المحتوى الرئيسى

مغنية «نص لبة» فى مواجهة زعيمة سياسية (9) | المصري اليوم

10/30 00:56

وبدأ الصراع يتجه إلى العلنية عندما تجرأت «فاطمة سرى» ورفعت قضية إثبات الزواج ونسب طفلتها إلى زوجها محمد على شعراوى (ابن هدى شعراوى)، وكان صراعاً ضارياً استخدمت فيه السيدة هدى شعراوى كل أسلحتها المشروعة وغيرها، ويقال إنها حاولت استمالة خبير الخطوط الذى اختارته المحكمة للفصل فى صحة توقيع محمد شعراوى على صدر الإقرار الذى يقر فيه بزواجه، وإن الخبير النزيه رفض وهدد بفضح الأمر إن استمرت فى محاولاتها. وكانت طبقة كريمة المجتمع تساند هدى شعراوى باعتبار أنها من الحرائر، بينما الغوانى من الجوارى! ولم تعدم «فاطمة سرى» مساندة بعض الكبار لها.

وكل هذا جعل القضية تدور فى أروقة المحاكم لأكثر من خمس سنوات ثقال، كانت فى أثنائها «فاطمة سرى» تدافع عن قضيتها بضراوة، حتى إنها نشرت فى الفترة من 27 ديسمبر عام 1926 إلى 25 إبريل 1927 مذكراتها التى كشفت فيها للعامة أسرار زواجها من محمد شعراوى، والأسباب التى دفعتها إلى اللجوء للقضاء لإثبات زواجه بها وأبوته للطفلة التى أنجبتها منه، وذلك بعد أن هجرها وتنكر لها، وذكرت أنها عادت إلى العمل لكى تربى وتطعم حفيدة السيدة الجليلة هدى هانم شعراوى والمرحوم على باشا شعراوى.

وقالت فى بداية مذكراتها: (ولا يدهشنى أكثر من أنها «هدى شعراوى» تقف مكتوفة الذراعين أمام ابنها وهى ترى سيدة تطالب بحقها وحق ابنتها، فى حين أنها تملأ الصحف المحلية والأجنبية بدفاعها عن حق المرأة، فى حين أنها تحمّل نفسها عناء السفر كل عام إلى الخارج لترفع صوتها مطالبة الرجل الأجنبى عنها الذى ليس لها عليه أى سلطان بالاعتراف بالابن غير الشرعى!). وهذه المذكرات بالإضافة إلى الخطاب الذى أرسلته قبلا لهدى شعراوى يدلان على فصاحة وقدرة عالية فى الدفاع عن نفسها، (تؤكد د.نهاد صليحة، فى كتابها «المرأة بين الفن والعشق والزواج»، أن هناك كاتباً خفياً أملت عليه فاطمة سرى الوقائع فصاغها نصاً، لأنها لم تنل حظاً من التعليم يؤهلها لكتابة مثل هذا النص، وكان ذلك أمراً عادياً آنذاك، فقد نشرت مجلة المسرح مذكرات منيرة المهدية عن رحلتها الفنية المثيرة إلى العراق بأسلوب بلاغى بديع). ولتسمح لى د. نهاد بأن أختلف معها فى موضوع أن فاطمة سرى حظها من التعليم من أقل القليل، فاطمة سرى يا سيدتى كريمة «سيد بك المروانى»، كما نص على ذلك إقرار الزواج (ليست من الشارع إذن!)، وتلقت تعليمها الأولّى فى المدرسة الإنجليزية بباب الخلق، وأتمت دراستها بالمنزل حتى تزوجت، ولما رأى فيها زوجها استعداداً فنياً أحضر لها الفنان الشهير «داود حسنى» ليعلمها أصول الغناء والعزف على العود. وهى التى اعتبرها الوجهاء من الجوارى والقيان!.

والسيدة الجليلة «هدى شعراوى» هى ابنة «محمد سلطان باشا»، الذى نُسب إليه تهمة خيانة عرابى والثورة وأنه كان سبباً فى دخول الإنجليز مصر بتلقيه أموالاً من الخديو «توفيق» مقابل رفضه لمواقف عرابى، وقام بدفع رشاوى لعدد من العربان والقيادات العسكرية الذين خانوا عرابى، وكان يرافق جنود الاحتلال أثناء زحفهم على العاصمة، ونال مكافآته من الخديو «توفيق» بتعيينه رئيس مجلس النواب المصرى الأول، وعيّنه الخديو «توفيق» مندوباً سامياً ملكياً بجانب الجنرال «ولسلى» قائد الجيش الإنجليزى الذى هزم عرابى، وأنعمت عليه بريطانيا بعد الاحتلال بعدة نياشين مقابل خدماته. كما أهدى الخديو «توفيق» لصديقه المخلص «سلطان باشا» جارية بيضاء هى التى أنجب منها عمر شعراوى وهدى شعراوى!!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل