المحتوى الرئيسى

زراعة التمور- تجارب عربية رائدة لزراعات حيوية

10/30 10:48

سجل إنتاج التمورفي تونس هذا العام رقما قياسيا زاد على 242 ألف طن بزيادة تقارب الضعف خلال عشر سنوات. ويشكل الإنتاج من صنف "دقلة نور" الذي يعد من أجود أنواع التمور في العالم ثلاثة أرباع التمور التونسية الأمر الذي ساعد على إيجاد أسواق خارجية لتصريف الفائض. وبفضل النوعية الممتازة والتخزين السليم وسياسات الترويج والتسويق الناجحة والمدعومة بخيرات أجنبية أضحت تونس أول مصدر للتمور في العالم. فالتمور التونسية اليوم تصدر إلى أكثر من 80 دولة في مقدمتها المغرب وإسبانيا وإيطاليا. وبلغت قية صادرات هذه السنة أكثر من 190 مليون يورو، بينما تقدر الكمية المصدرة بحوالي 110 آلاف طن. أما القسم المتبقي من الإنتاج فيستهلك محليا.

التمور لا تنعش الاقتصاد الزراعي المحلي أيضا بل أيضا الأسواق والسياحة.

صحيح أن عائدات زراعة التمور في الحالة التونسية وغيرها كما في حالات إيران والعراق والجزائر لا تلعب دورا مهما في الناتج المحلي الإجمالي، غير أن هذه الزراعة تحتل مكانة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها في استقرار التجمعات السكانية المحلية وخاصة في الواحات والبوادي والمناطق التي تنمو فيها شجرة النخيل وتزدهر، لاسيما في حوض نهري دجلة والفرات. فهذه الشجرة لا تنتج التمور لتغذية السكان وتعزيز أمنهم الغذائي فقط، بل تنتج أيضا العلف للحيوانات. كما تنتج الأخشاب للطبخ والتدفئة وبناء سقوف البيوت. كما أن سعفها وخشبها يشكل مادة نادرة لصناعة منتجات حرفية منزلية وغير منزلية عديدة. وتستخدم التمور أيضا في صناعة عدة أنواع من الحلويات. وعليه فإنها زراعة كثيفة العمالة تدعم الاستقرار الريفي وتحد من الهجرة إلى المدن التي أضحت في غالبية الدول العربية متخمة بمهاجرين عاطلين عن العمل يعيشون في أحياء فقيرة وعشوائية تنقصها الخدمات الأساسية.

في العراق شكلت جذوع النخيل وسعفه على مدى عشرات القرون مادة البناء الأساسية في مناطق زراعته وحولها.

وعلى غرار الحالة التونسية أو ما يشبهها تطور إنتاج التمور في الدول العربية باستثناء العراق بشكل يحبس الأنفاس خلال السنوات العشرين الماضية. وبهذا التطور أضحت ثماني دول عربية من بين الدول العشر الرئيسية المنتجة وهي مصر والسعودية وإيران والجزائر والإمارت والعراق وباكستان والسودان وعُمان وتونس. وتنتج هذه الدول أكثر من 90 بالمائة من إنتاج التمور في العالم. وتتقدمها مصر بإنتاج يزيد على 1.5 مليون طن. وتنتج السعودية حوالي 1.4 مليون طن بينما تنتج كل من الجزائر والعراق ما يزيد على 850 ألف طن سنويا. وجاء هذا التطور الكبير في الإنتاج لأسباب عديدة أبرزها برامج الدعم الحكومي التي ساعدت على تطوير أنواع جديدة أكثر مقاومة وأعلى إنتاجية وجودة وخاصة في كل من الجزائر والسعودية والإمارات والعراق. وشملت برامج الدعم الحكومي أيضا تقديم الاستشارة والرعاية دون مقابل إلى جانب قروض ميسرة بفوائد متدنية لتوفير مستلزمات الإنتاج. وساعد على انتشار الزراعة أيضا مكانة شجرة النخيل التي تصل إلى حد القدسية في المجتمعات العربية والإسلامية. فالتمور من الثمار الشهيرة التي اعتمد عليها العرب قديما في غذائهم اليومي. وهي جزء ن الطقوس الرمضانية حيث يتم تناولها يوم الصيام كونها سهلة الهضم ومولدة للطاقة  بشكل سريع. وتزيد أصنافها على 1400 نوع تعود في أصولها إلى حوضي دجلة والفرات. وتحتوي ثمرة التمر على الحديد والبوتاسيوم وكمية كبيرة من الفيتامنيات والكربوهيدرات، الأمر الذي يجعل منها فاكهة بطاقة عالية. ولا عجب إذا أن يطلق عليها "خبز الصحراء بالطعم الحلو ". 

التمور من الفواكه التي يمكن تجفيفها وحفظها لمواسم ما بعد الإنتاج.

تمر زراعة التمور في الدول العربية بإحدى فترات ازدهارها إذا ما استثنينا العراق الذي كان المصدر الأول للتمور في العالم قبل حربي الخليج الأولى والثانية التي أدت إلى تدمر القسم الأكبر من هذه الثروة. غير أن تصنيع التمور وتسويقها إذا ما استثنينا الحالة التونسية لا يواكب تطور هذه الزراعة. فمعظم التمور المنتجة التي تفيض عن حاجة السوق في السعودية ومصر والعراق وغيرها لا تتم عملية كبسها وحفظها وتغليفها بطريقة تساعد على تصديرها أو عرضها في السوق المحلية خارج موسم الذروة في الإنتاج. ومن تبعات ذلك تلف قسم منها أو بيعها كأعلاف بأسعار بخسة كما هو حال التمور العراقية اليوم. وهو الأمر الذي ينعكس بدوره وبشكل سلبي للغاية على دخل ومستوى عيش عشرات آلاف العائلات التي تعتمد على هذه الزراعة بشكل أو بآخر. وتذهب بعض التقديرات إلى بضعة ملايين من سكان جنوب وشرق العراق ما يزالون يعتمدون بشكل أو بآخر على شجرة النخيل في حياتهم اليومية. وفي الجزائر تشكل الشجرة مصدر عيش لأكثر من 200 ألف عائلة. ويزيد عدد العائلات المصرية التي تعتمد عليها بأضعاف مضاعفة. ومن هنا تأتي أهمية الاقتباس من التجربة التونسية في مجالات حفظ الفائض وترويجه وتسويقه كمنتج استراتيجي محلي في الدول العربية التي لم تفلح حتى الآن في هذا المجال.

إن نظرة على تطور الإنتاج الزراعي عموما في الدول العربية تشير إلى تدهوره وخاصة على صعيد المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والرز والقطن والشوندر السكري وقصب السكر. ويدل على ذلك الزيادة المضطردة والمخيفة في واردات الدول العربية من هذه المحاصيل لتأمين مستلزمات الغذاء اليومي الأساسي للسكان الذين يتضاعف عددهم كل 20 سنة تقريبا. وإذا ما نظرنا إلى التجربة الرائدة في زراعة التمور، فإن بالإمكان اتخاذها نموذجا لإعادة إحياء الزراعات المذكورة وغيرها وعمليات تصنيعها لاسيما على الصعد المحلية. فمثل هذا التطوير لا يساعد فقط على استقرار المجتمعات المحلية، بل وأيضا على الحد من الهجرة الداخلية والخارجية وتقليص فاتورة استيراد المواد الغذائية. وهنا يبرز دور الدولة في توفير مستلزمات الإنتاج والصنيع من خلال الإعانات والقروض والاستثارة حتى تقف المشاريع الوليدة على قدميها وتصبح جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد المحلي الذي يعود مجددا إلى الانتعاش بعد الضربة القاسية التي لحقت بالعولمة والتجارة العالمية بسبب الأزمة المالية. ويعود انتعاش الاقتصاد المذكور بالدرجة الأولى إلى تزايد صعوبات التصدير إلى الأسواق الصناعية المشبعة بمختلف أنواع السلع من جهة ونتيجة لاعتماد غالبيتها على إجراءات أقسى لحماية سلعها الوطنية من المنافسة الأجنبية.

يشارك المغرب في الدورة 79 للأسبوع الأخضر الدولي ببرلين، والذي من المنتظر أن يستقبل حتى نهايته ما يزيد عن 420 ألف زائر. ويمثل المغرب 15 عارضاً مغربياً يقدمون منتجات متنوعة، من بينها الزعفران أو الذهب الأحمر، كما يسميه المغاربة. وهو المنتوج الذي تقدمة هذه العارضة من منطقة تالوين جنوب المغرب.

يهدف المغرب، من خلال مشاركته في الأسبوع الأخضر إلى الترويج لمنتجاته الفلاحية الوطنية في جميع أنحاء العالم. فعلى مساحة تبلغ 350 متر مربع، تم تصميم الرواق المغربي على شكل المدن العتيقة المغربية، وذلك بغية إدخال الزائرين في جو تاريخي. ويقدم العارضون المغاربة أيضاً المأكولات المغربية الشهيرة مثل الطاجين والكسكسي.

يشارك في الأسبوع الأخضر مجموعة من التعاونيات الفلاحية من مختلف الجهات المغربية. وقد قطع المغرب أشواطاً مهمة في هذا النظام، الذي يسعى لمساعدة الفلاحين الصغار على تسويق منتجاتهم في إطار تعاونيات. وتنشط هذه التعاونيات في مختلف القطاعات الزراعية، وخاصة في إنتاج زيت أركان والزعفران وزيت الصبار، الذي يظهر على الصورة، والذي يستخرج منه المربي ويستخدم في التجميل أيضاً.

بعد أربع وعشرين سنة تعود المملكة العربية السعودية للمشاركة في الأسبوع الأخضر بشكل رسمي. وذلك من خلال عرض منتجات فلاحية مثل التمور ومشتقاتها، بالأضافة إلى الأسماك والدواجن وغيرها من الأطباق التقليدية. وتقدم هذه الأطباق في جو تقليدي، كما يظهر في هذه الصورة، حيث يجلس وزير الزراعة السعودي ( وسط) الدكتور فهد بالغنيم، الذي جاء "للترويج للسلع السعودية وتعزيز الشراكة مع ألمانيا"، كما صرح لـ DW عربية.

تتميز المملكة العربية السعودية بواحاتها الشاسعة، حيث تنتشر أشجار النخيل. وهو ما يجعل المملكة من بين أهم الدول المنتجة للتمور. وتتميز التمور السعودية بجودتها وبتنوعها. بالإضافة إلى تناولها مع بعض الخلطات الشهية. وهو ما جعل الزائرين يتاوفدون على الرواق السعودي للاستمتاع بالطعم المميز للتمور السعودية.

يجمع المطبخ السعودي بين بهارات الشرق القديم ونمط الحياة البدوية. ويمكن للزائرين في معرض الأسبوع الأخضر تذوق بعض الأطباق السعودية التقليدية مثل الدجاج المحمر مع الأرز واللوبيا بالزعفران أو حلوى التمر على الطريقة السعودية( الحيسة).

تشارك تونس في معرض الأسبوع الأخضر برواق تقدم فيه الأطباق التونسية بمذاق الهريسة. بالإضافة إلى ماء الزهر والعديد من الأواني التقليدية المصنوعة من شجر العرعار.

القهوة العربية على الطريقة الشامية، حاضرة أيضا في الأسبوع الأخضر، حيث يقدم أحد العارضين اللبنانيين القهوة العربية في الفناجين الصغيرة. في لباس تقليدي، تقدم هذه السيدة القهوة العربية للزائرين الألمان، كرمز للضيافة العربية، على حد قولها.

تحظى إستونيا بأهمية خاصة في الأسبوع الأخضر 2014. فتحت شعار "اختلاف رائع" يسعى البلد الشريك للمعرض لهذا العام إلى التعريف بكنوزه الدفينة: الماء، الهواء النقي، الغابات، المروج. أفضل الشروط اللازمة لإنتاج نوعيات متميزة من السمك واللحم والحليب. هذه العارضة الإستونية تقدم أكواب البيرة وقطع من لحم الغزال المجفف على الطريقة الإستونية.

في سبع صالات كبيرة يمكن للزوار القيام بجولة غذائية في ألمانيا، حيث يشارك أكثر من 500 عارض يقدمون أطيب الوحبات القادمة من مختلف الولايات الألمانية. هذا بالإضافة إلى المشروبات الكحولية، وخاصة البيرة البافارية، التي تشتهر بها ألمانيا. هؤلاء الزوار من منطقة بافاريا يستمتعون بالأطباق البافارية وشرب البيرة، التي تشتهر بها ألمانيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل