المحتوى الرئيسى

تغيرت الدول.. وبقى الهدف: تدميرنا! | المصري اليوم

10/30 00:48

كأنه درس آخر من التاريخ، إذ ومصر تواجه الآن مخططا رهيبا لتدمير مصر تجىء دروس الماضى، إذ تتذكر مصر العدوان الثلاثى الذى تعرضت له منذ 60 عاماً بالضبط، أقصد اشتراك بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956 ضرب مصر ، التى تجرأت وأعلنت تأميم شركة قناة السويس، لأن مصر خرجت عن «الطوع الغربى» ومصرت قناتها.. وكانت مؤامرة دولية حظيت بتأييد العديد من الدول التى تكن عداءً لنا.. ووقف العديد منها مع الدول المعتدية الثلاث.. وكان ذلك يوم 29 أكتوبر، أى مثل أمس!!

ووقفت الحكومة مع شبابها.. ودفعت إليهم وسلمتهم أكثر من نصف مليون قطعة سلاح ما بين بنادق سريعة الطلقات، ومدافع وبنادق آلية.. وكنت واحداً منهم.. ورغم أننى حملت السلاح من عام 1950 لنطرد الإنجليز من منطقة القناة وكناقد تدربنا على السلاح العربى: دى أنفيلد. ومارك 4، والتومى جن واللانكستر، وأقواهما مدافع البرن.. إلا أننا ومن صبيحة اليوم الثانى للعدوان كنا أول من تسلم الأسلحة التشيكية.. وكان نصيبى بندقية 7.62 سريعة الطلقات.. وكان عمرى وقتها فى العشرين بالضبط تسلمناها وهى فى شحمها وفككناها وأزلنا عنها الشحم وأخذنا مواقعنا حول دمياط وفي الطريق إلى بورسعيد..

ويومها لم يخش النظام أن يستخدم الشباب هذه الأسلحة فى غير هدفها، و بعضنا تسلم عددا من القنابل اليدوية لاستخدامها فى عمل مزارع أرضية جاهزة للانفجار، عند مرور أى مشاة، أى إذا تخلخلت التربة، أى لإعاقة أى قوات مشاة.. وكان هدف هذا العدوان - بعد ضرب مصر وتدميرها واحتلالها بقوات هذه الدول الثلاث - هو تلقين الشعوب الطامحة إلى الاستقلال درساً.. وبروز عصر الدول الراغبة فى الاستقلال، فى اسيا وأفريقيا بالذات.

وكان تلاحم الشعب المصرى وراء قيادته عملاً رائعاً، روبما تكرر قبلها فى ثورتى القاهرة ضد قوات فرنسا، أيام حملة بونابرت، ثم تكرر فى صمود أبناء رشيد وانتصارهم ضد قوات حملة فريزر الإنجليزية عام 1807 بعد أن أمدتهم الزعامة السياسية بقيادة عمر مكرم بدعم من شباب مصر.. ولو من حملة الفؤوس والشوم، ولا ننسى هنا دور الشباب فى ثورة 19 وراء سعد زغلول والوفد، وبالتالى كان أكتوبر ونوفمبر 56 قد شهدا تلاحم الشعب المصرى الذى اندفع شبابه إلى حمل السلاح لمواجهة الدول الثلاث: بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.. ورغم احتلالهم وتدميرهم مدينة بورسعيد مع تدمير بعض السويس ولم تسلم من غاراتهم القاهرة، إلا أننا نجحنا - بتلاحم الشعب ممثلاً فى شبابه - فى طرد جيوش الدول الثلاث.. وفى إجهاض مخططهم لتدمير مصر: مصر الوطن، ومصر الأرض.. والأهم مصر الرمز القدوة لكل الشعوب التى انطلقت بعدنا تواجه الاستعمار..

وما أشبه الليلة بالبارحة. حقيقة تغيرت الدول، ولكن مصر الآن تعيش مؤامرة كبرى ومخططاً أبشع من أعداء الوطن.. تقودها ولو من وراء ستار أمريكا، وتعمل بريطانيا «من تحت الطاولة»، وبرزت تركيا لتؤكد عداءها وتحتضن المتآمرين.. وتدفع لهم هى ودويلة اسمها «قطر» لينفذوا تدمير مصر.. وهنا كان قرار القيادة المصرية الحالية بالعودة إلى الشباب.. ليس بهدف تجنيدهم - كما فعل بعض الحكام - ولكن ليقوموا هم بالدور الأساسى لإعادة بناء الوطن.. والهدف الثانى وهو التصدى لأعداء الوطن، وتلك هى أهم قضايانا لإنقاذ الوطن.. هنا أتمنى ألا تقف الدولة عند تشكيل لجان لتفعيل ما استجاب له الرئيس السيسى فى الجلسة الختامية لمؤتمر شرم الشيخ.. ولكن لتنفيذ كل ما أعلنه الرئيس، وخلال مدة زمنية محددة، هى مجرد شهور، وهنا يتحقق الهدف القومى لبناء حصن من الشباب يحمى الوطن بيد.. وينطلق للعمل الجاد والإنتاج الفعلى بيد أخرى وهذا وذاك أهم أسلحتنا الآن لمواجهة مخطط تدمير مصر..

■ ■ هنا أتوقف عند تعبيرات معينة أطلقها الرئيس السيسى.. عندما قال لماذا نحن كمصريين لم نعد نصدق بعضنا.. وأصبحنا متشككين فى نوايا بعضنا البعض؟!.. هنا ركز الرئيس على أهمية إعادة تأهيل الشق الدينى، وشرح لنا وللشباب دور خطبة الجمعة كما يريد، لإعادة كل المصريين إلى الأخلاق الحميدة، وخلال فترة زمنية محددة باستعادة السلوكيات الطيبة التى كانت من أهم مميزات وصفات المصرى الأصيل.. والممارسة هى أساس التغيير الأخلاقى..

■ ■ وتحدث الرئيس عن التردى الذى تعيشه البلاد فى كل المجالات، وأكد أن ذلك هو أهم سبب لقيام الثورات، ولذلك قد يكون التغيير حاداً.. وعنيفاً.. ولكن بالعقل نعود إلى السبيل الأفضل للتنمية.. بعد أن نتحمل بعض تبعات ذلك.

■ ■ وكثيراً تحدث الرئيس عن دور الإعلام.. حقيقةً، بات الشعب يقلد الإعلاميين الذين يرفعون أصواتهم وهم يتحدثون عبر الشاشة، لأن الشعب يقلد ما يراه.. وهنا يجب أن نعترف بتراجع القيم وفى الشارع فى العمل، وهذا طبيعى، فى أعقاب أى ثورة.. ولكننا لسنا مثل الآخرين.

وأعود إلى مخططات الغرب لضرب مصر وتدميرها فأقول إن ذلك ظل هدفاِ ممتداً ومنذ آلاف السنين، من الحروب الصليبة.. ومن الاستعمار ثم الآن ممن يحاولون البحث لهم عن طريق مثل تركيا.. وقطر.. والخطر الحقيقى: إسرائيل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل