المحتوى الرئيسى

مزاج المصريين بين الشرقية للدخان ومنظمة الصحة العالمية

10/30 17:42

بدأ رئيس شعبة التبغ والدخان باتحاد الصناعات المصرية إبراهيم إمبابي حديثه ل"دوت مصر" بأن مشكلة التبغ في مصر أن الحكومة لا تضعه ضمن السلع الأساسية، في حين أنه أدخل لخزينة الدولة العام الماضي 33 مليار جنيه مصري، والمستهدف نهاية هذا العام 45 مليار جنيه مصري، وهذا يعتبر مبلغ كبير يدخل لخزينة الدولة، وأن المشكلة ليست مشكلة الشركة الشرقية للدخان فقط، وإنما أي شركة تحتاج لاستيراد مستلزمات الإنتاج الخاصة بها.

ووجه إمبابي كلامه لمحافظ البنك المركزي طارق عامر قائلا، إذا كان قرار تعويم الجنيه لابد منه، فلابد أن ينفذه، ولكن مطلوب قبلها توفير مستلزمات الإنتاج الخاصة بالمصانع، على أن يدفع أصحاب المصانع بالجنيه المصري، فهذا ليس اختراع للعجلة، وحالة الضبابية التي نعيشها ليست في صالح الاقتصاد المصري.

مشكلة الشرقية مع فيليب موريس

أوضح رئيس رابطة تجار التبغ أسامه سلامه ل"دوت مصر" أن التقرير التي أصدرته الشركة الشرقية للدخان، وحذرت فيه من توقف إنتاجها يعد تقريرا عاديا تخطر فيه الحكومة بموقفها، وذلك بعد أن أجبرت الفترة الماضية بأن تخرج مخزونها الاستراتيجي من السجاير، بسبب تعطيش بعض التجار للسوق، وعدم بيعها حتى يبيعوها فيما بعد بسعر أعلى، كذلك كان الطلب أكثر من العرض.

وأضاف سلامه، أن التقرير يبلغ الحكومة حتى تستطيع فتح اعتمادات بنكية، وتسهل العملية، إضافة إلى أن الحكومة تعتبر التبغ سلع ترفيهية وليس أساسية، واولياتها حاليا السلع الاستراتيجية وكيفية توفيرها.

وقال أسامه سلامه أن مشكلة الشركة الشرقية مع شركة فيليب موريس التي تنتج لها مارلبورو وإل إم، هي مشكلة أي شركة أجنبية مع الدولار، لأنها تدفع للشركة الشرقية بالعملة الصعبة والغير متوفرة، وبالتالي تراكمت عليها الديون، لكن تم تسوية جزء منها بين الشركتين، ودفعت شركة فيليب موريس الجزء الذي تم تسويته بالجنيه المصري، وتم تسوية شهور أبريل ومايو ويونيه، ومتبقية مديونية أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، وسيتم تسويتها قريبا.

كشفت نتائج أعمال الشركة الشرقية للدخان، ارتفاع صافي ربح الشركة خلال الربع الأول من العام المالي الحالي (2016-2017) بنسبة 16.3 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من  العام المالي الماضي (2015-2016).

وأوضح ملخص نتائج أعمال الشركة المرسل لإدارة البورصة المصرية تسجيلها صافي ربح بعد الضريبة بلغ 427.3 مليون جنيه منذ بداية يوليو حتى نهاية سبتمبر الماضي، مقابل صافي ربح بلغ 367.3 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.

و ارتفعت مبيعات الشركة خلال (يوليو-سبتمبر) بنسبة 9.54 بالمئة، حيث سجلت نحو 1.9 مليار جنيه، مقابل 1.75 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.

وارتفع كذلك مجمل ربح الشركة خلال الفترة بنسبة 9.8 بالمئة، حيث سجلت مجمل ربح بلغ 559.2 مليون جنيه، مقابل 509.3 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.

وكانت الشركة الشرقية للدخان، حذرت خلال تقرير مجلس إدارة الشركة المعروض على الجمعية العامة العادية نهاية الأسبوع الماضي، من أنها ستتعرض للتوقف عن الإنتاج والبيع في حالة استمرار صعوبات توفير احتياجاتها من العملات الأجنبية لشراء المواد الخام ومستلزمات الإنتاج.

وقالت إنها تواجه حاليًا صعوبات كبيرة في توفير احتياجاتها من العملات الأجنبية من البنوك لفتح اعتمادات شراء الخامة الرئيسية لمنتجاتها وهي خامة الدخان من الأسواق الخارجية بنسبة 100 بالمئة.

وأشارت إلى صعوبة تدبير احتياجات العملة لمستلزمات الإنتاج الأخرى التي لا يوجد لها بديل محلي، والمعدات الاستثمارية وقطع الغيار المطلوبة لتحسين العملية الإنتاجية وتخفيض التكاليف، و كل ذلك يتطلب توفير أكثر من 30 مليون دولار شهريًا وهو ما يضع الشركة أمام "وضع خطير للغاية" حسب وصفها في تقريرها أمام الجمعية العمومية.

ونبه التقرير إلى أن المخزون الاستراتيجي لخامة الدخان انخفض من 24 شهرًا إلى أقل من 12 شهرًا بنهاية شهر سبتمبر 2016، كما انخفض مخزون عدد من المستلزمات الرئيسية للصناعة التي ليس لها بديل محلي إلى أقل من 6 أشهر، "وهو ما يعني أنه في حالة استمرار هذا الوضع لفترة طويلة ستتعرض الشركة للتوقف عن الإنتاج والبيع لسلعة هامة للمستهلك".

خبراء: لماذا لم تطرح الصحة العالمية بدائل التدخين؟

من جهة أخرى انتقد خبراء في الصحة والقانون الدولي، منظمة الصحة العالمية متهمين إياها بأنها تفتقر إلى معايير الشفافية والنزاهة، وتتسبب في الإضرار بصحة الملايين من البشر على مستوى العالم نتيجة تعمد المنظمة الدولية عدم طرح بدائل التدخين ضمن الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ. 

وقال أستاذ أمراض الحساسية والصدر، الدكتور طارق صفوت، في بيان صحفي أن الاتفاقية الإطارية حول مكافحة التبغ تمثل خطوة مهمة في مجال الصحة العامة، إلا أنها مازالت منقوصة وغير عملية، وتفتقر إلى الآليات الحقيقية لتطبيقها، وأضاف  أهم نقاط الضعف في تلك الاتفاقية أنها تضع المدخن أمام خيارين لا ثالث لهما أما الموت أو الإقلاع عن التدخين ، وهذا الأمر غير مقبول ، ويمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية وتٌفاقم من حجم الأزمة وتزيد عدد المدخنين على مستوى العالم وهذا ما حدث بالفعل وشاركت فيه للأسف منظمة الصحة سواء بقصد او بغير قصد.

أكدت التقارير الصادرة عن مؤسسة "Reason Foundation “وهي مؤسسة بحثية عالمية غير هادفة للربح، أنها نتيجة لافتقار بدائل لتدخين التبغ، فقد زاد عدد المدخنين في العالم إلى مليار واربعمائة مليون شخص خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن آخر دراسة صادرة عن تلك المؤسسة واعدها نائب رئيس الأبحاث جوليان موريس ذكر فيها أن الكلية الملكية البريطانية أكدت على أن استخدام التبخير في بدائل التدخين يعد أكثر أمانا من حرق التبغ بنسبة تصل إلى 95%، إلا أن تجاهل هذا التقرير من جانب منظمة الصحة يحد من انتشار منتجات التبخير البديلة لسجائر التبغ.

وقال أستاذ امراض الحساسية والصدر، الدراسات أكدت أيضا على أن فكرة الإقلاع عن تدخين التبغ تمثل صعوبة بالغة للشخص المقبل على تلك الخطوة، والأرقام كشفت أن أكثر من 70% ممن يحاولوا الإقلاع عن تدخين التبغ يعودن له وهم أكثر شراهة".

 وأضاف قائلا ولكن في حالة وجود البدائل فإن الأمور تختلف كثيرا حيث يجد المدخن من خلال تلك البدائل (السجائر الالكترونية) على سبيل المثال عوضا عن تدخين وحرق التبغ، بالتالي فإن الأمر يصبح في هذه الحالة أكثر قبولا بالنسبة للمدخن وفى نفس الوقت بنسبة اضرار لا تتجاوز ال 5% عن تدخين التبغ.

واعتبر الدكتور طارق صفوت أن الوقت الآن أصبح مناسبا للبدء في نشر بدائل التدخين والسماح لها، على الأقل لدرء الكثير من المخاطر الناجمة عن عملية حرق التبغ، وأضاف " هناك ملايين البشر على مستوى العالم يقومون يوميا بتدخين المليارات من السجائر، ومن غير المقبول أو المنطقي أن نطلب منهم "الإقلاع أو الموت " دون أن نقدم لهم على الأقل بديل مضمون وأقل خطورة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل