المحتوى الرئيسى

«أبو بلاش كتر منه»!! | المصري اليوم

10/31 02:26

محزن أن يحمل بطاقة التموين من لا يستحقها، بضعة ملايين يستحلون تموين الغلابة ظلماً وعدواناً، «أبو بلاش كتر منه»، دولة تترجى الله فى تدبير سكر التموين، وناس تتلذذ بزيت التموين، وشعارها، إن خرب بيت أبوك خد لك منه قالب!!.

حتما ولابد من مراجعة أمينة وشفافة لسجلات بطاقات التموين واستبعاد غير المستحقين، وتحديد شروط الاستحقاق، ومن هم المستحقون، وصف تفصيلى للمستحقين، أقله استبعاد الفئات الميسورة، وهذا سهل من خلال المتابعات الرقمية لأجهزة الدولة المصرية، هذا أن خلصت النوايا وانعقد العزم على وصول الدعم لمستحقيه فعلا!!

أعلم وتعلم وزارة التموين أن كشوف المستفيدين تحمل مخالفات خطيرة، كم من الموتى يصرفون مقرراتهم التموينية وهم فى القبور، وكم من الأحياء الذين يصرفون مقرراتهم التموينية مرتين وثلاثاً فى الشهر الواحد، من القاهرة، ومن أسيوط، وكم من المقتدرين يصرفون المقررات التموينية وينافسون الغلابة أمام منافذ صرف بطاقات التموين، وعنهم يحكون ويتحاكون!!

الأيدى المرتعشة فى وزارة التموين خشيت الاقتراب من هذه الجريمة المتكاملة طويلاً، وخضعت للابتزاز، وتجنبت الأزمات، ووقفت على الحياد أمام أخطر عملية نهب علنى للقوت الضرورى، وعينى عينك، وعيون تندب فيها رصاصة، البهوات يقاسمون الفقراء فى الزيت والسكر التموينى، ولايعرف الخجل إليهم طريقاً.

ليس سراً تعمل على تنقية السجلات لجنة من أربع وزارات، هذه البطاقة تكلف الدولة كثيراً، أحسبها بالورقة والقلم تذهل، 20 مليون بطاقة تغطى 70 مليون مصرى يصرف تموين شهريا، كم مليون غير مستحق من إجمالى الـ 70 مليون، متى جرى تسجيل هذا الرقم المرعب، كيف تمكن هؤلاء من تسجيل أسمائهم فى السجلات، أصلا على أى أساس يتم صرف المقررات التموينية ولمن، ولماذا هذا مستحق، كيف تم إفساد هذه المنظومة سابقاً وإلى الآن، وكيف صمتت الوزارة طويلاً على هذا الفساد الممنهج؟..

لن أتحدث عن المستفيدين تجارياً من اتساع رقعة المستفدين، المواطن الواحد يكلف الدولة 18 جنيهاً تموين و60 جنيهاً عيش فى الشهر خلاف النقاط، الرغيف يستبدل بعشرة قروش، ولكل مواطن 150 رغيفاً فى الشهر، وأعلم أن كثيراً من غير المستحقين ورثوا هذه البطاقات عن آبائهم، أو كانت لهم فى زمن سابق قبل بلوغ حد الكفاية والستر، وفتحها عليهم ربنا من وسع، وكثير منهم ربما لا يتعامل بها أو لا يتذكرونها ويتركونها نهباً موزعاً لبقال التموين، أو يتعطف بها على من هو قريب..!.

بالتزامن مع المراجعات الجارية لقوائم المستفيدين، لابد من فتح الباب للتنازل الطوعى عن البطاقات، لابد من آلية كريمة تمكن المحترمين من التنازل والاستغناء عن البطاقة التى لا يستحقونها، والتعويل هنا على الضمير المجتمعى مهم، والمبادرة بالتنازل نوع من التكاتف، ولن ينقص مال من بطاقة تموين.

كم من الكرماء من لم يستحل قوت الغلابة يوماً، ولا يستطعم زيت التموين، وربما ممتنع صحياً عن تعاطى السكر، لكنها بطاقة مجانية منسية يحملها، والكل يحملها، وفى المقابل هناك نهابون ونصابون ومزورون يحتالون، والاستباحة عندهم هدف، والاستحلال فى عرفهم طريق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل