المحتوى الرئيسى

رامي يحيى يكتب: مالكوم إكس يشّخص حالة بلاك تيما

10/29 10:12

أحمد عبد الرحمن في زنزانة، هو من يمثل شباب النوبة، عبد الرحمن اللي بيدفع تمن رجولته لما تدخل عشان يحوش عن بنات مايعرفهاش بتنضرب في الشارع.

شباب دابود المسجونيين لدفاعهم عن أهلهم وذويهم من بلطجة الهلايل وطناش الدولة، هم من يمثلوا شباب النوبة، مش بلاك تيما اللي رايحين يرقصوا لرجالات النظام والمطبلاتية والواهمين بحلم الإصلاح على أنغام تراثنا النوبي.

حفل ختام مؤتمر الشباب في شرم الشيخ أحياه فريق بلاك تيما، أغنية “يا صديق” للشاعر الجميل ميدو زهير هي اللي اختارها الفريق المُسئ لكل ما هو نوبي لتقديمها في الحفل، الكلمات الجميلة تم تركيبها على موسيقى الأغنية النوبية “عديلة“.

المؤتمر لم يضم أي ممثل عن الشباب النوبي ولم يتطرق لمناقشة الملف النوبي، والشباب النوبي في السجون ظلمًا وبهتانًا، لكن ده لم يمنع أفراد الفريق من مسخ تراثنا وتقديمه بصورة باهتة، عشان يعرفوا يغنوا ويرقصوا لمن يحرص على سرقة أراضي النوبة وسلب النوبيين حقوقهم وقتل الثقافة النوبية، أو من يرى ما يحدث ويقف في موقف المشاهد في خيانة واضحة أو انحياز سلبي للدولة الجائرة.

بلاك تيما شاركوا في المؤتمر لتصدير صورة وهمية، أن الدولة المصرية تحترم الثقافة النوبية، وغالبا أفراد الفريق مش واعيين للدور القذر اللي لعبوه، مش بس لأن أغلبهم لا يهتم بقراءة أي حاجة غير أوردرات النمر اللي في جدولهم، إنما كمان لأنهم في الواقع لا يقيموا للنوبة وحقوقها وزنا.

طبعًا مش مطلوب من كل شخص يكون ناشطا ومهتما، بس كمان مش المفروض أن الجاهل أو غير المهتم يتاجر بما يجهل، فسبق لواحد من الثلاثي، أمير صلاح، أن شارك في مسلسل تليفزيوني في شخصية تعتمد على إنه أسود وبيروح يتقدم لحبيبته البيضاء، فبيتم رفضه بشكل عنصري مُهين، والمشهد ده استفز جموع النوبيين وأثر كتير على شعبية الفريق بينهم، فما كان منه إلا أنه راح النادي النوبي وقدم اعتذارا شفهيا تافها، وطبعًا المسلسل لسه بيتذاع بالكلام المسيئ اللي فيه. ودلوقتي مع تجدد الهجوم على الفريق بعد مشاركتهم في المؤتمر، رجع وكتب على صفحته ما يؤكد أن الاعتذار كان مجرد كلام للم الدور، بس تقريبًا حد نبهه فشال البوست بعد شوية.

عشان كده لما بافكر في عبد الرحمن وشباب دابود، وكل نوبي رافض لممارسات الدولة معنا، وبقارنهم بثلاثي الخزي أو بنائب نصر النوبة ياسين عبد الصبور، صاحب أسطورة أن 90% من النوبيين مش عايزين العودة لأراضي النوبة، أو بالداعم الوحيد لمشروع وادي كركر الفاشل -مسعد هركي- أو أي حد من النوبيين المتواطئين مع الدولة لمكاسب أو لدرء فضايح أخلاقية أو للتماهي المَرَضي مع السلطة، افتكرت فورًا الفرق بين “عبد المزرعة” و”عبد المنزل” زي ما شرحه المناضل الأسود الأشهر مالكوم أكس.

الثائر الأسود الراحل، مالكولم إكس أثناء خطبة من خطبه الجماهيرية أتكلم عن فترة العبودية القذرة في أمريكا، فقال إنه كان في الفترة دي نوعين من العبيد، عبد المزرعة وعبد المنزل، عبد المزرعة كان بيقضي كل يومه في الحقول والزراعة وجر المواشي والخيل، وبيتعرض للضرب والذل من (السيد) الأبيض صاحب المزرعة أو أي حد ينوب عنه، وكان لما يرجع كوخه آخر الليل بيفكر في الثورة أو في طريقة للخلاص من حكم العبودية اللي عايش فيه.

أما عبد المنزل فكان عايش في منزل السيد، يلبس زي سيده، ويأكل أكل كويس من بواقي أطباق سيده، كان عايش طول الوقت ورا سيده زي ضله، حاجة كده زي “المراسلة” في الجيش، ومع الوقت عبد المنزل تماهى مع سيده وبقى يحبه أكتر ما سيده ده بيحب نفسه، فلو قامت حريقة في منزل السيد، كان عبد المنزل يكافح الحريق بقوة وحماسة أعلى من سيده ذاته، وإذا سيده مرض، عبد المنزل يقول: (ما الأمر أيها السيد، هل نحن مرضى؟)

تماهى عبد المنزل مع شخصية السيد بطريقة مرضية غريبة! فكان لو سمع أن “عبيد المزرعة” بيخططوا لأي تمرد للخلاص من حكم العبودية، كان يبلغ أسياده فورًا بمخططات إخواته في العبودية، ولو حد قاله: ياللا بينا نهرب ونتحرر من حكم السادة.

يرد عبد المنزل: أنت اتجننت؟! يعني إيه نتحرر؟! فين هنلاقي منزل أفضل من ده؟ فين هلاقي لبس زي اللي أنا لابسه؟ وفين هقدر آكل أكل كويس زي اللي باكله؟

ممكن حد يقول مالنا إحنا ومال مالكوم أكس وقصص تاريخ العبودية في أمريكا؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل