهديدات والخطابات الحماسية فقط، وصحيح أن تركيا قامت بتدريب مجموعة من سنّة الموصل، إلا أن المسألة أكبر بكثير من ذلك. هل برأيك ستتدخل القوات التركية لمنع مذبحة تجاه السنّة تلوح في الأفق بالموصل، بما حدث في حلب؟".

الصديق جول بدوره كان أكثر صراحة مني، وأجابني: "بالنسبة للمذبحة التي يقول بها الكثيرون، نستبعد هنا وقوع مذبحة كما في حلب، لأن من يقود المعركة هم الأمريكان، وهؤلاء غير الروس. تركيا لن تكون طرفا في معركة الموصل. برأيي أن المعركة ستكون مسرحية مكشوفة، سيعطي الأمريكان لكثير من هؤلاء الدواعش طريقا، كي يخرجوا منه لمناطق أخرى، فهم بحاجتهم في إحداث الفوضى في المنطقة برمتها، وأكرر لك أن كثيرين هنا يعتقدون أن الأمريكان سيسلطونهم على الخليج قريبا".

عدت بذاكرتي لشاه إيران وغيره من أسماء، وكيف ضحى الأمريكان بهم، الكاوبوي الأمريكي اليوم يلعب لعبته، بواسطة شرطيّه الجديد إيران، ولا أمان له ولا عهد، إنما مصالحه فقط، حيثما كانت اتبَعَها، وضحّى بكل أصدقائه وحلفائه، والتاريخ يحدثنا بذلك.

هأنذا أستذكر كلام د. عبدالله النفيسي معي في حلقاتي التي أجريتها معه من سنوات ثلاث مضت، والرجل ما فتئ يردد ويصرخ بعينية الكونفدرالية الخليجية، والتكامل مع تركيا، والحقيقة أن زيارتيّ محمد بن نايف ولي العهد السعودي، وعبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي الأخيرتين، أتتا في وقتهما، ولمست صداهما الإيجابي هنا في إسطنبول، فالأتراك يعتقدون بالمؤامرة عليهم أيضا، وبحاجتهم الماسّة لوقفة دول الخليج معهم في هذا الظرف، وكذلك حاجة دولنا بالخليج لتركيا أيضا، فلا يودون التورط وحدهم في أي حرب، يمكن أن ترتقي العلاقة برأيي إلى معاهدات وإقامة قواعد عسكرية.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل