المحتوى الرئيسى

خطايا الإعلام المصري في الرد على إساءة إياد مدني

10/30 16:26

التغطيات الصحفية لأزمة الإساءة للرئيس السيسي جاءت مسيئة لمصر أولا

تقارير صحفية مصرية تحدثت بمنطق التشدد السعودي في "تكفير" مدني

أحد المواقع أشار بنوع من الاتهام إلى أن مدني "دعم السينما في المملكة"!

كان الأولى أن تتناول الصحف علاقة منظمة التعاون بالخليج ودور مدني في أزمة الخلاف مع السعودية

يقولون في المثل الشعبي "جاء يكحلها.. فأصابها بالعمى"، هذا يعبر بشكل كبير عما فعله قطاع كبير من الإعلام المصري في الرد على إساءة أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني للرئيس عبد الفتاح السيسي.

قوة الكلام ليست في حروفه فقط، لكنها تكون نابعة من مدى منطقه وحججه وسلامته، وينطبق هذا على الجميع، أيا كان موقفهم، لكن مواقع وصحف مصرية نسفت هذا الأمر تماما وهي في سبيل تغطية الكلام الذي قاله مدني في حق الرئيس السيسي وبدا مسيئا للغاية، عندما غمز ولمز إلى كلام السيسي عن "ثلاجته الفارغة"، خلال حديث امين المنظمة في مؤتمر وزراء التربية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو".

عدد من المواقع الإلكترونية المصرية لم تتناول شخصية مدني بمزيد من العمق والفهم لها، في إطار جنسيتها ومنصبها الدولي وتوقيت "تهكمه" على السيسي.

لم تكن النبرة السائدة في إطار التساؤل عن دور هذه السخرية في الفتور المصري السعودي الأخير، أو في إطار لمن تعمل منظمة التعاون؟ للجميع أم للملكة فقط؟

تناول ما فعله مدني سياسيا سيكون مفيدا للغاية، وربط ذلك بتطور علاقات القاهرة مع الرياض مهم، والحقيقية أن مواقع جادة فعلت ذلك، لكن النبرة التي غلبت كانت غير عقلانية وغير منطقية في كثير من المواضع.

فالمواقع التي اختارات ألا تكون جادة تسببت في إساءة لأنفسنا أكثر مما فعله مدني للأسف، ولجأت إلى التنقيب عما سمته "فضائح" في تاريخ الوزير السعودي السابق، ويا ليتها نجحت في ضبط أدلة على شيء فكري أو سياسي معتبر ضده.

لكن "الفضائح" هنا عند المواقع الصحفية كانت عبارة عن سرد أزمات لمدني في بلاده واعتبار ذلك "سقطات" له دون التمعن في إن كانت هذه سقطات من وجهة نظر العقلية المصرية أم لا.

التخرج من جامعة أمريكية تهمة!

تخيل هذا العنوان: الصندوق الأسود لـ"إياد مدنى" يفضح الوجه العلمانى لخريج جامعات أمريكا.. !

موقع "كبير" عنون تقرير له بهذا العنوان، وفي التفاصيل أخذ يتحدث عن أن مدني الذي تخرج من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، نشر مؤلفات لكتاب "علمانيين"، واعتبر التقرير أن هذه سبة وسقطة لمدني خلال توليه وزارة الإعلام السعودية.

نلاحظ أن الكلام هنا عن شخص سعودي دائما ما تواجه بلده اتهامات وانتقادات بعدم وجود تعددية أو حرية رأي، فلو جاء رجل ما في هذا المجتمع وطبع مؤلفات لكتاب علمانيين فما هي المشكلة؟

تناقض واضح هنا بين ما نقوله هنا عن ضرورة قبول الآخر وإتاحة الحرية والمساحة لكل الأفكار والأيديولوجيات، وبين ما استخدمه الموقع لانتقاد مدني.

ويكفي أن نقول بخصوص نقطة "خريج جامعات أمريكا" أن العشرات من المثقفين المصريين تخرجوا في جامعات هناك ولم يعن هذا على إطلاقه شيئا مخزيا.

إدانته لأنه دعم السينما في السعودية!

نقطة أخرى تبدو كارثية، وهي الإشارة ضمن تقرير الهجوم إلى أن مدني "دعم بشكل سرى بناء دور السينما داخل المملكة"، كلمة "سري" هنا والحديث عن دعم السينما في تقرير هجومي تفسيره الوحيد أن هذا التصرف مشين. ويبدو هذا الموقف في التقرير "رجعي" للغاية، وكثيرا ما يثار الكلام حول ضرورة توسيع قاعدة دور العرض في السينما وغتاحة الفرصة للعاملين في الفن للعمل بحرية، كما أننا نغني ليل نهار بالتراث السينمائي المصري وأنه دليل على قوة مصر الناعمة.

تجميل وجه ابن باز للهجوم على مدني

السلاح الثالث الذي أشهره التقرير في وجه مدني هو موقف يؤخذ عليه في المملكة بتشددها الديني المعروف، لكنه يعد مطلبا للجميع في مصر الذين يؤمنون بحرية الرأي، لكن الموقع رأى أن فتوى مفتي السعودية السابق ابن باز بأن مدني ارتد على خلفية مقال لكاتبة في جريدة "عكاظ" التي رأس تحريرها، شيئا مشينا في تاريخه.

بدا أننا هنا نجمل وجه ابن باز، رغم ما عرف عنه من تشدد في الفتاوى، من نوعية التي ينتقدها الإعلام هنا من السلفيين، لكن الهجوم على مدني أعمى الموقع على الأرجح.

منطق غريب أو لا منطق في الأغلب، بالنسبة للتقرير هنا، والذي كان مقبولا ومفيدا أن تتناول الصحيفة هذا الوزير السعودي السابق بشيء من الذكاء وأن ترد له الصاع صاعين لكن بشكل مهني وحرفي يفيد موقف مصر، لا أن يظهرها في وصلة من "الردح".

موقع آخر أشار ضمن تقرير -"منقول" من موقع آخر-، أن مدني "تجاوز في توظيف النساء" عندما كان وزيرا للإعلام، وهنا لا نكاد نلمس أي اتهام في أن يتولى وزير ما – خصوصا في بلد كالسعودية- مهمة تصعيد النساء في العمل العامن وخصوصا الإعلامي، لكنها سياسة الردح لا أكثر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل