المحتوى الرئيسى

«مهرجان الموسيقى العربية» يفتتح اليوم.. أهل المغنى

10/31 01:21

الغنى والتنوّع أكثرُ ما يميّزُ «اليوبيل الفضي» لـ «مهرجان الموسيقى العربية» هذا العام، مستوعباً في برنامجه ثالوثَ الفنّ العربي ـ الموسيقى والصوت والكلمة ـ في فعالياتٍ ستلهبُ منصّات الأوبرا في ثلاث محافظات مصرية هي القاهرة والإسكندرية ودمنهور، لعلّ أهمها حفلات الغناء الأصيل التي ستعيدنا إلى ليالي أيام الربيع في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي التي كانت ملتقى لعمالقة الفن العربي كأم كلثوم وفريد الأطرش وليلى مراد وصباح ووديع الصافي وغيرهم.

يشكّلُ المهرجان الذي تنطلق فعالياته اليوم الاثنين 31 تشرين الأول ويستمر لغاية 13 تشرين الثاني، تظاهرةً موسيقية رفيعة تعيدُ إحياء الأصالة العربية بعيداً عن الفن الاستهلاكي، جامعاً بين روح الماضي وجدّة الحاضر من خلال استضافته لـ 83 مغنّياً من أجيال مختلفة قادمين من 8 دول عربية، كلٌّ منهم يحمل تجربةً أغنت المكتبة الموسيقية العربية، كما يفردُ المهرجان مساحة خاصة للشباب لطالما كان عبرَ تاريخه منصّة لانطلاق العديد من المغنين العرب.

من الفنانين المشاركين صفوان بهلوان من سوريا ومروان خوري من لبنان وفؤاد زبادي من المغرب، ومحمد عساف من فلسطين وشيماء هلالي من تونس ونداء شرارة من الأردن، ومن مصر يشارك الفنانون هاني شاكر، علي الحجار، أنغام، مدحت صالح، نادية مصطفى، مي فاروق وغيرهم.

يُستَهلُّ المهرجان بعرض فيلمٍ وثائقيّ تحت عنوان «مهرجان الموسيقى العربية 25 عاماً من الفن والإبداع» يُقدّم بانوراما للمهرجان في السنوات السابقة وما لحق به من تغييرات وتطوّرات، تؤكد إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا أهمية المهرجان كمنبر يُعيدنا إلى عراقة الموسيقى العربية، مشيرةً خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد الأسبوع الفائت إلى المعوقات التي واجهت المهرجان سواء من الناحية اللوجستية أو التواصل مع بعض الفنانين.

ويتخلل المهرجان تكريم 16 شخصية ساهمت في إرساء قواعد الموسيقى العربية على مدار العقود الفائتة منهم الدكتورة رتيبة الحفني (1931-2013) مغنية الأوبرا التي صدحت بصوتها على مسارح مصر والعالم، فكانت علامة في تاريخ الفن المصري، إليها يعود الفضل في تأسيس مهرجان الموسيقى العربية وقد أدارته لأكثر من عشرين عاماً، قبل ذلك تولّت رئاسة الأوبرا المصرية ثم رئاسة «المجمع العربي للموسيقى» التابع لجامعة الدول العربية.

كما يكرّم المهرجان عبد الحليم نويرة (1916-1985) موسيقار الفنّ الأصيل الذي أولع بالموسيقى منذ طفولته وأتقن مفاهيمها العلمية، جامعاً في دراسته بين الموسيقى الشرقية والغربية أيضاً، وقد تلقّن علوم الموسيقى على أيدي كبار الموسيقيين في المعهد العربي للموسيقى في ثلاثينيات القرن الماضي. أبدعَ نويرة العديد من المقطوعات الموسيقية الفريدة بين السينما والأوبريتات، إلا أن جلّ جهده قد انصبّ في إحياء التراث الموسيقي الأصيل، من خلال إشرافه على الفرقة العربية وقيادتها عام 1967، وقد تفرّدت الفرقة بغناء الموشحات والقصائد بأسلوب جعلها تتصدّر المشهد الموسيقي لعقود عدّة. أيضاً الفنان اللبناني عاصي الحلاني استأهل أن يكون ضمن المكرّمين لطالما امتلك صوتاً جبلياً حلّق في العالم العربي بأسره، صاهراً في أسلوبه الفريد وصوته المختلف بين أصالة الماضي وروعة الحاضر.

تحت عنوان «جماليات الموسيقى العربية بين الموروث والواقع الراهن» يقامُ مؤتمر الموسيقى العربية تزامناً مع المهرجان، على مدار خمسة أيام تشملُ 36 مشاركة بحثية من 17 دولة عربية بينها مصر. يتضمّن المؤتمر ستةَ محاورَ منها «جماليات الموسيقى العربية التقليدية وروافدها»، «جماليات أداء الموسيقى العربية وإشكالية تقديم التراث»، «دور الدراسات العلمية في إبراز جماليات الموسيقى العربية».

وعلى مدار أيام المهرجان يقدم شاعر العامية المصري جمال بخيت قصائد من ديوان له حمل عنوان «أهل المغنى» يعرّج في كل قصيدة على واحد من المغنين الذين خطّوا تاريخ الغناء والموسيقى في العالم العربي. عُرف جمال بخيت بكلماته التي تلامس قلوب البسطاء وتحكي همومهم وآمالهم وآلامهم، شدا بكلماته أهم المغنين العرب كوردة وأنغام ومحمد عبدو وغيرهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل